كثيراً ما أجالس أشخاصاً لديهم غزارة في العلم والفكر، فقد أصاحب شخصاً غنياً أو شخصاً فقيراً، أو مسؤولاً أو موظفاً بسيطاً، أو شخصاً معروفاً أو شخصاً منسياً. كل ما يهمني هو أن يكونوا مشتركين في المنطق، وأن يكون بيننا تناغمٌ فكري رغم اختلاف الآراء. ومن الأمور التي تجعل ثقافة البعض مترنحة الخوض في المجادلات التي لا تؤدي إلى نتيجة، ومن السهل توجيه الانتقادات للغير، ومن الشجاعة تلقي الانتقادات ومواجهتها.
لقد تشبع الناس من الجوانب النظرية لمجالات الحياة المختلفة، إذ أنه من المفترض أن تهدف تلك النظريات إلى خدمة الإنسانية وتدعيم العلوم، وأن تجعل الخطط والرؤى التي تتبناها موضع التنفيذ، لكن معظم تلك النظريات جعلت العالم والناس حقلاً للتجارب. كما أن معظم تلك النظريات مرتبطة بحالاتٍ أو أماكن أو فتراتٍ معينة، فكل علمٍ أساسه راسخ، وما يتفرع منه ينضب ويتجدد.
وبالنسبة للنصائح والإرشادات الموجهة للجمهور في سبيل تطوير الذات، فهي ليست قرصاً يتناوله الشخص لكي يشعر بالراحة والسكون، وإنما هي قواعد استرشادية لتهذيب النفس أو تغيير نمط الحياة نحو الأفضل. وتكمن المشكلة هنا في أن كثيراً من الناس يعتمدون كلياً على قدراتهم الغرائزية للتغلب على مشاكلهم، دون أن يبحثوا عن الوسائل المثلى للتغلب على تلك المشاكل أو أن يتعرفوا على مواضع الخلل. وفي معظم الأحيان، ستجد تبعات المشكلة أشد خطورة من المشكلة ذاتها.
والإنسان دائماً في سباقٍ مع الزمن، فاللحظة قد تكون مجرد ثواني معدودة أو حتى أجزاء من الثانية، لكنها تصبح ممتدة عندما نعيشها أو نشعر بها، قال لي أحد أساتذتي: «أسرع شيءٍ في الدنيا هو الزمن».
إن قراءة كتب التاريخ - بما في ذلك المذكرات - لا تعني بالضرورة أن الإنسان يصدق كل ما يُكتب، ولكنها تجعلنا نحلل ونقيم ونعيد قراءة التاريخ حسب القناعة التي ترسخت لدينا.
وقد يتسأل المرء: هل العمل هو الحياة أم أنه ركنٌ من أركانه؟ العمل بابٌ من أبواب الرزق. ومع ذلك، فإنه يتوجب على الإنسان أن يجعل حياته متزنة وأن تكون له مشاركات واهتمامات جانبية كما ذكرنا في مقالٍ سابق، إذ لابد من اتخاذ الأساليب المناسبة لتجديد الطاقة والإقبال على العمل بشكلٍ أفضل. وقد أعجبتني محاضرة قدمتها الدكتورة جري بوليو «Geri Puleo» في جامعة سيتون هيل «Seton Hill University» بولاية بنسلفينيا الأمريكية، حيث تناولت المحاضرة مسألة الضغط النفسي الناتج عن العمل، ويمكنكم مشاهدة هذه المحاضرة عبر موقع «يوتيوب».
ختاماً، أقول للإخوة والأخوات المتوجهين إلى الأراضي المقدسة: هنيئاً لكم حج بيت الله الحرام، وأسأل المولى عز وجل أن يتقبل دعاءكم وأعمالكم، وأن يعيدكم إلى أوطانكم وأهليكم سالمين غانمين.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}