التسامح خلق عظيم أوصت به جميع الأديان السماوية لما تحمله هذه الصفة من نبل وخلق عالٍ يبعد عن المجتمعات التعصب في جميع أمورها، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية. لا يمكن أن نعيش في جميع مراحلنا السياسية بنفس المستوى من التفاعلات، فالإنسان بطبيعته متسامح، ولكن درجة هذا التسامح تختلف من شخص إلى آخر، أي أن الخلفية التاريخية للنمو البشري أو بمعنى أدق الإرث الإنساني وما زرع بداخله من معتقدات هي من تتحكم فيه في مسألة درجات التسامح.ومن هنا ندخل إلى عالم الأسرة التي تشرف على تربية الأبناء، فغرس التسامح سمة أساسية تنعكس على المجتمع المحلي ليصل لمرحلة مهمة جداً عند مرحلة النضوج، ليكون حينها أساسيات التفكير لديه مبنية على التسامح، ولكن حينما نغرس فيه مفاهيم العداء للآخرين فينتج لدينا تلك صورة العداء لطرف أو مجموعة أطراف أو كيان، وبالتالي سيكون هذا الإنسان مبني على كراهية شخص دون شخص آخر.إذا ما الدور الذي تمارسه وسائل الإعلام سواء التقليدية والحديثة؟هنا يأتي مدى تقبل الإنسان لمجموعة الأطروحات التي تبثها تلك الوسائل، بحيث ستطرح وسائل الإعلام موضوعات تهدف أن تحتل مكانة متقدمة في الانتشار من دون الاهتمام بالمضامين الإعلامية، ووفق أطر بعيدة كل البعد عن أخلاقيات المهنة وحتى بعيدة عن التسامح.الطرح الإعلامي سيحدد العديد من التوجهات، وعلى هذا الأساس يمكننا معرفة مدى التسامح الموجود لدى تلك الشعوب من خلال القنوات الإعلامية لكل دولة، وخير مثال على ذلك أن الأشخاص القاطنين بالأرياف في الغالب يكونون أكثر تسامحاً وكرماً من الأشخاص القاطنين بالمدينة، نظراً للظروف التي يعيشونها، حيث إن الذين يعيشون في الأرياف لديهم نفس الأفكار والطباع بسبب أنهم بعيدون عن الفضائيات المنتشرة بالمدينة، في حين أن في المدينة تختلف الصورة، نظراً لتنوع تلك الثقافات، إلا أن انتشار وسائل الإعلام لها دور رئيس في نشر وزرع قيم التسامح، فنظرية المسؤولية الاجتماعية في الإعلام قد تلاشت بظهور الفضائيات وانتشار برامج التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت تلك القنوات تبحث عن التمويل من دون وضع أي مسؤولية تجاه الجمهور، ومن ثم فإن الانتشار هو الهدف الأساس لتلك الأبواق الإعلامية دون الأكتراث بما إذا كان المجتمع المستهدف متفكك أو متحارب بداخله، حيث إن التشريعات الإعلامية داخل تلك المجتمعات النامية لا يمكنها أن تتخذ إجراءات قاسية ضد تلك القنوات لأنها تندرج ضمن العولمة التي لا يمكن إيقافها مهما بذلت دولنا من جهود.الدول العربية أمام تحدٍ ضد كل هذا الموج الإعلامي الفاقد للمسؤولية الاجتماعية في تعزيز قيم التسامح، الذي يواجه قنوات تهدف لزيادة الشرخ الطائفي بين الأسرة الواحدة، مما يتسبب في هدم دولنا وسفك أرواحنا، فالموجة تتلوها أمواج أكثر إرتفاعاً، فصدها يحتاج الكثير والكثير من الجهود من الأسرة إلى التشريعات التي تحمي المجتمع من هذه الأمواج، أيضاً رجال الدين لديهم مسؤولية كبيرة في هذا المجال، فالتسامح مغروس لدينا منذ نعومة أظافرنا ولكن...!* زوايا محلية:توجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر، حفظه الله ورعاه، في الرد على كل ما يطرح بوسائل الإعلام والصحافة المحلية دليل على مدى اهتمام سموه بكل ما يطرح، إلا أن بعض الوزارات لا تزال تمارس سياسة التهميش للقضايا التي تطرحها الصحافة المحلية، ونتمنى أن نشهد الفترة المقبلة اهتمام أكبر من قبل الوزراء في الرد على الموضوعات التي تطرحها الصحافة وذلك ليكون الرأي العام على اطلاع على جهود الحكومة في خدمة الوطن، وخير دليل على ما ذكر أننا طرحنا 6 ملاحظات في مقالين مختلفين وإلى اليوم لم تستجب أي وزارة لما طرح!* رؤية:الحب كلمة تتكون من أربعة أحرف لكنها تعني الكثير والكثير، فبها تزول جميع الحواجز، عندما تخرج من القلب، فالمجتمع الذي يبنى على المحبة مجتمع لا يمكن أن يهدم.