ليس الأمر تعدداً لوجهات النظر، كما أنها ليست «حرية» تعبير بالتأكيد تلك الكتابات التي تكون في عكس اتجاه سياسة الدول التي تتعرض للخطر سواء كتبت في أي من الوسائل الإعلامية أو الوسائط الاجتماعية، وهذه قاعدة عامة في كل دول العالم حتى الديمقراطية منها.
حين كتبت إحدى الصحف الفرنسية مقالاً تدافع فيه عما اعتبرته حقاً للتعبير للمحرضين أو المجيشين على الإرهاب في فرنسا، خوفاً من أن تكون القيود المفروضة عليهم عذراً للدولة لتقييد المزيد من حرية الرأي والتعبير بالمطلق في دولة ديمقراطية عريقة كفرنسا، هب المجتمع كله لا المحافظون ولا الحكومة فحسب، بل المجتمع كله بلا استثناء، في وجه هذا الرأي المدافع عن «حق» الإرهابيين، حتى توارى هذا الرأي المستهتر بالأمن الجماعي وخجل من نفسه وفرضت الدولة قانونها المعاقب على كل من يمجد و يرفع من قدر الإرهاب.
في حين نجد في البحرين المدافعين عن الإرهابيين يصرحون برأيهم دون مواربة، ومع ذلك يتغاضى عنهم القانون متذرعاً بـ«حرية» التعبير!! رغم أن هؤلاء الذين يخرقون القانون ويتجاوزون حقهم فيه، لو سئلوا في المحافل الدولية لأنكروا وجود حرية للتعبير في البحرين! أعوذ بالله من أي ملة هذه الأشكال؟ أي منطق هذا الذي يدافعون به عن أنفسهم أمام المرآة؟ الغاية تبرر الوسيلة مثلاً؟
قديماً كانت هذه الأشكال تقوم بما تقوم به خفية وتعد من الحالات الشاذة، أما اليوم فقد تكاثروا ويجاهرون بقبحهم، الواحد منهم يفتح عينه و«يرز» وجهه قائلاً نعم أنا أكذب عندك اعتراض؟! نعم أنا عميل أيعجبك أم لم يعجبك نعم أنا أحب إيران وأكره بلدي! تلك نتاج الفوضى وغياب القانون الرادع وتلك نتاج فوضى الأخلاق والقيم والهوية الوطنية.
بل الأكثر من هذه الفوضى نجد في وسائل التواصل الاجتماعي من يدافع عن إيران باسمه وصورته دون مواربة، ويكتب مضاداً لتوجه الدولة الأمني وللدولة وجنودها الذين على جبهات القتال يتصدون للمليشيات الإيرانية، وينتقد على الملأ المملكة العربية السعودية ظهيرنا العربي وعمقنا الاستراتيجي دون أدنى خجل ودون أدنى إحساس بدم عربي المفروض أنه يسري في عروقه، هؤلاء أجبن خلق الله فلو استدعي للتحقيق ستجده أجبن من الجبن نفسه ويدعي أن كتابته كانت خوفاً على المملكة العربية السعودية لا بغضاً بها!! ألا ما أحقر الجبن والخسة حين يجبر المرء على تغيير رأيه والتراجع عن أقواله بسببهما.
هؤلاء إن لم تطبق البحرين عليهم قانون أمن الدولة في وقت كالذي نمر به، فلا يجب أن يجهلهم الأخوة في دول الخليج بل لا بد أن يعرفوهم بالاسم لمنع دخولهم لأراضيها، فهؤلاء طابور خامس يشكلون خطراً على الأمن، تدثروا بعمامة أو لبسوا البدلة، نساء كانوا أم رجالاً بغضهم لجذورهم ولأصلهم العربي وانحيازهم لدولة فارسية معادية تشن علينا حرباً بالوكالة يشكل خطراً علينا، خاصة بعد أن طفح على سطح تفكيرهم ما تكنه صدورهم ففقدوا السيطرة على أنفسهم وعبروا عما يجيش فيها.
هؤلاء المحابون لإيران وهم عرب وهم خليجيون وهم يحملون الجنسية الخليجية وهم ينعمون بخير أوطانهم وينعمون بأمنها. تأكدوا أنكم لن تكونوا في نظر أي إيراني إلا عميل عربي براتب خادم، ما أذلكم وأنتم المعززون في أوطانكم!
لقد قالها وزير الداخلية من قبل ونعيدها مرة أخرى لكل من يحمل الجنسية الخليجية وهواه مع أسياده الإيرانيين، لا مكان لكم بيننا، من كان هواه لإيران فليرحل لها، الشعب الخليجي كله لا البحريني فحسب متوحد، بقلب واحد، وجسد واحد وبنيان مرصوص، شيعة وسنة، أياً كانت أصولهم من الجزيرة العربية أم أصولهم من خارجها، كلنا صف واحد خليجيين وعرباً، كلهم بحرينيون أكثر منا في موقفهم وفي عطائهم، بل أن بيننا من هم أصولهم فارسية لكنهم ولدوا على هذه الأرض وولد أبناؤهم عليها وهم أكثر أصالة وامتناناً للبحرين من أي بحريني، خدموا البحرين وهم مستعدون لتقديم الأكثر قلبهم على البحرين ويدهم ممدودة للمملكة العربية السعودية خليجيون أكثر ألف مرة من فئة تدعي أنها عربية بحرينية.
نعيدها كما بدأنا مقالنا تلك ليست حرية تعبير ولا تعدداً لوجهات النظر، ومن كتب في أي من وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي ممجداً لإرهابيين أو مسيئاً لأي من دول مجلس التعاون فإننا نحرض على تطبيق القانون ودعوتنا هذه واجب وطني لحماية أمن الجماعات وأمن الدولة وأمن مجلس التعاون.