من الأمور التي تحتاج إلى وقفة أن ذلك البعض الذي يعتبر نفسه «معارضة» ويتحرك من منطلق زعمه أنه في «ثورة» يعتقد أن من حقه أن يعبر عن نفسه بكل طريقة، وأن يفعل كل ما يريد ويمارس أعمال العنف والتخريب على هواه، ويصرح بما يشاء في الوقت الذي يشاء، وأنه ليس من حق الحكومة أن تمنعه أو تتخذ ضده أي إجراء، فإن فعلت اعتبره «معتدياً ومتجاوزاً لحقوق الإنسان.. وظالماً»، ودعا المنظمات الحقوقية الدولية إلى إدانتها واتخاذ موقف منها.
أمر لا يقبله العقل ولكن للأسف هو واقع ذلك البعض الذي يبدو أنه لايزال غير قادر على استيعاب فكرة أنه إنما يعمل على مواجهة دولة تمتلك كل الأدوات التي تتيح لها ردع كل من يتجاوز القانون وكل من يسعى إلى الإساءة إلى الوطن بطريقة أو بأخرى أو يعمل على قلب نظام الحكم بالقوة.
أن تعتبر أن من حقك أن تفعل كل شيء وتقول كل شيء وفي نفس الوقت تعتبر أنه ليس من حق الحكومة أن تفعل أي شيء للرد على ما تقوم به وتقوله فهذا يعني أنك تعاني من مشكلة في خبراتك وتجاربك وتفكيرك، ذلك أنه من غير المنطقي ولا المعقول أن تقف الحكومة هكذا مكتوفة الأيدي ولا تدافع عن نفسها ولو بكلمة أو فعل صغير، ولا تحرك ساكناً.
عبر الفضائيات «السوسة» التي تدعم ذلك البعض باستضافته في كل حين وتوفر له مساحات كبيرة ليتحدث فيها كما يشاء، بمناسبة ومن دون مناسبة، يقول متحدثون باسمه إن «الحكومة تريد أن تضعفنا»، وإنها «تسعى لتضييق الخناق علينا»، وإنها «تعتقل عناصر منا»، وإنها «تحيل بعضنا إلى النيابة العامة والمحاكم»، وإنها «تمنع البعض من السفر إلى الخارج»، وإنها وإنها وإنها (...). من يسمعهم من الطبيعي أن يضحك، ذلك أنه من الطبيعي، بل من الطبيعي جداً، أن تقوم الحكومة بكل هذا وأكثر من هذا، وإلا ضاعت الأمور وتضرر المواطنون والوطن.
ما لا ينتبه إليه ذلك البعض هو أن من حق الآخرين الذين لا يشاركونهم أحلامهم وجنونهم على الحكومة أن تحميهم وتوفر لهم الأمن والأمان، وأنه لهذا فإن من واجبها أن تعمل بكل قوتها وتوظف كل ما يتوفر لديها من أدوات لتفعل كل ذلك، وأكثر من ذلك، فمن غير المعقول أن تترك الحكومة فئة، مهما كبرت ومدت بأسباب الشراسة أن تخرب وتمارس العنف «على كيفها» وتربك حياة المواطنين والمقيمين وتؤثر على مستقبلهم ومستقبل الوطن.
الشعارات التي يرفعها ذلك البعض والتي تغري بعض المنظمات الحقوقية الدولية لدعمه والتسويق له وتأمل أن تفتح برفعها أمامه الباب لكسب التعاطف الذي ينشده، أياً كانت تلك الشعارات فإنها لا يمكن أن تسلب الحكومة حقها في الدفاع عن نفسها وعن الشعب ولا عن القيام بواجبها واستخدام أدواتها، لهذا فإن الحكومة تعمل على توظيف ما بيدها من أدوات لوضع حد لكل ذلك الذي يقوم به ذلك البعض ولتعيد الهدوء والاستقرار لهذا البلد.
من حق الحكومة أن تستغل وتوظف كل أداة تمتلكها لإخراج البلاد من هذه المشكلة التي تم التخطيط لها وخلقها بالتعاون مع جهات أجنبية، ومن واجبها أن تقوم بحماية شعبها والوقوف بقوة في وجه كل من يريد به السوء وأن تحافظ على استقرار البلاد.
ما تقوم به الحكومة من أجل تحقيق كل ذلك حقها وواجب عليها، واتهامها بفعل كذا وكذا وأنها تريد التضييق على ذلك البعض وإفشال تحركه أمور لا تنكرها بل على العكس تفاخر بها ويفتخر بها كل مواطن صار يعرف ما يراد لهذا الوطن.