الأحداث الأمنية الموزعة على الساحة المحلية التي تتمثل في الاعتداءات على رجال الأمن والممتلكات العامة، هي أحداث مجتمعة كانت أو متفرقة، فقط تشغل الشارع الداخلي، في وقت الدول الأخرى غافلة عنا ولا يأبهون لقضيتنا، فبعد تأملي لنظرة الحيرة والامتعاض التي تخيم على وجوه المتحدثين، يكون جوابي «أن هذا الكلام بعيد عن الصحة، ولماذا علينا أن نحول أعمال إرهابية ينفذها زمرة من الإرهابيين تم توظيفهم وتكليفهم من قبل زمرة حاقدة إلى ملف دولي يتم مناقشته في المنظمات الدولية والدكاكين الحقوقية؟!».
وإن كنت سأغمض عيني وأقف في صف من لم يرَ أن الأمور الداخلية شاغلة أيضاً العالم الخارجي، ويقظة ومتيقظة لما يصدر من قرارات حاسمة، فها أنا أضع بين أيديكم رسالة استلمتها من دكتور ومفكر ومربي أجيال قدير يقطن العاصمة برلين، تحتوي على مقال بعنوان «مملكة البحرين وحكمة التصرف» للكاتب عبد الله جبوري وهو يعيش في النمسا تم نشره في «شبكة البصرة»، سأشارككم به بتصرف، والذي يشرفني أن أقتبس نفس العنوان لمقالي هذا.
حقيقة أن هذا المقال يفسر للغافلين أن أمورنا الداخلية الإيجابية والسلبية هي أيضاً شغل الشرفاء القاطنين خارج البلاد بمختلف انتماءاتهم، لسبب أن ما يجمعنا سوياً هي الروح القومية والعربية والتي دفعت بأقلامهم أن تصدح بوجه الاعتداءات وليس فقط بالمعتوهين الذين يصرخون من تحت السراديب ويحرضون على القتل والتدمير.
جاء في مقال السيد عبد الله جبوري الآتي «المتابع النزيه المتجرد من الأحقاد والأمراض، وهو يرصد حركات الهدم وشبكات التخريب في تاريخنا، يجد أن الفرس اختصوا من بين غيرهم من الأمم التي حمل العرب إليها رسالة الإسلام بمعاداتهم للعروبة والإسلام معاً، في تداخُل وترابط يعز فصله، ولهذا أيضاً توافقت الحركات الشعوبية والزنادقة في التاريخ، حيث تحركت الأولى على مستوى الأدب والتاريخ واللغة والشعور القومي، وتوجهت الثانية إلى أصول الإسلام الكبرى ومعتقداته تريد تشويهها بالزيف والبطلان. بناءً على ما تقدم يبدو لي أن مملكة البحرين الشقيقة بقيادتها الحكيمة قد أدركت هذه المخاطر وقرأت التاريخ قراءة علمية مستفيضة، لذا جاء قرارها الشجاع والجريء والحكيم في إسقاط الجنسية البحرينية عن المُعمم عيسى أحمد قاسم. ومما لا شك فيه، يحق للبحرين وغيرها من الأقطار العربية أن تعمل وفق مصالحها في الحفاظ على أمنها المحلي والقومي، بكافة الطرق والوسائل التي تراها مناسبة، وفق قوانينها ودساتيرها. ولا غرابة في أن تقرر وزارة الداخلية البحرينية إسقاط الجنسية التي منحتها لعيسى قاسم، ذي التبعية الإيرانية سواء كان مولوداً في إيران أو في البحرين كما يدعي البعض، جدير بالذكر وبحسب بيان الوزارة، أن المذكور متهم بالتخابر مع دولة أجنبية لها أطماع توسعية في البحرين ودول الخليج العربي عامة، وجاء فيه أيضاً أنه قد اكتسب الجنسية البحرينية ولكنه لم يحفظ حقوقها، وأضر بالمصالح العليا للبلاد ولم يراع الواجبات التي يجب عليه القيام بها لإثبات ولائه لها. كمواطن عربي عراقي، أحيي البحرين الشقيقة ملكاً وحكومة وشعباً، وأكبر فيهم حنكة القيادة في الحفاظ على وحدة قطرهم وتماسكهم، ولتكون هذه الخطوة عبرة لمن يعتبر من الخلايا النائمة للملالي الصفويين الآخرين».
ونحن بدورنا نقدم لك كل الشكر والتقدير يا دكتورنا العزيز ولصديقك الكريم على كلماته التي تحاكي الواقع من جذوره وتعكس صورة من صور التاريخ وتهشيم الفرس لمعالم الدين العظيم. ودمتم جميعاً بحفظ الله سالمين.