تعتبر الأحداث الأخيرة في تركيا بمثابة «المرآة» التي تعكس طبيعتنا نحن الشعب العربي الخلاق بطبعه المبدع بأفكاره والصائب بتحليلاته...
فخلال فترة أسبوعين مضت أو أكثر بقليل، أحداث كثيرة على الساحة الأمنية طرأت من جهة لتنعش بالتالي الجعبة الفكرية النائمة للبعض وتحيي أحاديث المجالس للبعض الآخر وخاصة النساء فإنهن المتضررات الأوائل مما يجري وذلك لتأثيره المباشر على مخططات السفر الخاصة بفترة إجازة الصيف والأعياد القادمة، وبالطبع لا يمكننا أن ننسى أن مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الاجتماعي لا تنشط فقط بين مؤيد ومعارض وإنما الأمر تعدى لتحليلات يرجع أثرها من أول قيام الدولة العثمانية عام 1299. لذا وأين العجب في أن نرى الأغلبية لديهم الجواب العبقري لكل ما يدور ويحدث في الأقطار والدول كافة، حتى وإن كان لا يربطهم أي صلة سواء شخصية، أومهنية، أودينية أو حتى لغة مستهلكة. على سبيل المثال فاللغة الإنجليزية لغة نتداولها بأريحية أي يعني من السهل إن قرأنا، وسمعنا وفهمنا بالشكل الصحيح أن نمتلك بالتالي القدرة على النقاش والتحليل ولكن عندما تكون اللغة تركية وبالرغم لامتداد الحكم العثماني ما يزيد عن ستة قرون وتمكنه من استعمار نصف الكرة الأرضية إلا أننا لا نفقه من اللغة التركية أو العثمانية إلا بعض الكلمات التي أورثهم الاستعمار من تلك الحقبة أو المسلسلات التركية المدبلجة في زماننا هذا... ولكن يمكننا القول إن سفرة سياحية أو علاجية لا يتعدى زمنها الخمسة أيام حتى وإن وصلت لمدة شهر أو شهرين كفيلة من وجهة نظر البعض بأن تجعل المتحدث صاحب رؤيا وبصيرة فولاذية. في حين أنه لا يعي السبب الذي دفع إلى إقفال شارع أو تغير مساره أمام بيته؟؟!!
ولكي نثبت أننا شعب نفقه كل مجريات الأمور، ونخاف على بعضنا البعض... يقوم أحد الأشخاص «الله يهديهم» عقب التفجير الإرهابي في مطار تركيا والذي راح ضحيته مجموعة من الأبرياء، بإرسال مقاطع الفيديوهات عبر قنوات التواصل الاجتماعي؛ «إن لا عليهم مما يسمعونه»، والأمور طيبة وكل شيء على أحسن ما يرام... في حين أن البعثات الدبلوماسية ترسل لمواطنيها رسائل أخذ الحيطة والحذر والرئيس التركي بنفسه خلال كلمته يدعو السياح بالتروي. ونفاجئ في الليلة نفسها أن تركيا قد تعرضت لانقلاب عسكري... وإن كانت نتيجته فاشلة ولكن لا يمكننا أن ننكر أنها «خضة كبيرة «كادت أن تودي بالبلاد إلى الهلاك لو لا لطف ربنا وحكمة رئيسها.
مشكلتنا أننا لا نقرأ وغير مستعدين للسمع والإنصات، وفي حال قرأنا وسمعنا نحلل على مزاجنا ونحاول أن نقنع من حولنا أننا صح... وعليهم الاقتناع والترحيب وعدم الاعتراض والتعليق.
فماذا عساي أن أقول لأصحاب الرؤى البلورية سوى «تشكرات أفندم» لقد «أتحفتونا وأثريتونا».