حالياً، نواب البرلمان البحريني في إجازة. مع ضرورة إيراد ملاحظة هامة هنا، نكررها دائماً للقارئ حتى لا ينسى، تتمثل في أن «إجازة النائب البحريني» تعتبر أطول إجازة رسمية مقرة للمهن والوظائف الرسمية «المقرة» في الدولة، بل لا أظن أننا نبالغ إن قلنا إن إجازة النائب البحريني يمكنها المنافسة على دخول موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، باعتبارها من أطول الإجازات حول العالم!
عموماً، دعكم من هذه المعلومة، ولنسبر ما هو أبعد منها، إذ في ظل هذه الإجازة، قلنا سابقاً إن النواب خاصة وأنه لم يتبق لديهم سوى عامين، أي دوري انعقاد لا ثالث لهما، يعقب ذلك انتخابات جديدة، ومن جس النبض الحالي، وعبر قراءة التحركات التي بدأ يقوم بها البعض، نجزم بأن هناك من النواب من هو متخوف أصلاً من «الفشل» في الفوز مجدداً بمكانه في برلمان 2018. لذلك فإن الحاجة هي أم الاختراع، ما يعني أننا سنبدأ بمطالعة «مثاليات» عديدة تصدر من عدد كبير من النواب، ابتداء من دور الانعقاد القادم، وصولاً لانتهاء فترة الدعاية الانتخابية لتشكيلة البرلمان القادم.
وعليه نقول للمواطن: كن حذراً من النواب، أو بالتحديد، كن حذراً من النائب الذي انتخبته، إن هو بدأ يتذكرك الآن، خاصة إن كان نسيك في العامين الماضيين. كن حذراً وواعياً، بحيث لا بد من أن تبدأ رصداً مبسطاً لحراك النائب الذي منحته الثقة، لا بد من رصد شعاراته التي رفعها، ووعوده التي وعدها الناس في خيمته أو مقره، تذكروا وعوده في خيمته لا «عيوشه» وصحون «الغوزي» و«البرياني» وغيرها. وحينما يتم تذكر هذه الوعود، لا بد من ربطها بالإنجاز والحراك الذي تحقق، إذ من الجنون أصلاً التصويت مجدداً لنائب باعك مجرد كلام، لنائب حينما كان في المجلس لم يحرك ساكناً دفاعاً عن حقوق الناس، بل صد عنهم وأقفل قنوات التواصل. نعيد قول هذا الكلام لأهميته، خاصة وأننا اليوم أمام مفترق طرق في العمل النيابي، الدوران الأوليان يحاول عادة كثير من النواب فيهما «مغازلة الحكومة» ومد جسور التواصل مع المسؤولين، بعضهم يحاول أن يحقق مكاسب خاصة، له ولأهله ومن يعز عليه، طبعاً لا داعي لأن نذكركم بـ«فضيحة» التلاعب في عملية الانتداب التي كشفت أخيراً، وخيراً فعلت أمانة المجلس بسنها قوانين ولوائح منظمة، فما كشف عنه أمر يعتبر «عاراً» في حق نائب تعهد وأقسم بأن يدافع عن حقوق الناس بالعدالة والمصداقية والإنصاف.
الدوران القادمان، عادة ما يتم فيهما «تذكر الناس»، كثير من النواب يفعلونها لا حباً في البشر، بل سعياً لامتصاص حجم الغضب، وفي محاولة لإعادة بناء الجسور المقطوعة، والأهم تمهيداً لانتزاع الصوت الانتخابي مجدداً.
سعادة المواطن العزيز، يا من مازلت مؤمناً بأن الديمقراطية تحمل في جعبتها كثيراً من الإيجابيات إن مورست بوعي وضمير، انتبه، فوضع النواب اليوم أحرج بكثير مما سبق، يعرفون بأن العامين الماضيين حملا فشلاً كبيراً في الدفاع عن حقوق الناس، وفي منع تضرر البشر من بعض الإجراءات الرسمية والتشريعات التي ضيقت عليهم، ويعرفون تماماً بأن ثقة الناس اهتزت في كثير منهم، ويخشون أيضاً بأن بعض التكتلات السياسية قد تقرر دخول الانتخابات.
لذا لا تكن لقمة سائغة، ولا تنس ما قلناه.. تذكر من النائب «وعوده» وانس «عيوشه» وصحونه!