مصطلح اقتصاد المعرفة من المصطلحات التي شاع ظهورها في الفترة الأخيرة، فملخص تعريف المصطلح هو أن تكون المعرفة هي المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي، ومن هنا ينتج لنا اقتصاد مبني على تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
فمثلاً تطبيقات التواصل الاجتماعي بدأت تظهر لها شركات ضخمة تدار بطريقة تكنولوجية بعيداً عن وجود مادة استهلاكية ملموسة، بل هي مادة استهلاكية غير ملموسة مبنية على المعلومات المعروضة بتلك التطبيقات والخدمات التي تقدمها للمستهلك وهي القاعدة الجماهيرية، أي أن الدول التي تملك هذه الشركات تشكل مصدر قوة لحجم المعلومات التي تملكها.
وللأسف فإن العالم العربي يملك قوة لا يستهان بها من الأرضية التكنولوجية إلا أنه حتى اليوم لا يملك قوة منافسة لاقتصاديات المعرفة التي تملكها دول أخرى مثل اليابان وأمريكا والكيان الصهيوني حيث تتصدر هذه الدول صرف مبالغ ضخمة للأبحاث العلمية والتي تصل للمليارات لتكون في مصاف الدول التي لها الأسبقية في المجالات العلمية لينعكس ذلك على النمو الاقتصادي لتحويل تلك الاختراعات كسلع للسوق العالمي.
إلا أن الأمر لا يتوقف عند ذلك فقد عمدت الشركات العالمية كشركة «فيسبوك» التوسع في خدماتها من خلال استحداث أكبر قدر من التطبيقات لوصول أكبر قاعدة من المستخدمين حول العالم، وبالتالي يكون حجم الإعلان فيها مبالغ مضاعفة وبالتالي ترتفع القيمة السوقية للشركة لتتفوق على شركات الطاقة ومصانع الأسلحة، حيث تبلغ قيمتها السوقية أكثر من 190 مليار دولار.
النظرة المستقبلية لدولنا هي أن زمن النفط بات مصدراً تمويلياً قديم الطراز ولا يمكن الاعتماد عليه في زمن اقتصاد المعرفة، فالسوق العالمي اليوم قائم على المعرفة فمن يملك هذا المخزون سيكون في مصاف الدول المتقدمة، فالدول التي تنتج المعرفة هي من تهاب منها الدول، والاهتمام بالعقول البشرية وتنميتها هي الخطوة المثلى ليكونوا القوة الحقيقية لكل كيان دولي، وللأسف أصبح اقتصاد المعرفة بعالمنا العربي قوة مهملة.
محلياً، إن الجهود التي تبذلها الدولة في هذا الجانب هي محل تقدير، وبالفعل هناك طاقات بشرية تملك كل الإمكانيات حتى إنهم نافسوا دولاً بعينها وحصدوا جوائز عالمية كآلاء عبدالرحيم وفاطمة الحواج وغيرها من الأسماء، وقد حظوا بتكريم على أعلى مستوى من قبل عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الراعي الأول للشباب البحريني، ولكن للأسف الشديد فإن وزارة شؤون الإعلام لم تجعل هذا الأمر ضمن خططها في التسويق للمخترعين والمبدعين البحرينيين حيث قام فريق بعمل برنامج للتسويق للاختراعات البحرينية إلا أنه بات في أحد أدراج المكاتب في هيئة الإذاعة والتلفزيون دون أن يستوعب المسؤول حجم الاستفادة للمملكة لنفس هذه النوعية من البرامج، فنتمنى أن تصدر التوجيهات من قبل الراعي الأول للشباب البحريني سمو الشيخ ناصر بن حمد بالاهتمام بتلك الطاقات على مستوى الفضائيات، وللأمانة فصحفنا المحلية كانت تغطيتها مشرفة بحق هؤلاء المخترعين.
زوايا محلية:
هناك استفسارات مهمة من قبل المواطنين عن قانون حماية المستهلك والذي يحتاج إلى حملات توعية أكثر شمولاً، بمعنى أن يتم خلق ثقافة أكثر حرفية لأن تطبيق القانون سيحفظ حقوق المستهلك والتاجر وينظم عملية الأسعار، فالخدمة الإلكترونية تحتاج لمزيد من التفعيل ونتمنى كشف الإحصائيات عن عدد الملاحظات الواردة لوزارة الصناعة والتجارة والسياحة ليكون للرأي العام اطلاع أكبر على تلك الجهود، خاصة أن الوزير زايد الزياني من الوزراء الفاعلين في سرعة الاستجابة بكل ما يطرح بوسائل الإعلام.
رؤية:
ثقافة التسامح هي أسمى ثقافة يمكن تنميتها في المجتمع، فالتسامح ليس اختراعاً، هي تربية ووعي يخلقه الأجداد للآباء ووصولاً للأبناء، التسامح هو أن تتعامل مع الجميع كجزء من عائلتك فمهما اختلفنا نبقى أسرة واحدة.