حينما نقرأ بين فترة وأخرى بياناً هنا وأخباراً هناك عن فئات ومجموعات تدين البحرين في إجراءاتها القانونية المعنية بمعادلة «الحقوق والواجبات»، نستغرب من هذا «الفهم القاصر» للواقع في البحرين، ونشمئز في جانب آخر من «تعمد» استهداف البحرين رغم أن الحقائق واضحة.
من قالوا إن البحرين تستهدف طائفة معينة، هم أولئك الذين يغضون أنظارهم عن وضعية كافة المذاهب في البحرين وحتى الأديان الأخرى رغم كون البحرين دولة عربية مسلمة.
هم من يغضون النظر عن «التجاوزات» التي قام بها هؤلاء، وعن «الدوس على القانون» الذي تعمدوه، وعن الانقلاب الذي حصل واستهدف أمن واستقرار البلاد، بل وكان قائماً على أساس طائفي بحت.
البحرين لم تستهدف يوماً مذهباً ولا ديناً، البحرين كدولة لها مطلق الحق في تطبيق قوانينها، حاسبت بالقانون وعبر إجراءاته المعروفة الواضحة من قام بالإخلال بواجباته، ومن مارس التحريض بهدف الانقلاب على شرعية النظام، ومن سعى لتفتيت الشارع باستخدام المذهب والدين.
الحقيقة التي يتعامون عنها أن هناك عناصر سيطرت على مقدرات كثير من الأطياف المنتمية لتيار مذهبي واحد، بل منحت نفسها الحق لتنصب نفسها وصية عليهم ومتحدثة باسمهم وأنها هي - أي هذه الشخصيات - هي التي تمثل التيار الشيعي بل إنها هي الناطقة عن كل شيعة البحرين.
هذه هي الحقيقة، وللأسف لأن بعض هؤلاء من ذوي المراكز الدينية ومن أصحاب المنابر ولأن العديد من الناس والشباب غرر بهم وسقطوا في هذا الفخ، واعتبروا أن ما يقوله هؤلاء المحرضون من على المنابر هو كلام ديني بحت وأنه أمر إلهي قاموا بالتمثل به، بالتالي التأثير في نشر الفكر الانقلابي في أوساط جموع تابعي هؤلاء يجعل الصورة ضبابية، ويجعل التعميم أمراً سهلاً لمن لا يريد أن يكلف على نفسه ويبحث أكثر في حقيقة ما حصل في البحرين.
إن كانت البحرين تستهدف الطائفة الشيعية الكريمة، هل يعقل أن يكون من نواب رئيس الوزراء من هذه الطائفة؟! هل يعقل أن يكون من وزراء حكومتها من الطائفة الكريمة؟! هل يعقل أن تمنح الحقوق والخدمات الحكومية لأبناء الطائفة؟! وكذلك البعثات، وأيضاً المناصب العليا في البلد؟! بل قبلها هل يمكن أن يكون لجلالة الملك حفظه الله مستشارون منها، وأن يكون لكثير من علماء وشيوخ دين الطائفة الكريمة موقع مميز بالقرب من القيادة؟!
حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له. وعليه فإن من يستهدف البحرين اليوم واضح بأن حكمه تم التأثير عليه بالوسائل التي حرص الانقلابيون على اتباعها، تأثر بالخطاب الإعلامي المفبرك والمزور والذي حول مسار الوضع السياسي إلى وضع ديني، وسعى باستماتة لتحويل قضية صريحة كانقلاب وخيانة وعمليات تحريض وإرهاب إلى عملية استهداف ديني!
لمن يقولون بأنهم مدافعون عن حقوق الإنسان، ويرون بأن البحرين يجب عليها إطلاق سراح محرضين وداعمين للتخريب والإرهاب وقياديين في عملية الانقلاب وموالين لنظام خارجي يستهدف البحرين منذ عقود، ألم تروا بعين أخرى «غير عوراء» ما فعلته «الوفاق» ومن معها بشعب البحرين؟! ألم تروا كيف تم استهداف المكون السني، وكيف تم اختطاف الصوت الشيعي في البحرين؟! ألم تروا مواقف شيعة البحرين الوطنيين الذين لم يقبلوا بيع أرضهم ولا عروبتهم لخامنئي إيران ومن يتبعه من عملاء وطوابير خامسة؟!
حينما يخرج بحريني من المذهب الشيعي ليقول بشجاعة متجردة من خوف التهديدات بالانتقام، ليقول بأنه ضد عيسى قاسم وعلي سلمان وأنهما «خربا» البلد، هل لمثل هذه المواقف موقع من الإعراب لديكم يا من تدعون الدفاع عن حقوق الإنسان؟!
والله أمر يثير السخرية والغثيان في وقت واحد، يقولون إنهم من حقوق الإنسان، بينما الحقيقة أنهم في دفاع مع إرهابيين وانقلابيين والأهم في دفاع مع من سلب حقوق الإنسان وانتهكها وحكم على الناس بالسير معه إما باستغلال الدين وغسل الأدمغة، أو عبر الترهيب بالانتقام منه وإيقاع الضرر عليهم، وهناك حالات وثقت لبحرينيين وطنيين من شيعة هذا البلد تعرضوا لاستهداف وتم الإضرار بهم فقط لأنهم عبروا بحرية عن رأيهم ووقفوا مع قيادة بلادهم.
بالتالي حينما تدعي مجموعات خارجية على بلادنا بادعاءات كاذبة أو تستند على حقائق منقوصة، فإننا نسألها بصراحة عن موقفها من الأطراف الأخرى، وهل تحول الحق بالنسبة لديها اليوم للدفاع عن شخص يجلس مع الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني ذراع إيران العسكري، أو شخص يهدد بإدخال السلاح للبحرين لتنفيذ عمليات إرهابية؟!
مثل هذه التصريحات والبيانات لا نقيم لها وزناً في البحرين، لأنها مواقف مخجلة لأصحابها أصلاً، مواقف تضرب مصداقيتهم، لأنهم لا يرون إلا «بعيون عوراء»، بالتالي لهم منا الرد القوي على مواقفهم، الرد الذي يقول إنه مهما قلتم ومهما صرختم، فإن الحقيقة واضحة في البحرين، الإرهابي والمجرم والخائن لن تتغير صفته لأنكم تحدثتم أو صغتم بياناً أو حاولتم التدخل في شأن البحرين لتعطلوا القانون.
نلقمكم حجرا تلو الآخر، واصرخوا اليوم وكل يوم، البحرين لها قانونها الذي يسري على الجميع، شاء من شاء وأبى من أبى.