البحرين تكاد تخلو من الناس هذه الأيام فترة الإجازة الصيفية، انسياب في حركة المرور في الشوارع والطرقات وقلة المتبضعين في الأسواق والمجمعات التجارية، قد يبدو هذا الشيء مفرحاً نوعاً ما من ضغوطات الاختناقات المرورية خصوصاً في الصباح عند الذهاب إلى العمل أو في وقت الانصراف من الدوام، إلا أنه من الناحية الاقتصادية فإنه مؤشر على تراجع السياحة في البحرين التي تعتبر مخجلة جداً و«يحز بالنفس» هذا التراجع، لأننا بصراحة لا نتمتع بمقومات متنوعة لجذب السياحة في البحرين ناتجة عن ضعف البرامج السياحية والترويجية التي تحفز المواطن وتشجعه على السياحة الداخلية، وكذلك الحال لجذب السواح من الخارج.
البحرين تتمتع بميزات طبيعية، البر والبحر، ولكن للأسف لا يستمتع المواطن بهاتين الميزتين في موسم التخييم فالناس مسموح لها بأن تخيم في منطقة صغيرة وفي الصيف لا يعرف المواطن أن يستمتع بالأجواء البحرية برغم بأن بلدنا اسمها «البحرين» فالبحر في بلادنا منقسم إلى ثلاثة أقسام بحر ملك خاص وبحر خاص للاستثمار أما البحر الذي يفترض أنه عام «طبعاً بمساحة أقل» لا تتوافر فيه نقطة جذب للمواطن والمقيم والسائح للاستمتاع بالأجواء البحرية فيه، ولا نريد أن نقارن بين البحرين والدول التي تمتلك الشواطئ الجميلة والتي تحرص هذه الدول إلى جذب السائح للاستمتاع بالبحر.
ونقولها بصراحة ولمرات عديدة بأن السياحة في البحرين لاتزال متأخرة جداً، ولا يمكن أن نقيسها بعدد الزائرين ليوم واحد من المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع لأنها بصراحة لا تسمى بالسياحة الحقيقية أبداً، وإن كانت الزحمة مقياساً مرئياً تدل على السياحة فإننا نعرف بأن مدن البحرين في الأصل مكتظة بالسكان نتيجة مساحة البحرين الصغيرة بالنسبة إلى عدد السكان فيها.
البحرين تحتاج إلى ترويج أكبر ومتميز يصاحبه برامج سياحية جذابة ومنوعة ومتميزة، يستغل فيها في كل موسم وعلى مدار السنة البر والبحر والمدن، ولا ننسى الترويج عن السياحة الأخرى منها العلاجية فالبحرين بها عيادات طبية متميزة، فلماذا قطاع السياحة لا تسوق عنهم وتعتبره شأن خاص بالأطباء، وكذلك الحال بالنسبة إلى السياحة الثقافية والمؤتمرات والترفيهية وغيرها، نحن جميعاً نعيش في منظومة واحدة الطبيب والتاجر والمستثمر والمواطن كل فرد يستفيد من الآخر عندما تأتي المسألة عن السياحة، حتى القطاعات المختلفة لا بد أن تنظر بأنها تعمل بمنظومة واحدة من أجل البحرين، لماذا كل قطاع يعمل لوحدة ولا شأن له بالقطاعات الأخرى؟ لا بد بأن تنصهر الطموحات والغايات للارتقاء بالبلد وتكون في بوتقة واحدة تولد أفكاراً إبداعية متميزة وتنتهج نهجاً واحداً وتنظر نحو رؤية واحدة لا تتشتت بها الطاقات والجهود، وبأن نكون يد واحدة برغم من أن هدفنا واحد إلا أن كل فرد أو جماعة يغرد في سربه ولا يتناغم مع الأسراب الأخرى وهذه مشكلة كبيرة «تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتا» وهذه طامة كبرى للأسف.
لدينا تجارب الدول المجاورة وبعض الدول الاقليمية ولكن لا نستفيد منهم أبداً برغم من أن أجواءهم واحدة مثلنا ومناخهم ليست بأحسن منا، إلا أن السياحة ما شاء الله شيء مو معقول فهذه الدول حاولت قدر المستطاع كسب ثقة السائح والمواطن في نفس الوقت وجعلت من أرضهم بلداً يقصد في كل موسم، نتمنى من حكومتنا من قطاع السياحة والثقافة وحتى التجارة وقطاعات أخرى بأن يعملوا بجد أكبر حتى يكسبوا ثقتنا للسياحة الداخلية وثقة من يحب أن يزور البحرين.