..الثالثة : إن نظرة الإسلام ترتبط بمبادئ في مقدمتها:
1- وحدة الدين لله: بغض النظر عن الاسم لكل طائفة أو مجتمع وهذه الوحدة مصدرها صاحب القوة السامية فوق البشر والقيم المنظمة في كل رسالة سماوية أو غير سماوية.
2- رفض أي تمييز بين البشر والشعوب نتيجة الاختلاف في اللون أو الشكل أو العرق أو الدين أو الطائفة أو أي مسمى آخر وهذا يمثل خلاصة مبدأ التناغم والتوافق والتعاون بين البشر من أجل المستقبل والسلام العالمي وليس الحياة في الماضي بما له وما عليه.
3- البناء على ما هو مشترك بين الجميع وترك الاختلافات وهي هامشية وترتبط بإثراء الحياة وبالحكمة الإلهية وتقوم على الإيمان بالاختلاف لأنه يمثل إثراء للبشر والعالم في شتى المجالات لأن الأساس هو وحدة الخالق البشر بل للكائنات جميعاً.
4- رفض مفهوم الهيمنة والسيطرة والتسامي وأن التعامل بين البشر في إطار المساواة والتناغم والوئام .Harmony and Equality
5- إعلاء مفهوم العدالة فهو ركيزة الإسلام وكافة النظم السياسية وعلاقات البشر المتنوعة.
6- إن الحوار هو أداة التعامل والتفاعل بالنسبة للخلافات وأن التوافق والتوازن ومراعاة مصالح الجميع هو نتيجة هذا الحوار.
7- إن إعلاء شأن حقوق الإنسان وحرياته وكرامته تمثل ركيزة أساسية في الإسلام وكل الشرائع والعقائد.
8- إن تطور البشرية يستند إلى مبدأ الخلافة الإلهية للبشر وإلى البحث عن العلم وإعلاء شأنه كأداة للتقدم على أساس حب لأخيك ما تحب لنفسك
9- إن التسامح والصفح والغفران هي ركائز للتعايش البشري بعيداً عن نوازع الصراع.
10- إن الفصل بين الدين كمبادئ وقيم أو حتى كشعائر وبين السياسة البشرية هو ركيزة مهمة للإسلام واستقرار المجتمعات فالدين لله من عند الله والسياسة صناعة بشرية.
وأضفت بأن العلاقات المصرية الصينية ترجع لعصور قديمة مبرزاً نقطتين مهمتين في تلك المسيرة وهما :
الأولى : في العصور القديمة عندما ذهب أول مبعوث صيني لمصر في عهد كليوباترة في القرن الثاني قبل الميلاد وقدم لها هدايا من إمبراطور الصين، وحصل علي معرفة علمية حول فن الصباغة الدائمة للألوان وهو ما لم يكن معروفاً لدى الصين آنذاك.
الثانية: عندما كانت مصر في العصر الحديث أول دولة عربية وأفريقية تعترف بالصين الشعبية وتتبادل معها التمثيل الدبلوماسي في 30 مايو 1956 متحدية الحصار والمقاطعة التي فرضها الغرب وبخاصة الولايات المتحدة ضد الصين . وهذا ما قدرته القيادة الصينية طوال الستين عاماً الماضية التي نحتفل بها هذا العام 2016 الذي بدأ بزيارة الرئيس شي لمصر في يناير منه ثم ستعقبه زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين في سبتمبر 2016 بناء علي دعوة خاصة من الرئيس الصيني للمشاركة في قمة مجموعة الـ 20 في شنغهاي.
حظيت الأفكار التي طرحتها باهتمام كبير من معظم المشاركين أثناء مناقشات اللجان المتخصصة. خاصة تفسير مفهوم وحدة الدين الإلهي للبشر وهو ما يعبر عن أرقي مستوى من التعامل ويقود للسلام والوئام والتعاون وليس الصراع والخصام.
كما أبرزت المقولة الصينية «دع مائة زهرة تتفتح ومائة مدرسة فكرية تتباري ومقولة المفكر الفرنسي فولتير «أخالفك رأيك ولكني أدافع حتى الموت عن حقك في إبدائه « ومقولة الإمام الشافعي « رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب . وأوضحت أن هذه هي قمة التسامي الانساني وهو يمثل أداة للتعايش ويعبر عن أن الفلسفات الثلاث الكونفوشية والإسلامية والغربية المستمدة من التراث الإغريقي الروماني المسمى اليهودي وبين الإسلام ولكن بعض رجال الدين في شتى العقائد يفكرون بمنطق ضيق بعيداً عن قيم الأديان مما يؤدي للصراع.