كل محاولات الإرهاب التي طالت العالم خلال الأعوام الأخيرة يجب أن تتوقف بالقوة، فليست هناك من دولة محصنة ضد الإرهاب، فكل الاحتمالات باتت مفتوحة لهذه الحرب، وكل خيارات الإرهابيين أصبحت جاهزة لممارسة كل أشكال العنف والقتل عبر العالم، وهذا ما يجب أن يُعزِّز الشراكة السياسية والعسكرية بين كل الدول دون استثناء لأجل استئصال هذا الورم الخبيث.
ما يزيد من وتيرة العمليات الإرهابية مؤخراً، سواء كانت بمناسبة أو حتى من دون مناسبة هي الضربات الكبيرة التي بدأت تتلقاها المجاميع الإرهابية في كل الدول مما جعلها تترنح دون شعور، فقامت تتخبط في عملياتها بشكل واضح، حتى بات الأبرياء كل ضحاياها بدل توجيه سهامها للقوى العسكرية التي تستهدفها، وهذا دليل واضح على أن الإرهاب بدأ يفقد صوابه وبوصلته معاً، فصار يستهدف الأسواق والشوارع والمساكن والعزل من النساء والأطفال، مما يعني أنه قد أفلس وانهزم في الكثير من المحاور.
إن ترنح الإرهاب في أوروبا والشرق الأوسط وانتهاءً بأستراليا يجب أن يكون فرصة ذهبية للمجتمع الدولي للقضاء عليه بشكل كامل، دون الدخول في تفاصيل المصالح السياسية التي ربما تقتضي أحياناً وفي ظروف خاصة من إعطاء التسهيلات للقوى الإرهابية من تحقيق أهداف سياسية معينة، فالمجاميع الإرهابية لا تعترف بالأصدقاء ولا حتى بالحلفاء، فهي تملك أجندة حادة وواضحة يجب عليها تطبيقها، ولهذا يعتبر السكون والالتجاء المصلحي والمؤقت إلى تلكم الجماعات انتحاراً صريحاً وعملاً ضاراً بالدول والشعوب بكل المقاييس، إذ لا يمكن للدول أن تنهض وفق سلوكيات خارج الشرعية الدولية وإجماع الأمم المتحدة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، فهذا الطاعون وصل إلى الحلقوم، وبات وشيكاً على الدخول لكل دولة لم تحسم ملفها معه بشكل واضح، فالإرهاب هو الإرهاب حتى وإن تغلف سياجه بالدين تارة وبالمظلومية تارة أخرى، فخلف كل هذه الشعارات البراقة حافلة من الموت والمتفجرات، ووراء كل تَمَسْكن تختفي عشرات العمليات الإرهابية الفتاكة، ولهذا لا يجب الاطمئنان للمجاميع الإرهابية مهما كان السبب وراء هذا الاطمئنان الخادع، فالتجارب الأخيرة أثبتت أن الإرهاب كالحيوان المفترس الذي لا يجوز تربيته داخل أسوار المنازل، لأنه قد يفتك بأهلها متى ما جاع.
لا خيار للدول إلا بالقضاء على كل أشكال الإرهاب ومحاربته بكافة الوسائل المتاحة، كما يجب أن ترتفع حالة التأهب الأمني في كل مكان في العالم وملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم وكل من يتعاطف معهم كذلك، فقبل محاربة الإرهاب، يجب تجفيف منابعه وضرب كل من يتعاطف معه ولو كان متدلِّياً بأستار الكعبة، فلا شيء يعلو فوق الأمن، هذا كل ما في الأمر.