نقول «من فرح صبي فرح نبي»، مقولة تحمل في طياتها الكثير من المعاني الجميلة التي تحث على إدخال السرور والفرح في قلوب الأطفال، الكلمة الحنونة تسعدهم، والابتسامة ترضيهم، وتلبية حوائجهم تجعلهم أسعد الناس، جميعها تشعر الأطفال بالطمأنينة والراحة، إلا أن تلبية جميع احتياجات الأطفال تكون مقترنة بالإمكانيات المادية لكل أسرة، فالحاجات تتنوع من طفل إلى آخر، فهناك أسر لا تستطيع أن تضمن قوتها اليومي، وبالتالي لا تستطيع أن تلبي احتياجاتها، حتى وإن كانت أساسية، فبعض الأساسيات تعتبر عند بعض الأطفال كماليات، وقد تبدو الكماليات عند البعض أساسيات، بل هي حياة أو موت، وبين هؤلاء الأطفال وأولئك، فهي أرزاق قدرها المولى عز وجل لخلقه.
الوعي بأهمية المسؤولية المجتمعية بدأ يشق طريقه إلى الأمام، فما عادت مسؤولية المجتمع ملقاة على الحكومة فقط، بل هي مسؤولية مشتركة بين الجميع كمؤسسات عامة وخاصة وأفراد، وما يفهمه البعض بأن ما تقوم به بعض المؤسسات والجمعيات ليس عملاً خيرياً بقدر ما هو مسؤولية تقع على عاتق كل فرد من أفراد المجتمع، كمساهمة منهم للنهوض بالمجتمع وسد ثغرات الاحتياجات الأساسية، والعمل على تحسين المعيشة للمجتمع.
جمعية «أمنية طفل» بدأ عملها التطوعي والخيري من خلال تحقيق أمنيات الأطفال البسيطة -كعمل فردي- حرصوا على تحقيق أمنيات اليتامى والمرضى منهم والأسر ذوي الدخل المحدود، وكانت بداية هؤلاء الأفراد قبل الإعلان عن الجمعية بداية فردية، فجهودهم واضحة، فقد لامس المجتمع كيف أدخل أعضاء هذه الجمعية السرور في قلوب بعض الأطفال، الأمنيات كانت بسيطة جداً بحجم قلوب الأطفال الصغيرة، كانت ما بين حاجات مادية ومعنوية، مثل شراء بعض لوازم المدرسة وبعض الملبوسات والأشياء الإلكترونية الضرورية في الممارسة اليومية، كما كانت زيارة بعض المناطق داخل البحرين أمنية حققتها لهم جمعية «أمنية طفل»، وأياً كانت هذه الأمنيات البسيطة فستظل أمنية حتى تتحقق، وإن تحققت فهي بفضل من الله ومن ثم من أصحاب الأيادي البيضاء.
العمل التطوعي في المجال الإنساني والخيري يحتاج إلى تفكير دائم في كيفية المساعدة، وماذا يقدم من مشروع أو خدمة للمجتمع، وما لهذا المشروع من أثر على الأطفال، مع الاهتمام بأن يشمل هذا المشروع معظم الأطفال وليس قاصراً على طفل أو طفلين، وبالتأكيد أثر هذه المشاريع سيكون واضحاً على الأسرة والمجتمع بعد ذلك.
جمعية «أمنية طفل» لامست أهمية تجديد غرفة ترفيهية خاصة بالأطفال في قسم عبدالله كانو لأورام الأطفال بمستشفى السلمانية، فمن باب المسؤولية المجتمعية وحرص الجمعية على تقديم ولو أبسط الأشياء لأطفال يعانون الألم من هذا المرض «شفاهم الله»، أصبحت هذه الغرفة جاهزة ومزودة بوسائل ترفيهية وتثقيفية، وستفتتح الأحد المقبل برعاية وزيرة الصحة، لعل وعسى أن تخفف هذه الغرفة لوعة الانتظار لتلقي العلاج.
هذه هي النماذج الطيبة من بعض المؤسسات والجمعيات والأفراد الذين يبادرون بتقديم العمل الخيري كمسؤولية مهمة تتماشى مع احتياجات المجتمع، وإيجاد الحلول لبعض النواقص في البلاد، من خلال مشاريع مهمة لها تأثيرها الواضح على المجتمع كتكافل اجتماعي يساهم في استقرار الأفراد والمجتمع في جميع النواحي.
باختصار «أمنية طفل» هي أمنية مجتمع، والمسؤولية المجتمعية هي روح المواطنة الحقيقية، والرسالة الموجهة للجميع لنجعل المسؤولية المجتمعية تسير بسرعة القطار لا ننتظر الدعم من الخارج فالخير موجود في البلد.