المحاكمات والأحكام القضائية الأخيرة في مملكة البحرين تدعو دول المنطقة والدول العربية إلى الوقوف إلى جانب هذا البلد الشقيق، وتكشف مدى ما يواجهه من تطرّف وإرهاب بجميع صوره وأشكاله، وما يواجهه من محاولات مستمرة ومنظمة من الجماعات المرتبطة بالخارج لزعزعة الأمن والاستقرار في المملكة وإثارة الفتنة والمساس بوحدتها الوطنية وأمنها.
وبالأمس كشفت النيابة العامة البحرينية عن استمرار التحقيقات في وقائع جمع وغسل الأموال بغير ترخيص لإحدى الجمعيات الإسلامية، وكشفت عن إجراء بعض المتهمين، وبينهم رجل دين، عمليات مصرفية على الأموال المودعة بحساباتهم البنكية، وإرسال جانب كبير من المبالغ إلى إيران والعراق، متجاوزين قواعد التحويل والإفصاح، وأن تلك المبالغ وصلت إلى جهات ومنظمات في الخارج مناهضة لمملكة البحرين.
كل خطر تواجهه مملكة البحرين وراءه إيران، وكل مجموعة تخريبية يتم القبض عليها تدعمها إيران، وكل عملية تخريبية تتم في البحرين تساندها إيران، ولم يعد الأمر خافياً أو مخفياً عن أحد، لكنه دور باق ومستمر.
منذ أسبوعين تقريباً كانت لرجل الدين الشيعي العربي العلامة محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي بلبنان كلمة أمام جمع من الجالية المسلمة في بلجيكا ذكر فيها كلاماً في غاية الأهمية عندما شدد قائلاً بأن الدول العربية المنهمكة في الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي أصبحت مهددة وبقوة بـ»خطر الإرهاب الصفوي الإيراني».. وأضاف أن إرهاب نظام «ولاية الفقيه» في إيران يهدد اليوم أمن واستقرار الدول العربية بشكل أكبر من إرهاب «داعش»، وهذا كلام يستحق التمعن من رجل امتلك الشجاعة والجرأة في أن يقولها في زمن صمت فيه الجميع عن قول الحق والجهر بالحقيقة، فهل يقابله رجال شجعان يتخذون القرارات بمواجهة هذا الخطر وإيقافه عند حدّه؟
خطر «داعش» معروف ومحدد، إنما خطر إيران لا حدود له، وإن كنا اليوم نتابع ما يحدث في البحرين وندعو للوقوف إلى جانبها، فيجب ألا ننسى أن طموح الحلم الإيراني أن يتمدد إلى دول شمال أفريقيا، وخصوصاً المغرب والجزائر وتونس، فهل العرب منتبهون لذلك؟
ومنذ أيام ومع بداية شهر رمضان سمعنا عن مساعدات إيرانية تصل إلى أهل غزة بعد أن سمحت قيادات من حركة «حماس» بدخول تلك المساعدات الغذائية وتوزيعها بشكل يومي باسم حملة «إمداد الإمام الخميني» وهي حملة برعاية وتنسيق ما سمي «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» وهو الذي أسسته إيران في الأشهر الأخيرة في كل من العراق وسوريا ولبنان وغزة بمباركة من «حماس» التي يبدو أنها تحاول إصلاح علاقتها بطهران.
إيران لا تترك فجوة في أوطاننا إلا وتستغلها، ونحن بحاجة إلى أن نحصن أوطاننا من كل طامع ومعتد، وأن نقف إلى جانب كل شقيق دون تردد أو تأخير.
* رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» الإماراتية
نقلاً عن صحيفة «الاتحاد» الإماراتية