اهتم رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بتوفير إجابات واضحة لكل من يسأل عن الذي يجري هذه الأيام في مملكة البحرين وأوجزها في عدد من النقاط، أولها أن الإجراءات التي اتخذت ترمي إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار ولسد أية ثغرة يمكن أن تكون مدخلاً للتدخلات الخارجية أو تساهم في تقويض الأمن، وأن هذه الإجراءات ستتبعها أخرى مكملة لها فالحكومة مستمرة في اتخاذ مزيد من الإجراءات التي تحقق الأمن والاستقرار. وثانيها أن كل الإجراءات التنظيمية هذه يتم اتخاذها لضمان الالتزام المؤسسي والفردي بالقوانين والأنظمة والمسار الوطني في العمل السياسي، وأن كل هذا من حق الدولة، مبيناً سموه أنه لا توجد دولة في العالم تسمح بأن يتم إرهاب شعبها أو تعكير صفو أمنها واستقرارها. وثالثها أن كل هذه الإجراءات هي لحماية شعب البحرين ولحفظ الوطن من الانجرار في غياهب الفتنة والانقسام.
بهذا الوضوح تحدث صاحب السمو إثر ترؤسه أخيراً اجتماع العمل الذي خصص لمتابعة الإجراءات الحكومية لحماية العمل السياسي. وفي التفاصيل أن سموه وجه إلى أهمية التحرك بوتيرة أسرع لمواجهة قوى التبعية للمرجعية السياسية والدينية الخارجية، ومواجهة الداعمين للإرهاب وباثي الكراهية والتطرف وكل من يعمل على الخروج على حكم القانون ويشوه الواقع الحقوقي والديمقراطي المتطور في المملكة.
ولأن صاحب السمو يدرك أن هذا الخطر الذي تتعرض له مملكة البحرين لا يقتصر عليها وأنه يهدد كل المنطقة لذا وجه المعنيين إلى التنسيق الإقليمي والدولي لمكافحته، موصلاً بهذا رسالة في غاية الأهمية ملخصها أن تمكن الإرهاب ومكر السيئ من البحرين يعني سقوط دول المنطقة واحدة إثر أخرى في براثنه، وأن المطلوب ليس فقط تفهم الإجراءات التي قامت وتقوم بها حكومة البحرين لمواجهة كل هذا ولكن أيضاً العمل على حماية نفسها بإجراءات مماثلة كي لا يصيبها ما أصابنا. ولأن الشواهد على هذا كثيرة لذا سارعت العديد من دول المنطقة إلى التعبير عن تأييدها لكل الإجراءات التي اتخذتها المملكة والبدء في اتخاذ إجراءات مماثلة، وهو ما من شأنه أن يسد الطريق على فكرة اتخاذ الإرهاب البحرين معبراً للإضرار بدول الخليج الشقيقة.
أمر آخر اهتم صاحب السمو بتأكيده هو أن مرحلة أنصاف الحلول انتهت فلا مكان اليوم لأنصاف الحلول ولا مساومة على الأمن الوطني، ولا تفريط في حق الدولة التي عليها واجب حماية شعبها وحفظ أمنه واستقراره، وكذلك حفظ مستقبله.
بهذا الوضوح وبهذه القوة تحدث أمير الحكمة والحزم والعزم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، معلناً بذلك عن نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة لا مكان فيها لكل ما قد يفسر على أنه تراخٍ من الدولة أو مهادنة، فالمعطيات الجديدة لا تسمح بالاستمرار في السياسة السابقة والتي من الواضح أن البعض حاول استغلالها بطريقته بعدما فسرها بشكل سلبي.
بالإجراءات التي تم البدء فيها تكون مملكة البحرين قد دخلت بالفعل مرحلة جديدة من شأنها أن تضع حداً لكل الاستهتار الذي اعتبره البعض حقاً وفتح به باباً للأجنبي كي يطل برأسه ويعتبر نفسه شريكاً. ولأن شعب البحرين الذي تأذى طويلاً من ذلك الاستهتار كان ينتظر هذه الإجراءات على أحر من الجمر لذا عبر عن تأييده لها ووقف مع حكومته مؤازراً ومطالباً بالمزيد منها وبعدم التراجع مهما قيل، وأياً كانت مواقف تلك المنظمات الدولية التي آزرت الشر حتى بدت وكأنها شريك له بمصلحة مباشرة.
مقابل ذلك البعض القليل الذي تؤذيه مثل هذه الإجراءات فيقول عنها ما يقول من كلام سالب يقف كل شعب البحرين مؤيداً لحكومته ومؤازراً.