العمل تحت الخط الأحمر في الأعمال يعني إدارة العمل التجاري تحت وطأة الخسارة وذلك يعني أن ما ينفق على المشروع أو المنظمة لا يغطيه العائد من أعمالها.
هذا الأمر في الأغلب طبيعي عند انطلاق أو بداية عمل الشركات وهو مؤقت أو في فترات النمو، وهو أمر مقبول إذا كان المؤسسون يمتلكون القدرة على تغطية المصاريف أو العجز.
ولكنه يشكل خللاً كبيراً إذا كان ناتجاً عن تباطؤ نمو المبيعات أو ضعفها أو تقلص المشاريع في السوق عندها يجب التوقف للتفكير بشكل استراتيجي لكيفية إعادة تأهيل عملك وتمكينه من الانطلاق مجدداً والنجاح والنمو.
من المؤسف عند أصحاب الإدارات التقليدية أن الإجراء السريع والاستراتيجي هو تقليص النفقات وهو حتماً مهم ولكن فقط إذا تم في ظل رؤية جديدة تعيد توجيه السفينة لتفرد أشرعتها من جديد، وليس فقط لوقف نزيف الموارد. ولعل هذا هو حال أغلب مؤسساتنا خاصة المتوسطة والصغيرة حيث يتم التخلص من ثقل المصاريف دون رؤية إلى أين ستتجه السفينة بعد ذلك وما يحدث فعلياً بعد ذلك أن الشركة تكون قد تخلصت من أهم مواردها خاصة في قطاع الخدمات والتقنيات المعتمد بشكل حيوي على العنصر البشري، وأوقفت النزيف ولكنها أيضاً فقدت مقومات النهوض مجدداً وهي بذلك تتجه إلى الجمود والاضمحلال.
قبل أن ندخل في كيفية علاج هذا الوضع من المهم أن نذكر أن وضع هذه المؤسسات «المتوسطة والصغيرة»، مرتبط بشكل حيوي وحاسم بقيادتها وقدرة هذه القيادة على تنويع مصادر الدخل المستمر والأهم التنبوء بالمخاطر قبل حدوثها ومرونتها في مواجهتها حتى لا تواجه خطر الاستنزاف والتقليص القسري الذي يتصرف فيها القائد كجزار بدلاً من أن يكون جراحاً ماهراً.
إن أخطر ما يواجه هذه المؤسسات هو نموذج الأعمال الذي تتبناه واعتمادها في جل أعمالها على مصادر محدودة إذا ما تأثرت تنهار أعمالها بالكامل.
المهم من تجربة مؤسسات قطاع التدريب اعتماد رؤية وتوجه أغلب القائمين «وليس جميعهم» على نموذج محدد في الأعمال وهو ما يهمنا في هذا المقام أن نشير إليه أن ذلك يهدد المؤسسات المتوسطة والصغيرة في صميم وجودها.
في المقال القادم سنتناول كيف تستطيع المؤسسات المتوسطة والصغيرة النهوض وتجاوز الخط الأحمر والتجدد، وكيف تستطيع النهوض من الانهيار وإعادة فرد أشرعتها والإبحار مجدداً.
* مطور أعمال وقدرات بشرية