رغم وجود نواقص ورغم وجود أخطاء، ورغم أن أمامنا مشواراً طويلاً لتعديل كثير من الأمور في البلد، وإصلاحها، إلا أن كل هذا لا يدفعنا يوماً لبيع بلادنا أو استبدال حكامنا.
من يبيع بلاده هو خائن لها، ومن يجحد فضل قيادتها وحكامها، هو الذي يكن لهم البغض والكراهية بدلاً من الحب والولاء.
هؤلاء من انقلابيين وخونة وموالين لإيران، لا يمكنهم فهم ما نقول أبداً، رغم أنهم ينعتون المخلصين للبلد وقيادتها بصفات الارتزاق والتبعية، في حين أنهم هم في موقع «أسوأ» للارتزاق والتبعية بل حتى «العبودية»، فالمخلصون موالون لتراب البحرين العربية الخليجية ولحكامها، بينما «المرتزق الحقيقي» هو من سيده ومولاه الخامنئي، وحبه لأن تحكمه إيران بمشروعها الصفوي الفارسي، البائع لبلد يتمنى أهل إيران أنفسهم أن يعيشوا فيها.
البحرين لم تكن يوماً دولة لافظة لأبنائها، معذبة لهم، ولا منتقصة لحقوقهم، هي دولة مؤسسات وقانون، وكل شيء يقف عند كلمة القضاء، لا هي تتعامل بفصل عنصري وتمييز طائفي، ولا نوازعها انتقامية، ولو كانت كذلك، لما تمكن الانقلابيون يوماً من النبس بحرف، فكيف وهم «يلعلعون» يمنة ويسرة، داخلياً وخارجياً، بل لديها إعلامهم الواضح في تعاطيه بأنه «ضد» الدولة في كل شيء.
هذا الارتباط بين المخلصين من أبناء البحرين وقيادتهم، حالة تعجزون عن فهمها يا من نويتم بيع هذه الأرض. نعلم تماماً هول الصدمة التي عانها هؤلاء حينما تجمع المخلصون في ساحة الفاتح، ندرك تماماً استغرابكم قوة ارتباط المخلصين بقيادتهم ونظامهم، رغم أنكم حاولتم خلط كل شيء ليسير مخطط الانقلاب كما تريدون.
حاولتم إيغار الصدور، وضربتم على أوتار حساسة، دخلتم للناس من مداخل توجعهم، دندنتم على الوضع المعيشي، والرواتب وحالات الفساد الإداري والمالي، كل هذا حتى ترققوا قلوبهم، وتضللوهم ليكونوا معكم، ويقولوا بأن هذه المطالب هي نفس مطالبنا.
لكن الحقيقة كانت هناك مخفية خلف الأكمة، الهدف الرئيس لم يكن له ارتباط مطلقاً بهموم الناس وبمعيشتهم، هدفكم كان حكم هذه الأرض، واختطافها سياسياً، وعليه كانت الصدمة من نصيبكم، لا من نصيب البحرين كدولة ونظام وشعب.
ظنوا فيما ظنوا، أن البحرين هي دولة من تلك التي سقطت أنظمتها سريعاً في موجة الربيع العربي، ونسوا أهم حقيقة هنا بأن المخلصين للبحرين من أبنائها يعرفون قدر قيادتهم، ويعرفون نظامهم، والأهم يعرفون تماماً من المتربص بهم ويريد اختطاف أرضهم.
كثير من المخلصين ذهلوا لما حصل، لا ذهولاً مرتبطاً بمحاولة انقلاب جديدة، إذ مع هؤلاء تعودت البحرين على طعنات الغدر والخيانة، وتعودت على أشخاص يثبتون يومياً بأنهم «منقع صبخ» و»جاحدون كارهون»، بل الذهول كان لحجم من سقطت الأقنعة عنهم، وحجم من يوالون إيران بشكل صريح، وكيف أنهم قدموا أنفسهم بوضوح على أنهم «طابور خامس» سيسقط البحرين حتى يحكمها الخامنئي. لكن «هيهات» لكم، فارتباط الإنسان البحريني الأصيل مع قيادته ليس وليد اليوم، وليس مبنياً على مصلحة ومنفعة ومكسب، الشعب البحريني ارتبط مع قيادته وعائلة آل خليفة منذ قرون، عقود طويلة من الزمان كان هذا الارتباط هو «سيف» البحرين القوي المتصدي لأي محاولة اختطاف وانقلاب.
القيادة البحرينية لم تكن يوماً تقف وحدها، شعبها المخلص واقف معها في كل الظروف والأحوال، ونادراً ما تسمع ردود فعل «أنانية» لأشخاص يفضلون مصلحتهم الخاصة على حساب القبول بزعزعة استقرار البلد أو ضياع نظامه.
أصلاً من يفكر بهذه الطريقة يلقى الازدراء المباشر من المخلصين، إذ لم نتعود كبحرينيين ولدنا وعشنا على هذه الأرض وأجدادنا، أن نبيعها ونغدر بها، أو أن نطعن قيادتنا في ظهرها، رغم وجود ملفات معيشية تحتاج لحل، رغم وجود صعوبات، رغم حاجات الناس المتباينة، إلا أنها لم تكن يوماً سبباً للمخلصين بأن يفكروا بإسقاط نظامهم.
علمونا منذ صغرنا أن قائدنا حاكم البلد هو الرجل الذي نلتف حوله، رموزنا هم ضمانة الاستقرار، كبرنا ونحن نحب عيسى بن سلمان أميرنا الراحل، ونحب أبناءه على رأسهم جلالة الملك، نحب خليفة بن سلمان رئيس الحكومة، ونرى في ولي العهد المستقبل، لم يربونا على كره أرضنا وحكامنا، لم يربونا على حب إيران والولاء للخامنئي والوصول لتقديسه لدرجة السجود عند قدميه.
لذلك نقولها دائماً بأنه مهما يحصل، ومهما حاول هؤلاء إيغار صدور المخلصين، ومهما حاولوا استخدام منهجية «المظلومية» للتأثير عليهم، فإن النتيجة واحدة لا تتغير.
لن تجد يوماً بحرينياً مخلصاً يبيع أرضه ويخون جلالة الملك وقيادته.
أما أنتم ففعلتموها وفي وضح النهار، أعلنتم من أنتم، واليوم تتباكون حينما يقف لكم المخلصون كالجدار الصلد ويعاملونكم كخونة.
الخيانة خيانة، ولا تعريف آخر لها.