لم أستوعب الهدف من تصريح رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد البحريني لكرة القدم المنشور يوم الجمعة الماضي تحت عنوان «الجانب الأمني من اختصاص الأندية..»!!
لقد استوقفتني الفقرة الأخيرة من التصريح المذكور والتي جاء فيها: «طالب «حقيقي» بتعاون الأندية التي ستحتضن مبارياتها على ملاعبها المكشوفة بتجهيزها من كافة المتطلبات وأنها ستكون المسؤولة عن الجانب الأمني لسلامة الفريق الضيف والحكام.. وأن من يخالف هذه التعليمات سيعرض نفسه للعقوبة..»!!
لا أدري إن كان هذا التصريح مبنياً على اتفاق مسبق مع الأندية المعنية أم أنه مبني على إحدى مواد لائحة المسابقات أم أنه اجتهاد من رئيس لجنة المسابقات أم أنه التباس تحريري؟!!
الغرابة في هذا التصريح أنه يحمل الأندية مسؤولية أمنية كبيرة ليست من اختصاصها أصلاً في ظل وجود جهة رسمية مسؤولة عن حفظ الأمن في المملكة وأن ما يسري على المباريات التي تقام على الإستادات الرئيسة يجب أن يسري على المباريات التي تقام على الملاعب المكشوفة وفق التعاون القائم بين الاتحاد البحريني لكرة القدم ووزارة الداخلية.
من المعقول أن نحمل الأندية المستضيفة مسؤولية التنظيم كتجهيز الملعب وتوفير مكان للحكام واللاعبين وتوفير الضيافة إن كان بمقدور النادي ذلك، لكن أن نحملها مسؤولية الأمن فهذا أمر يدعو للاستغراب، ذلك لأن الأمن يتطلب مؤهلات لا تتوافر في أعضاء النادي ولو أجبرناهم على القيام بهذه المهمة فقد يتسبب ذلك في توتر العلاقات بين الأندية، بل إن الأمر قد يتفاقم إلى ما لا يحمد عقباه!
لا يمكن أن نتخيل قيام متطوعين مدنيين من الأندية بضمان حفظ الأمن في الملاعب المكشوفة، ونحن نعلم السيناريوهات الدرامية التي تحدث في الملاعب المكشوفة وخصوصاً في مباريات الفئات العمرية والتي لا تقتصر على العراك بين اللاعبين بل تصل إلى المساس بالحكام، ومثل هذه السيناريوهات لا يستطيع السيطرة عليها إلا رجال الأمن المدربون عسكرياً على مثل هذه المواقف، بل إن شخصية العسكري تفوق بكثير شخصية المدني في مثل هذه المواقف.
توقعت أن أقرأ يوم أمس تعقيباً من الأندية المعنية بالتصريح إلا أن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث، ولا أدري إن كان هذا السكوت يترجم قبول الأندية بالمهمة الأمنية وتحملهم عواقبها، أم أن لهم كلمة أخرى للرد على هذا التصريح الغريب؟!
أتمنى أن يعيد رئيس لجنة المسابقات النظر في تصريحه وأن يتحمل اتحاد كرة القدم مسؤولياته تجاه الأندية وحماية الحكام واللاعبين في مختلف الفئات من خلال تفعيل الشراكة مع وزارة الداخلية بدلاً من تحميل الأندية مهام مستحيلة خارجة عن تخصصاتها!