حظيت الخطوات القانونية التي اتخذتها مملكة البحرين مؤخراً للحد من نشر الإرهاب والفتنة بردات فعل مختلفة. فمعظم الشعب أيد هذه الخطوات وأثنى عليها وتفاعل معها بطرق مختلفة، سواء عبر التغريدات التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر وسائل الإعلام الأخرى. كما حظيت هذه الخطوات بتأييد عدد من الدول العربية التي أبدت استعدادها للوقوف مع مملكة البحرين في أي خطوة تخطوها.
كما طالعنا الإعلام بـ «قلق» بعض الدول من هذه الإجراءات، ومن «غضب» دول أخرى، جراء هذه الإجراءات «القانونية»، والتي قامت الجهات المسؤولة بتوضيحها للرأي العام بأسلوب واضح وسهل وسلس لا يشوبه اللبس، ويؤكد على «قانونية» الخطوات التي اتخذتها البحرين لحماية وصون أمنها الداخلي.
إن الأسلوب الذي استخدمته حكومة البحرين والمتمثل في بيان وزارة العدل أو أي تصريح لأي مسؤول حكومي كانت تصريحات «رزينة» كتبت بأسلوب «متزن» وقانوني.
أما «البعض» من قادة الرأي فكان كلامهم غير محسوب!! واتبعوا أسلوب الشارع في التعبير عن آرائهم غير مكترثين بالأمن المجتمعي في البلد، جراء تبعات تعليقاتهم التي تثير الغضب وتثير السخط.
وبتصفح سريع لبعض الحسابات الإلكترونية لبعض الأشخاص الذين يصنفون أنفسهم أو يصنفهم المجتمع على أنهم « قادة رأي» تجد أنهم يثيرون المجتمع بتعليقاتهم غير المسؤولة، ويحاولون إثارة الشارع «سلباً» عبر ما يبثونه من آراء.
كل شخص «مؤثر» هو مسؤول مسؤولية وطنية عما يطرحه، فكم من الرائع أن نراعي أوطاننا فيما نثيره من أفكار. وكم هو جميل أن يكون « قادة الرأي» منطقيين متزنين في عرض وجهات نظرهم دون إثارة حفيظة أي مكون من مكونات المجتمع. وأن يكون طرحهم دون «سب» أو « نغزات» مسيئة لأي شخص. وكم هو جميل لو ناقش « قادة الرأي» الأفعال وليس الأشخاص. وكم هو أجمل لو يغلب هؤلاء المصلحة العامة وأن يكونوا سبباً من أسباب التهدئة والمصالحة لا سبباً في إثارة الفتنة والقلاقل.
قد لا يستوعب البعض ما أقوله، فبعض قادة الرأي مزهويين بتعليقات متابعيهم التي تبارك لهم «طولة لسانهم» وتأجيجهم الشارع. يكتب «قائد الرأي» تغريدة خالية من المضمون يركز فيها على عيب معين لشخص معين»، وسرعان ما تبدأ حملة السب والقذف التي يقوم بها المتابعون!! وتبدأ التعليقات الساخرة وتنسى القضية الرئيسية موضع النقاش!!
الغريب في الموضوع أن بعض «قادة الرأي» يقف في المحافل ويقول «أنا وقفت مع الوطن وقفة بطولية»، «خف علينا يا البطل»، أنت لو تكرمنا بصمتك لأصبح المجتمع متماسكاً أكثر!!
وهناك نوع آخر من « قادة الرأي» الإلكتروني يسب ويلعن ويشتم يميناً ويساراً. وإذا تكلم قال «أنا أشن حملة إعلامية مضادة»!! لا يا عزيزي يا إلكتروني ليس هكذا تورد الإبل!! والمنظمات والدول الأجنبية لا تستمع للصراخ والسباب، هم يريدون حقائق ووقائع، لا يريدون أن يستمعوا لكلماتك الطائفية التي تدينك ولا تنفعك، ولا تؤثر فيهم تعليقاتك الساخرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
إذا أردت فعلاً أن تكون سفيراً لبلدك، وأن تعكس الصورة الحقيقية لما يجري فعلياً في البحرين، تصرف بحكمة وتكلم بحكمة واستخدم الأساليب التي تأتي بفعالية، في مثل هذه المواقف، وابتعد عن «المهاترات الإلكترونية» التي تسيء إلى شخصك ولا تنفع قضيتك.