*عندما نتأمل في بشارات رمضان، ونتأمل في سرعة انقضاء أيامه ولياليه.. ونتأمل في سرعة انقضاء أيام الدنيا.. وسرعة حلول رمضان تلو رمضان.. وسرعة انقضاء حياتنا وتقدم الأعمار.. حينها لن نقوى أن نضيع ولو لحظة واحدة دون أن نستثمرها في طاعة الله.. مضى رمضان سريعاً وبقيت الأعمال الصالحة التي قمنا بها فيه، الأثر الجميل في حياتنا وبعد مماتنا.. والأهم من ذلك مواصلة الأعمال الصالحة بعد رمضان، ومواصلة كل خير عملناه، وكل طاعة حافظنا عليها، وكل عمل كان لنا بمثابة الروح الجميلة التي تنطلق من أجل محبة ما عند الله تعالى.. اللهم تقبل منا رمضان وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ونحن في صحة وعافية وسعة رزق.* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان، ثم أتبعه ست من شوال، كان كصيام الدهر.* لرمضان وفاء خاص في كل جوانبه.. فهناك من يحرص على أن يكون الرقم الصعب في المحافظة على الطاعات، وهناك من يحرص على أن يكون وفياً لميادين الأجر فيه، وهناك من تراه يعتزل كل الهوامش.. ليتفرغ للعبادة والطاعة.. يا ترى هل استطعنا أن نكون من الأوفياء لهذا الضيف الكريم؟* جارتنا في الحي القريب من مسجدنا المبارك، كانت تحب والدتي رحمها الله، وتحرص على زيارتها دائماً.. مازالت حريصة على الحضور للمسجد لأداء صلاة التراويح وصلاة القيام مع المصليات، وتحضر بالكرسي المتحرك.. مواقف جميلة يضربها كبار السن في محافظتهم على الطاعات والعبادات في شهر الخير، في الوقت الذي يتقاعس العديد من الشباب عن الحضور للمسجد وأداء هذه الصلوات التي تتزين بها ليالي رمضان. * في بعض مواقف الحياة، تتأمل حالك فيها، كيف كنت وماذا أصبحت؟ تتأمل إنجازك في كل الميادين.. يا ترى ماذا قدمت؟ تتأمل حالك مع الله سبحانه وتعالى.. يا ترى ما الجديد الذي تغير في حياتي وإيماني وطاعتي؟ تتأمل أوضاعك التي باتت تسير نحو الأجل المحتوم.. يا ترى كيف أعيد ترتيبها حتى أنعم بحياة الطمأنينة والسكينة والراحة؟* لا تتوقف عن عمل الخير، وكن كالنملة في حركتها الدؤوبة، وكالنحلة في هندستها الجميلة لخلاياها.. فقد صنعت الكثير في شهر الخير، وكانت لك بصمات مؤثرة في كل ميدان.. احرص على المنافسة في ميادين الخير، فأنت بذلك ترسم حياة جميلة، وتصنع خاتمة أجمل لما بعد الحياة الدنيا.. ورد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يتعاهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل، ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة، فدخل إليها طلحة نهاراً فإذا عجوزاً عمياء مقعدة، فسألها: ما يصنع هذا الرجل عندك؟ قالت: هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدني، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى. فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة عثرات عمر تتبع؟! وكان سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم، فلما استخلف قالت جارية منهم: الآن لا يحلبها، فقال أبوبكر: «بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله».* الشاب النجيب والابن البار والقارئ البحريني المتميز جاسم خليفة حمدان، حصد خلال شهر رمضان المبارك عدة مراكز متميزة على مستوى مسابقات حفظ كتاب الله الكريم، حيث حصد المركز الأول على مستوى مسابقة البحرين الكبرى في فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً، ثم توج هذا الإنجاز الجميل بإنجاز آخر مشرف في جائزة دبي الدولية لحفظ القرآن الكريم، حيث حصل على المركز الثامن مكرر على مستوى العالم. هذا الإنجاز المشرف يعد مفخرة لمملكة البحرين بوجود هذه النماذج الشبابية الرائعة التي شرفت البحرين بمثل هذه المشاركات والإنجازات، ولعل الإنجاز في مسابقات القرآن الكريم هو إنجاز فريد في حد ذاته، يستلزم منا إبرازه إعلامياً والاحتفاء به، تشجيعاً للمواهب الشبابية في كافة المجالات، وبالأخص في مجال حفظ كتاب الله الكريم. ودعوة لكافة الجهات أن تحتفي بمثل هذه المواهب القرآنية أسوة ببقية المجالات.* جميل جداً أن تكون القائد الماهر الحاذق لمهنته، الذي يستطيع أن يشكل مجموعة رائعة من الأفراد يتشكلون في فريق إداري متميز متجانس في نيته وإخلاصه وحبه للعطاء والعمل وعشقه للخير.. من الجميل أن تكون قادراً على صناعة التجانس وتشكيل الفهم الأصيل للعطاء في العمل.. تفخر وتسعد عندما تتشكل تلك المجموعات المتجانسة من أجل نشر الخير.. ليس ليكون اسمك فيها لامعاً.. بقدر ما يكون لك إنجازاً يكتب في موازين حسناتك يوم القيامة.. *يقول يحيى بن معاذ رحمه الله: «ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة، إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه».*لا تعتقد أنك إذا كنت خصماً ونداً لبعض أصحابك في الحياة.. فإنك بذلك قد حققت مرادك وصنعت ذاتك وأبرزت مكانتك في الحياة بين الآخرين.. عذراً فإنك تضيع وقتك في المحظور، وتخسر محبتك ممن يحبك.. وتخسر الفرص السانحة لحصاد الأجر.. فلا تتعامل مع المواقف «بمزاج التحدي».. بل تعامل معها بروح الأجر وتنفيس الكربات ومحبة الآخرين بإخلاص.