في عام 2011 تحديداً ظهرت شائعات بأن حكومة البحرين استخدمت طائرات «الأباتشي» وجميع أنواع الأسلحة على المتظاهرين العزل التي وصفت «التقارير الأمريكية» تحركاتهم وأفعالهم بالسلمية !! واتهمت هذه التقارير «الأمريكية الصنع» حكومة البحرين باستخدام العنف ضد المتظاهرين، وكنا وما زلنا نسمع تصريحات غير منطقية تطلب من حكومة البحرين « ضبط النفس» وعدم « الإفراط» في استخدام القوة، وتطلب من حكومة البحرين أن تترك «المتظاهرين والمخربين والإرهابين يعيثون فساداً في كل حدب وصوب حتى وأن كانت «اعتصاماتهم وأعمالهم مخالفة للقانون»، وبصفة مستمرة يظهر لنا «الرجل الأممي القلق» ليعرب عن قلقه تجاه الوضع في مملكة البحرين حتى بتنا في قلق حيال قلقه المستمر على شأننا الداخلي!!
واليوم يا «أمريكا « العظمى نحن نتبادل الأدوار فنحن اليوم قلقون جداً من جو العنصرية الذي تعيشونه!! وقلقون جداً جداً من استخدامكم المفرط للقوة ضد المتظاهرين الذين يطالبون بحقوقهم بكل سلمية !! وقلقون أكثر وأكثر من استخدام رجال أمنكم كافة وسائل العنف للسيطرة على هذه الحركات الاحتجاجية والمظاهرات السلمية!! وللأمانة أيضاً نحن قلقون من تصريحاتكم غير المنطقية والتي «تدعون» فيها بأن رجال أمنكم يتعرضون للعنف من قبل المتظاهرين!!
عندما ذكرنا لكم أن رجال أمننا يصابون و يقتلون من قبل المتظاهرين والمخربين جراء عملهم على حفظ الأمن لم تحركوا ساكناً.. لم تبدوا قلقاً. واليوم تستنكرون وتدعون بأن رجال أمنكم يتعرضون للعنف أثناء تأدية واجبهم على حفظ الأمن في أمريكا.. إن عنصريتكم تفاقمت لدرجة أنكم أصبحتم لا تكترثون برجال الأمن الذين يعملون على حفظ الأمن في مملكة البحرين لأن شعرهم ليس أشقر و لا يتمتعون بعيون خضراء!! فها أنتم تثبتون للعالم أجمع عنصريتكم المقيتة ضد «السود» وها أنتم تعتبرونهم «مواطنين من الدرجة الثانية».. وهذا ليس ادعاء أو افتراء.
فبعد ما عكسته لنا وسائل الإعلام حول الوحشية التي تعاملهم بها لمسيرة من الأمريكيين السود «العزل» لم يعد لكم حق في الإنكار.
كل المؤشرات وكل الإحصائيات تشير إلى أنكم تعاملون الأمريكيين السود على أنهم أقلية.. أقلية في كل شيء في التعليم والصحة والرواتب والمناصب!! لا يغركم رئيسكم الأمريكي الذي سيترك مقعده قريباً فوصول هذا الرجل «الأسود» إلى كرسي الحكم الأمريكي أصبح «إضافة» إلى الإنجازات الأمريكية، ولو كان الأمر طبيعياً وعادياً لما اعتبر إنجازاً بسبب عرقه!! ولم يعتبر تحقيقاً للحلم كما تذكرون دائماً!! فعندما يتركز الحلم لوصول رئيس أسود لكرسي الرئاسة في أمريكا فيكون الحلم كابوساً لأنه حلم عنصري يتمحور حول لون البشرة!!
في محنتنا التي مررنا بها وقفتم كثيراً ضدنا بافتراء. لم تشعروا بنا عندما قلنا لكم بأن حفظ الأمن واجب للحفاظ على أركان ومؤسسات الدولة. وإننا نريد أن نطبق القانون ليس إلا.. لم تصدقونا عندما قلنا بأننا لم نستهدف أحداً مطلقاً وبأن الجميع سواسية أمام القانون!! فلا تتوقعوا منا أن نبدي أي تعاطف مع قضيتكم التي أبرزت عنصريكم .. فتجرعوا مرارة الكأس التي شربنا منها لعلكم تتعظون.