حينما كنا نحذر أتباع الوفاق وأتباع عيسى قاسم من عملية تضليل العقول وغسلها، ومن عمليات سلب الإرادة وتعطيل التفكير التي يمارسونها بحق الناس، كان الأتباع يردون علينا بأننا «نتبلى» على الولي الفقيه ممثل الخامنئي في البحرين، وأننا نحارب الوفاق وهي «حمامة السلام» في البلد، بعكس صورتها الحقيقية كونها جمعية طائفية عنصرية لديها ارتباط واضح بالمخطط الإيراني للاستحواذ على البحرين.
حينما كنا نقول لكم «انتبهوا» فإن أخطر شيء يكون حينما يضلونكم باسم الدين، وحينما يدفعونكم للتضحية بأبنائكم ومستقبلهم لأجل مصالحهم ومكاسبهم الخاصة.
اليوم هل الدولة تتجنى على عيسى قاسم، أم هو الذي «ضلل» أتباعه وكذب عليهم، حينما دعاهم للموت من أجله، وللتضحية فداء له بشعارات «لبيك يا فقيه»، في حين هو يملك في حسابه البنكي 10 ملايين دولار، بل والأدهى من ذلك أنه يملك عمارتين باسمه تبلغ قيمتهما مليون دينار بحريني!
هل لكم يا أتباع الولي الفقيه أن تخبرونا باسم سيدكم، من أين له هذا؟!
حينما تداعت بعض العناصر المتدثرة بالدين وهي من مؤسسي حركة النضال والانقلاب مع عيسى قاسم لإصدار بيان موجه للدولة بشأن الـ10 ملايين دولار، مدعين بأنها أموال الخمس، هل نما لتفكيركم يا أتباع لماذا لم تتحرك أموال الخمس هذه وظلت مجمدة في حساب شخص واحد طوال هذه السنوات؟! أين استخدامها لإعانة الناس كما قالوا وادعوا في بيانهم؟!
واليوم مع تكشف مزيد من الحقائق، كيف تفسرون امتلاك العالم «الزاهد» لعمارتين مبلغهما يصل لمليون دينار، في وقت هو يقول لكم بأنكم «تعيشون فقراء» في هذه الأرض، وأن هناك توزيعاً «غير عادل» للثروة، وعليكم الانتفاض ومعارضة النظام؟!
والله الغريب هي حالة الناس الذين تجمعوا عند بيت عيسى قاسم، هاتفين له بأنهم يفدونه بأرواحهم، ويرون فيه بأنه مخلصهم وأملهم في تأسيس دولة جديدة، هي في الأساس ولاية تابعة لإيران، أقول غريب حال هؤلاء البشر الذين من الممكن أن يضروا في أعمالهم جراء الغياب والتسيب، ويمكن أن يحاكموا بتهمة التجمهر ورفع شعارات مناهضة للدولة، هؤلاء الناس الذين سيضيعون مستقبلهم لأجل عيسى قاسم، في وقت الأخير لديه سيولة ضخمة في البنك، ولديه عمارتان، واسألوا عن مبالغ الإيجار الخاصة بهما!
مشكلة كبيرة حينما يضحي الشخص بحياته ومستقبله ومستقبل أبنائه لأجل حماية شخص يبيعه الوهم والكذب، أن يضيع حياته ويكتب على نفسه الشقاء فيها لأجل حماية شخص يدعي الزهد بينما هو يكدس الأموال والعقارات.
قبل أن تسألوا الدولة بشعار «من أين لك هذا»؟! من باب أولى أن تسألوا وليكم الفقيه ومعه العديد من عناصر الوفاق سؤال «من أين لكم هذا»؟!
لو كانت عمليات الهدر المالي في الحكومة تعني أن هناك تعدياً لبعض الأشخاص على المال العام، فإن حال عيسى قاسم أخطر باعتباره ليس مسؤولاً حكومياً لتصل يداه لأموال عامة، إذ ما يعنيه ذلك أن ما جمعه من المال وما اشترى به العقارات هي أموالكم يا بشر، أموال جمعها باسم الدين منكم، ليدخلها في محفظته الخاصة.
لو أردنا الحديث عن حراك عيسى قاسم الانقلابي لما كفتنا هذه السطور ولا كل صفحات الجريدة، لكننا نتحدث اليوم عن أمر يستوجب على العقلاء أن يقفوا عنده، بالأخص من مازال يقول بأن لديه حرية وإرادة من أتباع عيسى قاسم والوفاق.
كم باعوكم وهماً هؤلاء؟! كم وعدوكم بجنة الله على الأرض؟! وفي المقابل كم أوفوا بوعودهم؟! وكم حققوا لكم من هناء معيشة وسعة عيش؟!
والله يعرف كثيرون منكم كيف أن الوفاق تنصلت من الشباب الذين غررتم بهم عبر خطاباتها، كم من شباب طردوا من باب الجمعية حينما لجؤوا لحاضنتهم الإرهابية الوفاق وطلبوا منها أن تقف معهم.
هؤلاء لا يهمهم البشر والأتباع بقدر ما يهمهم العدد، لا يهمهم من مات وضحى بنفسه، بل يهمهم عدد الجثث ليتاجروا بها إعلامياً في الخارج.
عوائل الأشخاص الذين راحوا ضحية الإرهاب في البحرين والتصادمات مع أجهزة الأمن، ومن حرضتهم الوفاق وعيسى قاسم، هذه العوائل عوضتها الدولة عن مصابهم، لم تعوضهم الوفاق ولا قاسم، بل المحرضون طالبوهم بمزيد من الدماء والأرواح.
أما حان وقت الاستيقاظ من الغفلة؟! رجل يدعي الزهد وفي حسابه ملايين ويملك عقارات! رجل يدعوكم لتموتوا من أجله، وهو يحتمي في بيته ويجعلكم درعاً له، ولا يهم إن تعطلت حياتكم وفقدتم أعمالكم أو تم توقيفكم بالقانون!
المناضل الحقيقي هو الذي لا يملك شيئاً ولا يكتسب شيئاً من موقعه، لا من يبيع الناس شعارات ويوهمهم بأنه معهم في الصفوف الأولى، بينما الحقيقة أنه في وقت ينشغل فيه الناس بتنفيذ أوامره واتباع تحريضه، هو جالس يجمع المال ويشتري العقارات.
هذه حقيقة وليكم الفقيه، ندعو لكم بالهداية والعودة لأحضان هذا الوطن الذي لا يفرق بين أهله، ولا يحكم بين الناس إلا بالقانون.