صفحات المحاكم والقضايا في صحفنا المحلية تقرأ فيها يومياً أخباراً معنية بـ”الإرهاب”، وتحديداً الإرهاب الداخلي.
دولة صغيرة الحجم مثل البحرين، حينما نطالع ما يحصل فيها يومياً من حوادث معينة بالإرهاب وإقلاق المجتمع وزعزعة الأمن والاستقرار، نستغرب بالضرورة من حجم الضرر الذي أوقعه المحرضون ودعاة الانقلاب بعقول من يستمع لهم ويتبعهم.
تكتشف وللأسف بأن هناك مجاميع على الأرض هدفها ليس «العيش» بسلام في هذا البلد، لا يهمها أبداً أن تعيش يومها بيومه، من خلال العمل والتطوير الشخصي وبناء المجتمع.
بل تنصدم لمقدار الرغبة في «تحطيم» الحياة في هذا البلد، وفي التنكيل بمعيشة أهله والمقيمين فيه.
هنا أناس تريد أن تعيش بسلام وأمن في وطنها، تريد أن تعمل وتبني مستقبلها ومستقبل أبنائها، هناك أناس لديهم طموحات معددة، منها ما هو على الصعيد الشخصي، ومنها ما هو على الصعيد المهني، ومنها ما يرتبط بالحفاظ على البيئة التي يعيشون فيها بسلام.
والله نطالع حولنا فنستغرب من هؤلاء، هل بالفعل تريدون أن تتحول البحرين لعراق آخر؟! هل تعجبكم معيشة الشعب العراقي الذي ضاعت هويته، وضاع أمنه، وتشتت كثير من أهله في الخارج؟! هل تريدون أن تكون مثل لبنان التي لا تتوقف فيها النزاعات الداخلية، وفيها حزب شكل دولة داخل دولة، ولا يتورع عن انتهاج العنف والتصفية بحق مخالفيه؟! هل تريدون أن تكونوا مثل سوريا التي هرب ملايين من أهلها وقتل مئات الآلاف على أرضها؟!
والله لدينا نعمة في البحرين هي أكبر النعم التي حبانا بها المولى عز وجل، وهي نعمة الأمن، ورغم ذلك هناك أناس لا تشكر، هناك أناس لا تريد أن تعيش ولا تريد أن تترك غيرها يعيش بطمأنينة!
هل وصلنا لمرحلة بالفعل تشربت الكراهية والحقد في نفوس الانقلابيين ليضحوا ببلادهم وأمنها بكل هذه السهولة؟!
والله لم تفعل الوفاق بالبلد خيراً، حزب إرهابي بكل ما تعنيه الكلمة، شخوص تريد أن تمجد، وتريد أن تعلو على حساب الناس، لا يهمها إن ماتوا أو تضرروا أو أقيلوا من أعمالهم، المهم عندهم مناهضة النظام، المهم عندهم الوصول لغايتهم بحكم هذه البلاد بالطريقة الإيرانية الولائية.
نقدر تماماً ما تبذله وزارة الداخلية وأجهزتها من أجل حماية أمن البلاد وأهلها، إذ في مواجهة هذا الكم من الإرهاب، ومن الأشخاص الذين يحركون بـ”ريموت كنترول” التحريض والدعوة للانقلاب وممارسة الإرهاب.
عملية الحفاظ على الأمن ليست سهلة في ظل وجود حاضنات للإرهاب، وفي ظل وجود فكر يمارس يومياً التحريض وبث الكراهية، ورغم ذلك نحمد الله أن العيون الساهرة لرجال الأمن تمضي بنجاح لإفشال المخططات الآثمة، وضبط المخربين والإرهابيين، وفي جانب آخر يد العدالة تطال من استباح أمن الناس وأباح ممارسة الإرهاب.
على العوائل اليوم أن تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، إذ لا يعقل أن يتعب الآباء في تربية أبنائهم، وأن يحملوا عناء المسؤولية تجاههم منذ ولادتهم حتى يوصلوهم لمرحلة يمكن أن يرخصوا بهم ويضحوا بهم لأجل رجل دين يبحث عن مجد شخصي، أو جماعات تريد اختطاف البلد. هل أرواح أبنائك رخيصة لهذا الحد؟! هل ضياع مستقبلهم أمر عادي لا يضركم بشيء؟!
الناس مطالبة اليوم بأن تفتح مداركها وأن تستوعب حجم الضرر الذي لحق بالبشر جراء استمرار التحريض وممارسة الإرهاب ومناهضة الدولة.
البحرين كدولة لم تضر أبداً مواطنيها، بل هي تعمل من أجلهم، سواء في ملفات المعيشة أو العمل أو الإسكان أو التعليم أو الصحة وغيرها الكثير. لكنها كدولة من واجبها تطبيق القانون والتصدي لمن يتعدون على حريات بقية المواطنين عبر استهداف أمنهم ومعيشتهم.
بالتالي إن كانت من نصائح توجه اليوم، فهي لمن آثر أن يضيع حياته، وأن يبيع وطنه، وأن يجحد بالخيرات التي يحصل عليها، في وقت الأمثلة فيه بليغة وكثيرة مثلما أشرنا له أعلاه، فلسنا في دولة بلا هوية ولا نظام وبلا حقوق للبشر، وواجب الناس مقابل ذلك أن يحافظوا على هذا الوطن لا أن يبيعوه برخص ويلاحقوا أوهاماً خارجية.
التبعية العمياء باتت مرضاً يضرب كثيرين صدقوا أقوال من لديه أجندة واضحة ومعروفة، أناس لا يهمهم الملف المعيشي ولا الاقتصادي ولا صالح المواطنين، بل أناس يريدون هدم الدولة وإعادة بنائها حسب قياسهم وبحسب ما يخدم مصالحهم وحدهم.
استغلوا الدين لشل عقول الناس، ولسلب إرادة الشباب، بالتالي ضاع هؤلاء الشباب وضاع مستقبلهم وعانت عوائلهم.
في البحرين هناك من يريد أن يعيش ويهنأ بمعيشته، هناك من يريد أن يستمتع بخيرات البلد ومرافقها وخدماتها، يريد أن يكبر أبناءه وهم يحبون هذه الأرض لأنها أرض سلام وأمان.
بالتالي من حق الناس التي تريد العيش في وطنها أن يضرب الإرهاب بقوة، وأن ينال كل من لا يريد العيش على هذا التراب، أو لا يكف عن ممارسة الفوضى والتعدي على حرية القانون، أن ينالوا عقاباً رادعاً بالقانون.