مجموعة من الحقائق أكدها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لدى لقائه عدداً من المسؤولين الأسبوع الماضي أولها أن ما حققته البحرين من تطور حقوقي وديمقراطي في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لا ينكره إلا أعمى بصيرة أو صاحب غرض بغيض ضد البحرين، وثانيها أن إنجازات البحرين تتحدث عن نفسها رغم المحاولات الميؤوسة للتقليل من شأنها، وثالثها أن المواطنين في البحرين سواسية في الحقوق والواجبات، ورابعها أن الحكومة لا تستهدف مواطنيها إلا بالخير ولا تعمل إلا لصالحهم، وخامسها أن الحكومة لا ترضى عن الممارسات التي يجرمها القانون كالتحريض على الإرهاب والعنف وبث روح الانقسام وتكريس الطائفية، وسادسها أنه في حال كهذه فإن من حق الحكومة ضمان الأمن والاستقرار والتصدي لكل محاولة تجر البلاد إلى أي منزلق يقوض أمنها واستقرارها أو يعرض السلم الأهلي فيها للخطر.
أما الحقيقة السابعة فأشار من خلالها صاحب السمو إلى واحد من أسباب هذا الذي يجري في البحرين وغيرها من البلاد العربية حيث قال «إن هناك تعاوناً مريباً ضد مصالح الأمة العربية وتحالفات غريبة للنيل من وحدتها مما يستوجب وقفة عربية موحدة لحفظ مصالح الأمة»، وهو ما يعني أن ما يجري في البحرين ليس إلا نتاج فعل أناس ينفذون مخططاً تم إعداده بدقة بغية النيل من الأمة العربية.
ما حدث هنا في السنوات الخمس ونيف الأخيرة ولا يزال يحدث يدخل في التفسير الذي تفضل به صاحب السمو، ولهذا فإن على دول مجلس التعاون بشكل خاص أن تنتبه إلى أنها ليست في مأمن وأن نجاح المخطط في البحرين يعني انتقال ما جرى فيها إليها.
عندما توفر الدولة كل شيء لمواطنيها وتهتم بتطوير كل الملفات بما فيها الحقوقي والديمقراطي وتؤكد مبادئ المساواة ومع هذا يأتي من يعتبر كل هذا أمراً عادياً أو ربما لا قيمة له فإنه لا تفسير له سوى أنه يعمل لأجندة خاصة، ويعني أن هناك مخططاً يتم تنفيذه بدقة متناهية.
ما هو متوفر اليوم في البحرين هو بالنسبة لآخرين كثر حلم غير قابل للتحقق، ومن يقول بغير هذا فالأكيد أنه يغالط نفسه. في إيران على سبيل المثال تعاني كل الملفات من حكومة الملالي التي تتحكم في الحقوقي والديمقراطي وفي كل شيء، ومن يقول بغير ما تقوله تعتبره مجرماً ولا تتردد عن اعتباره خارجاً عن الملة بل لا تتردد حتى إعدامه. لا مساواة بين المواطنين في إيران حيث أقربهم إلى الحكومة هو من يقول بقولها وينفذ أوامرها من دون مناقشة ومن دون تردد، ومن لا يتردد عن الدفاع عنها وعن قراراتها وإن كان هو المتضرر الأول منها. لا حقوق في إيران للمواطنين سوى تلك التي تقررها الحكومة ويؤكدها رجال الدين.
وسط وضع كهذا ومحاولات دنيئة لايزال من يقف وراءها مستمراً في تحريضه لضعاف النفوس وتزيين الأمر لهم فإن السبيل للإفلات منه هو كما قال صاحب السمو رئيس الوزراء أن «يضع الجميع نصب أعينهم المصالح الوطنية للحفاظ على مكانة البحرين»، وأن «تضطلع مؤسسات المجتمع المدني بدورها في الدفاع عن مصالحها وعما حققته من إنجازات ومكتسبات في العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى».
هذه بعض الرسائل التي أراد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان توصيلها إلى المواطنين كي ينتبهوا ويعرف كل واحد منهم المطلوب منه في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد وتمر بها المنطقة، فما يجري لا يراد منه سوى الشر، ومواجهة هذا الشر لا يكون إلا بهذه الطريقة.