استوقفني «كاريكاتير» الفنان الزميل تركي مصباح في «ملحق الأيام الرياضي» يوم أمس وهو يعبر عن بحث الرياضة البحرينية عن الرعاية التجارية دون جدوى!!
هذا «الكاريكاتير» هو صورة واقعية لما تعانيه الرياضة المحلية من شح الموارد المالية وعزوف «جل» شركات ومؤسسات القطاع الخاص عن الشراكة في الرعاية الرياضية للأندية والاتحادات الوطنية!
هذا الوضع يجعلنا أمام العديد من علامات الاستفهام والتعجب التي تختفي وراءها أسرار هذا العزوف، فإما أن تكون رياضتنا سلعة رخيصة لا تغري الرعاة المتطلعين لترويج منتجاتهم، أو أننا نفتقر إلى من يجيد فن التسويق والترويج في محيطنا الرياضي، أو أن يكون معيار الرعاية عند تلك الشركات والمؤسسات مرتبطاً بمصالح خاصة وبمسميات النشاط أو مسميات من يقوم برعاية هذا النشاط بالإضافة إلى حجم الزخم الإعلامي لهذا النشاط!
في جميع الحالات علينا أن نعترف بأننا أمام مشكلة تسويقية كبيرة تجعل مستقبل رياضتنا مجهولاً في الوقت الذي أصبحت فيه الرعاية والاستثمار الرياضي عاملين جوهريين من عوامل التطوير والاتجاه إلى الاحتراف الرياضي المنشود وكل هذه المعاني جسدها ببساطة كاريكاتير الزميل تركي مصباح!
الحديث عن التسويق والاستثمار الرياضي المحلي ليس وليد الساعة، بل كنا قد تطرقنا إليه في عديد من المناسبات، وآخر هذه المناسبات المجلس الأولمبي الرمضاني الذي نظمته -مشكورة - اللجنة الأولمبية البحرينية وشهد نقاشاً مفتوحاً حول أسباب نجاح تسويق دورة سمو الشيخ ناصر الرياضية الرمضانية في مقابل فشل العديد من الاتحادات الرياضية الوطنية في تسويق مسابقاتها الرسمية!
النقاش راوح بين القدرات والمهارات والعلاقات الشخصية وبين غياب الوعي التسويقي في منظومتنا الرياضية وبين المعايير التي تتبعها الجهات الراعية والتي تقوم على أساس الشخوص والمسميات دون الالتفات إلى حجم وأهمية المسابقات وظل هذا النقاش يدور في حلقة مفرغة كل يريد أن يرجح وجهة نظره!
إذا كان نجاح تسويق دورة سمو الشيخ ناصر مرتبطاً بالقدرات والكفاءات الشخصية فما المانع من الاستفادة من كفاءة هؤلاء الأشخاص في تسويق مسابقات الاتحادات الرياضية حتى لو تطلب الأمر تخصيص نسب مئوية أو مكافآت مالية مقطوعة لهم نظير جهودهم كحق مشروع لا غلو فيه؟!
وإذا كان هذا النجاح مرتبطاً بمسمى الدورة أو البطولة فما المانع من إطلاق نفس المسمى على المسابقات الرياضية الرسمية لأي من الاتحادات الرياضية طالما أن هذه التسمية ستؤدي إلى ضمان الرعاية التي تطور وتنعش المسابقة وترفع نسبة التحفيز الأدائي والإعلامي والجماهيري..؟!
محصلة القول إننا ما زلنا أمام أزمة تسويق واستثمار رياضيين يهددان مستقبل رياضتنا ويحدان من تحقيق طموحاتنا الرياضية رغم ما لمسناه من نوايا فعلية من قبل العديد من الشركات والمؤسسات الخاصة لتفعيل هذه الشراكة لكنها للأسف مرهونة بمعايير ومحسوبيات ومصالح خاصة، الأمر الذي يجعلنا نبحث عن الحلقة المفقودة في عقد التسويق والرعاية الرياضية المحلية، والكرة الآن في ملعب كل من يعنيهم هذا الشأن الهام جداً!