أصفق كثيراً لتحرك معالي وزير الداخلية ولرحلته المكوكية بين دول مجلس التعاون لشكرهم على مواقفهم المساندة للبحرين في إجراءاتها الأمنية، هكذا يجب أن تبعث البحرين رسائلها إلى دول الخليج لا هاتفياً ولا برقياً، بل احمل نفسك عزيزي الوزير البحريني وادخل على الوزراء الخليجيين خارج إطار الاجتماعات الرسمية المعد لها مسبقاً واشكرهم ونسق معهم، دون ذلك فلن يتسق الحراك مع ما نواجهه من تحديات.
أتعرفون كم الرسائل التي وصلت لداخل البحرين ولخارجها بتلك الزيارات؟ إنها كثيرة ومتعددة ولها أثر يحرق العديد من المراحل الزمنية في طريق الاتحاد.
في هذه الزيارة قالت البحرين للمجتمع الدولي إن هؤلاء الخليجيين هم من يهموننا أولاً وآخراً، وهؤلاء هم ظهيرنا الأيمن والأيسر وهؤلاء هم من بعد الله من نعتمد عليه ونشد ظهرنا به، لا الاتحاد الأوروبي ولا التحالف الأمريكي، وهي رسالة للداخل إيجابية لشعوب الخليج من سنتها وشيعتها وكل مللها أن سفينتنا واحدة، ورسالة سلبية وقاتلة للطابور الخامس خدم إيران الذين يعيشون بين ظهرانينا وهي المطلوبة.
نحن دولة منفتحة على العالم ونمد يدنا للجميع بلا استثناء ولسنا دولة منغلقة، وسلة تحالفاتنا متنوعة، ولكن علاقتنا بدول الخليج غير ومن يعتدي على واحدة منا فإنه اعتدى على بقية دول الخليج، بزيارات كهذه تصل مثل هذه الرسائل بقوة.
لذا يجب أن تعزز البحرين هذه الزيارات لتربط البحرين بدول الخليج بأكثر من الاعتماد والاتكال على الجداول الممنهجة والاجتماعات المعد لها مسبقاً، لأن دول الخليج بالنسبة للبحرين أهم ألف مرة من أي تحالف أجنبي لا يربط علاقته بنا إلا بناء على مصالحه وبأجنداته الخاصة فإن هي اختلت اختلت معها العلاقة.
لهذا نتمنى ألا ينتظر الوزراء في كل مرة التوجيهات بل أن يبادروا بأنفسهم بالتحرك الخليجي المستمر بزيارات كتلك التي قام بها وزير الداخلية و قبله وزير الإعلام خارج إطار الاجتماعات الرسمية، ولا بد أن تعطى تلك الزيارات الزخم الإعلامي الذي تستحقه.
ففي هذا النوع من الزيارات إضافة إلى أنها تعزز اللحمة الخليجية وتعمل على تذليل العقبات إلا أن لها وزنها وتقديرها عند الدول الخليجية، ولها تقديرها الخاص عند قادة الخليج وشعوبهم، ولهذا نرى دولة الإمارات تحديداً أكثر الدول فعلتها واقعياً وكسرت بها قاعدة الرسميات الجامدة، في الزيارات خارج إطار الاجتماعات الرسمية بين أولياء العهد وبين وزراء الخارجية والإعلام الإماراتيين للمملكة العربية السعودية ووجهت بذلك التحرك «رسائل» إيجابية عن دولة الإمارات لعدة جهات، ونأمل من البحرين أن تحذو هذا النهج وتواصل عليه.
فلا يجب أن تتقاعس البحرين عن تلك اللقاءات المتعددة والمتكررة والخالية من طقوس الرسميات بين الوزراء خارج إطار الاجتماعات المتفق عليها، والأهم من هذا كله فصورهم (بلا بشوت) تغني عن ألف كلمة، إنها رسالة للداخل للشعوب الخليجية التي ملت تقارير اللجان المختصة بالاتحاد فتأتي مثل هذه الزيارات لتنشط تدفق الدماء في عروق أهل الخليج.
إن المشروع الذي يستهدف دول مجلس التعاون كشف عن وجهه وبات يشكل خطراً وجودياً عليها، ودون استخدام كافة الأوراق لمواجهته وأهمها إرسال مثل تلك الرسائل المقصودة والمدروسة لكل من يستهدفنا أن بنياننا مرصوص رغماً عن أنفه فلن يؤخذ اتحادنا على محمل الجد.
إن الشكر واجب لموقف دول الخليج المساند لنا في إجراءاتنا ويجب أن يعززه كافة المسؤولين البحرينيين تجاه أشقائهم في الخليج فقد وقفوا معنا وتصدينا بهم لموجة الاعتراضات «الممنهجة» الأوروبية والأمريكية والإيرانية بمساندتهم لنا.
والرسالة يجب أن تصل إلى المجتمع الدولي وإلى الاتحاد الأوروبي وإلى كل دولة أوروبية وإلى الولايات المتحدة الأمريكية بأن الضغط على البحرين وإجبارها على التهاون والتساهل مع سلامتها وأمنها سيكون موجهاً فعلياً إلى كل دولة خليجية وليس عليها وحدها.
أما الرسالة الخليجية المشتركة الأخيرة فهي مرتبطة بطبيعة الإجراءات الأمنية التي اتخذتها البحرين وأيدتها دول الخليج وجاءت الزيارة لشكرهم على موقفهم المؤيد لها، فهي رسالة يجب أن تصل إلى أذناب إيران في كل الدول الخليجية بأن الشعب الخليجي واحد واتحادنا واقع، وأن الشاذ عن القاعدة الخليجية العربية لن يجد له موطئ قدم بيننا في أي دولة خليجية، وما اتخذته البحرين اتخذته الكويت واتخذته المملكة العربية السعودية، والقادم أجمل.