كتبت في مقالي الأسبوع الماضي عن أننا في ورطة جراء عدم تقبلنا للمكونات الأخرى التي تشاركنا الحياة والعيش في البحرين، وأكدت على وجوب وضع خطة استراتيجية للعمل على «صهر جميع المكونات»، وتشكيل «هوية وطنية». ولكن كلامي لم يلاقِ إقبالاً عند شريحة من القراء الذين أبدوا امتعاضهم واصفين أنفسهم بأنهم «الأصليين»، وأن باقي مكونات الشعب «نسخ مقلدة»!! وتجاوزت بعض التعليقات حدود الإنسانية واللباقة لتؤكد بأننا فعلاً في ورطة!!فما هي «هوية المواطن البحريني» الآن؟ وعندما سألت هذا السؤال لمجموعة من الأشخاص كانت إجاباتهم كالتالي: أجابني أحدهم: أي بحريني تحديداً؟ وقال لي آخر: أي هوية تتحدثين عنها؟ أتريدين التحدث عن هوية المواطن البحريني سابقاً أم حديثاً؟ وقال آخر: الهوية مختلفة من مواطن إلى آخر، ومن طائفة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى؟ وقال الأخير: للأمانة لا توجد هوية!! راحوا الطيبين!!لم أستغرب من إجاباتهم بتاتاً، فأنا عن نفسي لا أجد هوية محددة للمواطن البحريني، وبالتحديد لا أجد هوية وطنية للبحرينيين!!وتعرف الهوية الوطنية على أنها هي مجموع السّمات والخصائص المشتركة الّتي تميّز أمةً أو مجتمعاً أو وطناً معيّن عن غيره، يعتزّ بها وتشكّل جوهر وجوده وشخصيّته المتميّزة.فما الذي يميز هوية البحرينيين؟ وما هي السمات والخصائص التي تميزهم كمجتمع، وما هي الأشياء التي نعتز بها وتؤثر على انتمائنا وشخصيتنا؟لا شك في أن العولمة والانفتاح قد يؤثران على الهوية، ولكن التأثير يجب أن يكون تأثيراً محدوداً ويجب أن يتم التعامل مع هذا التأثير والتدخل بشكل سريع حيث إن الهوية هي الوعي بالذّات الثقافيّة والاجتماعيّة، فهل ثقافتنا اليوم موحدة، وهل مجتمعنا موحد؟!إن من مبادئ الهوية أن تكون الهويّة منسجمة مع معطيات الفكر القانوني والسّياسي، الّذي يستند إلى قانون المواطنة بوصفها معياراً جوهريّاً لتحقيق المساواة، فهل نحن كذلك؟إن من مكونات الهوية هو أن يكون لنا ذاكرة تاريخية ووطنية مشتركة، وثقافة شعبية مشتركة وموحدة، وحقوق وواجبات موحدة ومشتركة، وأن يكون لدينا أحلام وتطلعات مشتركة. فهل نحن كذلك؟فمن هو المسؤول عن أزمة الهوية التي تطال وطننا الحبيب؟ هل هو الإعلام الذي لم يحرك ساكناً لكي يعالج هذه القضية ويتناولها إعلامياً؟ أم أن المشكلة في المقررات الدراسية الهشة التي لا تسمن ولا تغني من جوع في تعزيز الهوية البحرينية؟ أم أنها في الإجراءات والآليات التي انتهجتها الدولة وإفرازاتها الحالية؟ أو منا نحن الذين لم نجعل الآخرين ينصهرون معنا لأننا أعطيناهم ظهورنا وقلنا بأننا نحن «الأصليون» وأنتم «مفبركون»، «مختلفون»، أنتم «بحرينيون من «الدرجة الثانية»!!أياً كان موضوع الخلل فالتدخل السريع وإيجاد حلول جذرية ناجعة والبدء في تطبيقها هو الحل لكي تظل لنا هوية تعكس خصائصنا كشعب والتي لخصها لنا الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة في أغنيته التي تعبر عن هويتنا الوطنية أفضل تعبير حينما قال «من خلقت الدنيا واحنا أهل البحرين.. بالجود ويا الكرم والعز معروفين!!فهل ما زلنا كذلك؟؟
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90