لست من الصحافيين المعنيين بمتابعة أخبار وفعاليات غرفة تجارة وصناعة البحرين ولا علاقة لي بها ولكني ككثيرين غيري لم أحبذ أن يخرج ما يدور في «بيت التجار» من أمور خاصة به إلى العلن، فهذه المؤسسة البحرينية العريقة التي تدخل قريباً عقدها التاسع ظلت منذ تأسيسها في العام 1939 بعيدة عن الإعلام فيما يخص أمورها الداخلية ومهتمة فقط بوظيفتها المحددة بتمثيل القطاع الخاص والتعبير عن مجتمع المال والأعمال، ولعله لم يسمع بما يجري في أروقتها من اختلافات في وجهات النظر أو خلافات إلا هذه المرة ولأسباب هم أدرى بها، فمثل هذه المؤسسة وإن كانت أكبر من أن تتأثر بتناول مشكلاتها في وسائل الإعلام وبتداول الألسنة لها إلا أنه لم يكن مقبولاً كونها أكبر وأقدم وأعرق غرفة خليجية أن يحدث لها ذلك أياً كانت الأسباب، فأهداف الغرفة معروفة وأنشطتها لا تتجاوز خدمة أعضائها والإسهام في الارتقاء بالاقتصاد الوطني. لهذا بادرت بإثارة هذا الموضوع مع وفد مجلس إدارة الغرفة الذي زار «الوطن» مؤخراً برئاسة النائب الثاني لرئيس الغرفة عبد الحميد الكوهجي وكان لي شرف المشاركة في اللقاء الذي جمعه مع رئيس التحرير وعدد من العاملين في الصحيفة، وتمنيت عليهم الحرص على معالجة مثل هذه الأمور فيما بينهم بعيداً عن الأضواء «الوفد الذي ضم الأمين المالي للغرفة عيسى عبدالرحيم وأحلام جناحي وعبد الحكيم الشمري ونبيل كانو والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي عبد العزيز الرفاعي شرح بإيجاز جوانب مما حدث وأسبابه وبدا من حديثهم أن مجلس إدارة الغرفة اتخذ قراراً في هذا الخصوص ملخصه عدم شغل الرأي العام بالأمور الداخلية والتفرغ للعمل وتطوير الغرفة وتحقيق أهدافها» وهو القرار الذي يبصم عليه كل عاقل وكل محب لهذا الوطن.
تفاصيل اللقاء نشرتها «الوطن» في عدد الأربعاء الماضي إلا أن مسألتين أرى من المهم الإشارة إليهما عن ذلك اللقاء؛ الأولى هي الشفافية والصراحة التي تميز بها وفد الغرفة حيث تحدثوا بوضوح ومن دون تحفظات إلا فيما يخص الحديث عن الأشخاص فقد كانوا حريصين على مناقشة الموضوع وليس الأسماء والأشخاص، وهذا أمر يسجل لهم، والثانية هي أنهم اهتموا بالتأكيد على أن ما حدث فات وأن ما فات مات وأن الأهم هو العمل لما فيه مصلحة الغرفة وأعضائها وبما يعود من خير على الوطن، ما يعني أن مجلس الإدارة قرر عدم الالتفات للماضي والعمل من أجل المستقبل، وهذا أمر يسجل لهم أيضاً.
حسب أعضاء الوفد فإن غرفة تجارة وصناعة البحرين تدخل اليوم مرحلة جديدة أساسها العمل معاً وبقوة لمواجهة المعوقات والتحديات أمام القطاع التجاري والاقتصادي وتحقيق تطلعات القيادة والحكومة وأنها لهذا تحرص على تنمية العلاقة بينها وبين مختلف وسائل الإعلام وخصوصاً الصحافة والتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني، وأنها لهذا تفكر في اتجاه أن يكون لبيت التجار نشرة أسبوعية أو شهرية تتواصل من خلالها مع الجمهور عبر الصحف المحلية وبما يخدم الشارع التجاري، كما أنها بصدد تخصيص ممثل لها للتحدث إلى وسائل الإعلام فور الانتهاء من اجتماعات مجلس الإدارة وبما يضمن عدم تضارب التصريحات أو اختلاف التفسيرات.
تفاصيل كثيرة تضمنها ذلك اللقاء المهم والذي جاء للتأكيد على تقدير الغرفة للصحافة والإعلام، أكدت فيه «الوطن» أيضاً أنها تضع كل إمكاناتها لخدمة الاقتصاد الوطني وتحقيق الغرفة لأهدافها وأن الصحافة والغرفة تتكاملان، فنجاح مجلس الإدارة الجديد نجاح للغرفة وللشارع التجاري، ونجاح الغرفة في تحقيق أهدافها نجاح للوطن وتأكيد على أنها قادرة على لعب دور أكبر في الاقتصاد الوطني وقادرة كذلك على الاحتفاظ بالمركز الذي تستحقه كونها أكبر وأعرق غرفة في دول الخليج العربية.