يبدو أن هناك من يبتكر موضات تختص بالعبادات كل فترة، فهناك من حلل سابقاً أنه من الممكن ألا يصوم من يخرج ويسد الشارع ويحرقه بالإطارات ويمارس الأعمال الإرهابية والإجرامية خلال شهر رمضان رغم أن الصيام الركن الرابع من أركان الإسلام ورغم أن للشهر الفضيل حرمته خاصة من ناحية ترويع المسلمين الآمنين وقتلهم أو إيذائهم، «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، « كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافراً أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً».
كما لا ننسى التحليل الغريب الذي منح لبعض المشايخ بأنه من الممكن ألا يصوموا خلال شهر رمضان وهم يمنحون الفتاوي والأحكام للناس، رغم أن رسول الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام والصحابة، رضي الله عنهم، كانوا يجاهدون في سبيل الله وهم صائمون وكانوا يسافرون ويخوضون المعارك، فهل هؤلاء أفضل مكانة أو أعلى شأناً مثلاً – معاذ الله – من رسولنا الكريم؟!
البدعة الجديدة التي ابتكرها بعض من يتاجرون بالدين ويتخذونه ستاراً لمصالحهم وأجنداتهم الخارجية قلة استشعار بركة العبادات في هذا الشهر الفضيل واحترام الشعائر الدينية التي تقام فيه، من خلال تلك البيانات التي روجها البعض لتعطيل الصلوات في المساجد والجوامع تحت ذريعة وزعم فقدان الأمن فيها، وأن هناك حملة تضييق وإزعاج من قبل الدولة! «والله إن الشرهه والغلط مو على من أصدر هالبيانات ونشرها، لكن على من صدقها وجالس ياخذها ويعيد إرسالها ويتكلم عنها في مواقع التواصل الاجتماعي!».
عندما أرادت الدولة في فترة ما أن تعيد الحق لأصحابه والأراضي التي اغتصبت ووضعت عليها الحجارة، وحوطت وأقيمت فيها المآتم دون ترخيص ودون وجه حق، أشاعوا أمام العالم أن الدولة تهدم مساجدهم ومآتمهم دون مراعاة أن الأراضي التي وضعوا أيديهم عليها هي حق لأصحابها من المواطنين، لا لهم حتى «يحوطونها»، وللعلم في إحدى المناطق الإسكانية الجديدة في سار ما إن هُيئت الأرض فيها حتى جاؤوا ووضعوا فيها أحد الأعلام الخضراء ثم أخذوا يضعون تدريجياً الطوب حولها ولله الحمد تقدم الأهالي بشكوى لوزارتي الداخلية والأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني وتم تدارك الأمر قبل أن يتمادوا أو لا ينتبه أحد لما يجري وتصبح الأرض بعد عدة سنين حقاً مشروعاً لهم بل وتروج عنها قصص ومعلومات تاريخية غير حقيقية ويضيع حق أصحابها!
على من يحاول اتباع هؤلاء لا بد أن يفطن إلى أن أصحاب المشروع الإيراني في البحرين كل ما يهمهم هو تعطيل أي شكل من أشكال الحياة في البحرين، لنشر الإشاعات عند الدكاكين الإعلامية الخارجية التي تستهدف البحرين بالفبركات والأخبار المغلوطة، خاصة بعد فشلهم الذريع في تعطيل الحياة العامة والدوامات في الوزارات ومؤسسات الدولة والمدارس والجامعات عام 2011 وبعد خسائرهم الفادحة ورغم كل ما فعلوه من حرق للشوارع وتخريب ورمي المولوتوف وتفجير القنابل على أمل القضاء على السياحة وشل الاقتصاد البحريني وتهريب رؤوس الأموال، وها هم اليوم يحاولون الظهور بموضة جديدة وهي تعطيل الصلوات وكأنهم لا يختلفون في ذلك عن تنظيم الدولة «داعش» الذي أخذ يفجر المساجد لترويع الناس وإخافتهم من الاتجاه لصلاة الجمعة وأداء الصلوات الجماعية! بالأصل كلاهما وجهان لعملة واحدة حتى الجهه التي تدعمهم واحدة «إيران»!
من يروج للاضطهاد الطائفي والديني وغيرها من مصطلحات «صار الواحد شبعان من كثر ما يسمعها ويدرك المغازي الحقوقية وراءها» هو بالأصل من يمارس هذا الاضطهاد عندما يحاول منع الناس من الذهاب للمساجد بترويج الشائعات والأكاذيب المغلوطة بل وحرمانهم من حقوقهم الدينية في أداء الصلوات خاصة خلال الشهر المبارك.
الشعائر الدينية في مملكة البحرين لا تمس والشواهد من حولنا كثيرة وعديدة للعقلاء؛ فهناك من شيعة البحرين من يصلي صلاة الجمعة أو الجماعة في مساجد أهل السنة والعكس، فبيوت الله مفتوحة للجميع وطالما اتجاه قبلة الصلاة واحد فلا خلاف ولا فرق وإن اختلفت المذاهب، هذا هو الأصل وهذا ما عرفه المجتمع البحريني المتعايش المتسامح ولا يزال مستمراً عليه وإن أغاظت البعض هذه المشاهد.
يقول الله تعالى في كتابه الحكيم «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم»، هؤلاء قبل أن يكونوا متاجرين بالدين وبعيدين كل البعد عن الإسلام، هم ظالمون لأنهم يهدمون عماد الدين وهي الصلاة ثاني أركانه من بعد الشهادتين، لذا فكل مسلم عاقل ينبغي عليه أن يفكر: هل هؤلاء سيشفعون له عندما يمتنع عن الصلاة؟ هل سيسقطون عنه ذنوب عدم تلبيته لنداء الله بالصلاة وإحياء شعائره؟ هم بشر بالنهاية حالهم حاله ولو كان بمقدورهم أن يفعلوا شيئاً «جان فججوا روحهم من القضايا والتحقيق معهم»، هم لم ينزل عليهم الوحي أو يملكون سلطة دينية حتى يمنعون الصلاة ويدعون كذباً على الدولة أنها تمنعها بل هم يهدفون إلى شحن العقول البسيطة غير المدركة للواقع حتى تكون هناك نسخة أخرى من «جيل داعش» في البحرين ولكن بأسلوب مغاير فـ «داعش» يفجر المساجد وهم يفجرون عقول الناس بالإشاعات والأكاذيب ليمنعوهم من الصلاة ويجعلوهم منحرفين عن دروب الله.
إن كانت الأمور السياسية مسمار جحا للامتناع عن أداء الصلاة فهذا يعني فتح الباب مستقبلاً للامتناع عن الصلاة لأسباب أخرى مثل إسقاط الجنسية عن أحدهم، أو لأن الدولة هي من تبني المآتم والمساجد وغيرها من أسباب أوجدتها شياطين الإنس من شاكلة هؤلاء لإبعاد الناس عن ذكر الله والتعبد له سبحانه.
مساجد البحرين مفتوحة للجميع سواء مساجد السنة أو الشيعة والدولة لم تمنع يوماً إقامة الشعائر الدينية لأي مذهب وطائفة والدليل أنه حتى إخواننا المسيحيين واليهود لهم كنائسهم ومعابدهم التي يتعبدون فيها ولم تضيق الدولة عليهم يوماً!
في أمريكا الديمقراطية تم منع بناء المساجد في عدد من ولاياتها كولاية نيوجيرسي وتينيسي ونيويورك ومينسوتا وهناك الكثير من المواقف المناهضة للإسلام والمسلمين، بينما في البحرين الدولة تسخر كل إمكانياتها لإنجاح المواكب الحسينية في موسم عاشوراء بل وتتعاون الجهات الأمنية مع رؤساء المآتم لضمان سهولة حركاتها وأن ينجح موسم عاشوراء دون أي عثرات أقلها ضمان السلامة المرورية ويقوم رجال الأمن بواجبهم في الحرص على سلامة المشاركين في هذه المواكب.
قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتةً جاهليةً»، ومن انشق عن المسلمين فليتحمل وحده مسؤولية انشقاقه.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}