في صغري وحتى هذه اللحظة ألجأ للصمت عندما أكون على خطأ أو تقصير، وأبلغ كلمة ممكن أن أقولها هي «أنا أعتذر» دون أي تبريرات تذكر وأن أعترف بتقصيري وخطئي وأبدي رغبتي الصادقة في تحمل المسؤولية عن هذا الخطأ وأتعهد بأن لا أكرر هذا الخطأ مطلقاً في المرات القادمة. فالاعتذار هو الحل الأسلم في مثل هذه الأمور، أذكر أن أخي كان عكسي تماماً فلقد كان دائم التبرير عندما يقوم بأي خطأ رغم يقينه التام بأنه على خطأ وقد كان دائماً ما يورط نفسه بالتبريرات التي لم يكن بعضها مقنعاً لوالدي!! ومازلنا حتى هذا اليوم ونحن نذكره بتبريراته غير المنطقية والتي أوقعته في إحراجات كثيرة!!وهذا بالضبط ما تذكرته حينما قرأت تبريرات وزارة الأشغال على موضوع شركة التنظيفات!! فلو اعتذرت وزارة الأشغال عما بدر من شركة التنظيفات الجديدة وتعهدت بإلزام الشركة بتطبيق المطلوب منها خلال فترة زمنية معينة؛كانت ستقي نفسها شر «النكت» التي صاحبت تعليقات الوزارة وتبريراتها غير المنطقية ودفاعها «المستميت « عن شركة التنظيفات الإسبانية الجديدة!!
ماذا تقول تبريرات الوزارة!! «البحرينيون يأكلون كثيراً في رمضان والعيد وهذا فاقم موضوع السيطرة على القمامة» !! أهذا مبرر منطقي!! كل سنة يمر رمضان والعيد بسلم وسلام ولم نشكُ مطلقاً من موضوع القمامة!!
أما التصريح المضحك جداً هو ما ورد بعد أكثر من أسبوعين على موضوع أزمة القمامة وتحديداً بعد الاجتماع مع الشركة الإسبانية المعنية بالتنظيف وورد على لسان وزارة الأشغال «إن عملية كنس الشوارع بدأت اليوم» !! أهذا تصريح يرضي الرأي العام البحريني الذي يصعب إرضاؤه أصلاً!! أسبوعان ونحن نعيش دون كنس الشوارع!! أهذا يعقل!!
ما حدث في موضوع «تراكم القمامة» يستحق التحقيق كما وجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، فالموضوع يجب ألا يمر مرور الكرام، فما تأخذه الشركة من ملايين يجب أن يعادله التزام بتأدية المطلوب منها.. وأي أعذار مهما كانت غير مقبولة بتاتاً.
ناهيكم عن أن الموضوع يشير إلى عدد من الأمور الهامة الواجب الوقوف عندها أولها هل الشركة الإسبانية الجديدة المسؤولة عن عملية التنظيف في البحرين قادرة على القيام بالمهام المطلوب منها مستقبلاً؟؟ وما هي الفترة الزمنية التي تم منحها الشركة الإسبانية للقيام بالمهام المطلوب منها على أكمل وجه؟؟ ماذا لو تكرر الموضوع مستقبلاً؟؟ هل هناك خطط بديلة في حالة تكرار نفس الأزمة؟ ؟ لماذا شركة إسبانية! ألا توجد شركة محلية تستطيع القيام بهذا الموضوع؟ ؟ أم أن عقدة الأجنبي وصلت إلى موضوع القمامة أيضاً؟؟ ما هو دور المجالس البلدية في هذه الأزمة وهل هناك إقصاء متعمد لدور المجالس البلدية؟؟ والسؤال الأخير هو هل سيتم تزويد الرأي العام بالنتائج التي وصلت لها لجنة التحقيق؟
أزمة القمامة موضوع محرج للغاية لا سيما في بلد عرف بجماله ونظافته مثل مملكة البحرين لاسيما أن هذه الأزمة تزامنت مع عطلةالصيف وعيد الفطر السعيد ووجود العديد من السياح. ونأمل ألا تتكرر هذه الأزمة التي تشوه الوجه الحضاري لمملكة البحرين مرة أخرى لكي لا نقع في حرج ونضطر للدفاع عن «قمامة».