عندما وقفت العداءة البحرينية «روث جيبيت» للتتويج بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية المقامة في ريو دي جانيرو، وتم رفع علم مملكة البحرين عالياً وعزف النشيد الوطني للمملكة، أمام كل الأمم وفي مختلف وسائل الإعلام العالمية، في هذه اللحظة التاريخية خفق قلب كل بحريني فرحاً، فهذه هي المرة الأولى تاريخياً التي تفوز فيها مملكة البحرين «بالذهب» في تاريخ مشاركتها بدورات الألعاب الأولمبية.
ولأن «قلة» من الناس لا ترى إلا نصف الكأس الفارغ، تركت هذا المنجز التاريخي، وانشغلت في «أصل» اللاعبة البحرينية «روث».
وتعالت الأصوات النشاز وهي تطلق على العداءة البحرينية التي حصدت للبحرين أولى ميدالياتها الذهبية «تاريخياً» وتطلق عليها لقب «مجنسة»!! متناسين ومتغافلين حجم الإنجاز الكبير الذي حصدته هذه اللاعبة البحرينية التي ساهمت في رفع اسم مملكة البحرين عالمياً عالياً.
كم هي «بغيضة» هذه الأصوات التي تبادلت إطلاق لفظ «المجنسة» على هذه العداءة البطلة التي حققت للبحرين إنجازاً تاريخياً، كم هي أصوات مريضة لا تعرف التفريق بين من يرفع اسم البحرين عالياً ويحقق إنجازاً تاريخياً، وبين من يسعى لتشويه سمعة بلاده.
إن الأصالة ليست أن تولد في دولة ما ويكون أبوك وأمك منتمين إليها!! إن المواطنة ليست أقوالاً بل إنها أفعال، إن المواطنة هي أن يكون همك وشغلك الشاغل هو أن تحقق منجزاً لهذا البلد الذي منحك الكثير.
لن أضرب مثلاً في أمريكا أو سائر الدول الأوروبية التي كان مشتركوها في الأولمبياد من مختلف الأصول!! بل سأكرر ما ذكره سمو الشيخ ناصر بن حمد «أن مملكة البحرين دولة غير تمييزية وذات تعددية ومنهج أصيل يعرفه القاصي والداني، ويمتلك مواطنوها جميع الحقوق المكفولة لهم بالدستور، حيث تضرب المملكة مثالاً رائعاً للتعايش بين مختلف الفئات». وقال سموه «إن هؤلاء المواطنين قد وظفوا جهودهم الكبيرة لأجل الوطن، وتصببوا عرقاً من أجل حصد الإنجازات العالمية، وكانوا نداً قوياً لأقرانهم من الدول العظمى، ونجحوا في إظهار أفضل المستويات وتحقيق النتائج الإيجابية التي ترفع الرأس، وبالتالي لا يمكن التقليل من جهودهم وتضحياتهم، بل تقديرهم لكونهم جديرين بالاحترام».
البطلة روث، بطلة بحرينية حققت للبحرين إنجازاً تاريخياً ورفعت علم البحرين في العالي، ولها منا كل الشكر والتقدير على ما حققته.
ولا يفوتني أن أشكر جميع البحرينيات والبحرينيين المشاركين والذين حصدوا لنا ميداليات وأرقاماً أولمبية تستحق الفخر. فلكم منا كل التقرير والاحترام، وكم أتمنى أن يحظى فريقنا «البحريني» المشارك بالأولمبياد بحفل استقبال ضخم ومشرف يليق بالإنجاز التاريخي الذي حققوه لنا.