التفجيرات التي شهدتها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أواخر شهر رمضان المبارك وفي العشر الأواخر منه، تؤكد بكل وضوح أن من حرض ودبر ونفذ تلك الأعمال الإرهابية الجبانة ما هم بمسلمين، فليس من الإسلام من يسعى لأذية المسلم في دمه وماله وعرضه، فكيف بمن يسعى لأذى المسلمين في شهر رمضان؟ وفي أطهر بقاع الأرض في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
والأسئلة المهمة هنا، ماذا يريد هؤلاء من تلك التفجيرات؟ ما هي الرسالة التي رغبوا في توصيلها إلى العالم؟ وكيف لمن يدعي الإسلام أن يقدم على تفجيرات في المدينة المنورة؟ وأين؟ بالقرب من المسجد النبوي الشريف؟ فهل هؤلاء مسلمون حقاً؟
لا يمكن أن يقوم بهذا العمل الجبان إلا من لهم مصالح دنيئة في زعزعة الأمن والاستقرار في الأراضي المقدسة، في محاولة يائسة وبائسة منهم لإثبات أن السعودية غير قادرة على حماية مقدسات المسلمين. السؤال هنا.. من هم هؤلاء الذين دأبوا على إطلاق مزاعم وانتقاد السعودية واتهامها بأنها غير مستأمنه على حماية المعتمرين والحجاج والزائرين للأماكن المقدسة؟!
الجواب على هذا السؤال ربما لن يظهر الآن وبشكل مباشر بعد هذا العمل الإرهابي الجبان، ولكن قد يظهر في وقت آخر، ربما في موسم الحج، ولكن هذه الحادثة ستكون عذراً جديداً قد يلجأ إليه من يهمهم زعزعة الأمن في كل مناطق المملكة ومنها بالتأكيد مكة المكرمة والمدينة المنورة.
لطالما تفاخرت السعودية فيما تقدمه من خدمات مذهلة وجبارة -لا ينكرها إلا الجاحد- للمعتمرين والزائرين للمسجد النبوي، تلك الخدمات الكبيرة هي بلا شك موضع إعجاب وتقدير من كل المسلمين، وهذا ما لمسته شخصياً وبنفسي سواء خلال تأديتي للعمرة أو لمناسك الحج، فما تقدمه المملكة من جهود وخدمات وتسهيلات واستعدادات جبارة لا يمكن أن يجاريها أحد، ولن تتوقف عند حد معين.
وعندما يتعلق الأمر بمكة المكرمة والمدينة المنورة نجد أن ملوك السعودية السابقين رحمهم الله، وخادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، يتسابقون في تنفيذ المشاريع العملاقة والكبيرة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، خدمة للمسلمين، لا يبغون سوى الأجر، فنجدهم -جزاهم الله خيراً- لا يبخلون عليهما بشيء مهما غلا ثمنه، فكل ذلك يهون في سبيل عمارة أطهر البقاع على وجه الأرض، فهذا شرف ليس بعده شرف، وأجر من الله لا يقارن بأجر آخر.
وربما ذلك ما أوغر في نفوس الحاقدين ألماً، لعجزهم عن تقليد ما تقدمه السعودية في الأماكن المقدسة، وتأكد أنهم لم ولن يستطيعوا مجاراة المملكة فيما قدمت وستقدم بإذن الله للأماكن المقدسة، فلجؤوا إلى الخبث والخسة والنذالة، وهذا ما تجلى في التفجيرات الإرهابية الجبانة في المدينة المنورة، ولكن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد فأرض الحرمين محفوظة والشقيقة السعودية خير من يؤتمن عليهما، لذلك ستبقى محسودة بالحرمين الشريفين، والحسود لن يسود.