كمواطن أحب هذه الأرض وأثق تماماً بقيادتي التي لها ولائي الذي لا يتزحزح، تمثل كلمات وتوجيهات جلالة الملك حفظه الله خارطة طريق متجددة لها وقع إيجابي في نفوسنا.
حمد بن عيسى رجل لم نقبل الإساءة له، قابلنا نواياه الطيبة، وإرادته الملكية الشجاعة من خلال المشروع الإصلاحي بكل ثقة وإيمان وولاء، لذا حينما يتكلم رمزنا الأول فإن كلامه يدفعنا دائماً للتوقف عنده، ففيه رسالة مهمة بالضرورة، وفيه مضامين وطنية تجدد الاعتزاز والانتماء في النفوس.
استمرار العمل الوطني والبرامج التنموية في كافة القطاعات بما يخدم الوطن، كان هذا التصريح الأبرز لجلالته في لقاء عمل على مستوى القمة في البلاد، جمعه بصاحبي السمو الملكيين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله جميعاً.
صورة تغني عن ألف كلمة، تجمع قادتنا معاً في لقاء عنوانه البلد والناس وما يهمهم، ورسائله موجهة بشكل صريح لكافة المسؤولين في البلد، بأن الفترة القادمة تتطلب العمل الجاد والحرص الشديد على استمرار الإصلاحات ودوران عجلة التطوير والتنمية لأجل المواطن وصالحه.
البحرين حققت عديداً من المنجزات، وما يهم جلالة الملك ويؤكد عليه دائماً مسألة الحفاظ على هذه المكتسبات، باختصار لأنها حقوق للناس وتحققت نزولاً عند رغبتهم، ووصلت لمرحلة يتوجب على الناس أنفسهم الحفاظ عليها والدفاع عنها، والأهم البناء عليها، فمشروع جلالة الملك الإصلاحي قائم على عملية البناء المستمر، حقق الإنجاز وحقق التقدم ثم امضِ وفقه، ابنِ وعمر وكبر وطور، وإن كانت من أوجه قصور صلحها وأعد العجلة لتدور في مسارها الصحيح.
لم يتراجع حمد بن عيسى يوماً للوراء، في كل كلماته وتصريحاته ولقاءاته مع المسؤولين وعموم الشعب كان التحفيز اللغة التي يستخدمها، كان التذكير بمسألة الحقوق والواجبات أمراً حتمياً، فأحياناً وسط ظروف الحياة ينجرف الإنسان وراء أمور عدة، لكن معها لا يجب أن ينسى واجبه تجاه الوطن، فنسيان الوطن في كل تعاملاتنا يعني أننا نتحرك في غفلة عما يحيق به من مطامع وأخطار.
في دول أجنبية بعضها لا يحظى الناس فيها بما تحصل عليه أهل البحرين من مكتسبات، والمشكلة التي أصبحنا نعاني منها بأننا دائماً ما نرى الأمثلة التي تعلونا تقدماً رغم اختلاف الإمكانيات والظروف، ويؤثر ذلك فينا سلباً، في حين حتى ديننا حثنا على رؤية من هم أدنى منا لنتذكر نعم الله وأن حالنا أفضل من كثيرين لو كان بيدهم لتمنوا أن يعيشوا كما نعيش.
ورغم ذلك يبقى الطموح عالياً، تبقى الرغبة في التطوير والإصلاح والتقدم موجودة، ليس فقط لدى الناس، بل منبعها جلالة الملك نفسه، هذا الرجل الذي دائماً ما يحسسنا بالتفاؤل والأمل، والجلوس معه والاستماع إليه يجعل جسدك يقشعر من الإعجاب به والحماس الذي تولده كلماته وجمله ونصائحه وتوجيهاته.
ولأن لنا في جلالته أسوة حسة، فإنه في لقائه الأخير بالأميرين خليفة وسلمان سدد الله خطاهما، قدم لنا جلالته درساً في ثقافة التقدير، ومنح الرجال المخلصين حقهم إزاء عملهم المجتهد والمخلص تجاه الوطن، فكان الشكر الملكي مستحقاً للأمير خليفة لقيادته الحكيمة لحراك الحكومة وتحسينه وتطويره ومواكبته التغيرات والتحديات بما يحقق رضا الناس، وكذلك الإشادة المستحقة للأمير سلمان لجهوده الواضحة وعزمه ورؤيته الشبابية التطويرية المساندة لرئيس الوزراء في تطوير العمل الحكومي والنهوض بالخدمات.
الشعب الكريم، الشعب الطيب، كلمات لا تسقط من لسان ملكنا حفظه الله، مثلما كان والده الراحل أمير القلوب الشيخ عيسى بن سلمان رحمه الله، فتقدير الشعب لازم، وموقف الشعب لا ينساه جلالته، فهو موحد الشعب المخلص خلف راية البحرين، وهو الساعي دوماً لحمايتهم وحماية أرضهم.
مهما قلنا مدحاً في جلالة الملك لن نوفيه حقه، ولسنا في موقع نفاق ورياء مثلما يفعل بعض الذين سقطت أقنعتهم حينما شاركوا في محاولة اختطاف البحرين، فحمد بن عيسى ملكنا الذي لا نرتضي غيره، ولن نوالي غيره، ولن نبيع ولاءنا له، هو الرمز الذي من أجله نقف بقوة ضد الحاقدين والطامعين.
البحرين كدولة حراكها لن يتوقف، بفضل الله ثم بفضل رؤية جلالة الملك، وبفضل المخلصين الذين يرى جلالته أنهم أهل لثقته، وأنهم قادرون على حمل المسؤولية والعمل مع الحكومة لتحقيق رضا الناس وتحسين الخدمات وزيادة الإنتاجية.
مع رجل مثل حمد بن عيسى ومع شعب مخلص يضع يده بيد قائده دوماً، شمس البحرين أبداً لن تغيب.