تناولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية مجموعة من مقاطع «فيديو» لنائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهو يتجول في بعض مؤسسات الدولة، وشملت الزيارة التي بدأت الساعة السابعة والنصف صباحاً، مقار كل من بلدية دبي ودائرة الأراضي والأملاك ودائرة التنمية الاقتصادية ومطار دبي الدولي ليتفقد سير العمل فيها، فكانت بعض مكاتب المسؤولين خالية من المديرين الكبار، وجاءت قرارات إحالة عدد من الموظفين إلى التقاعد بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
بعد هذه الزيارة المهمة كتب حاكم دبي مجموعة من التغريدات المهمة على أشهر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، فكان أهم ما كتب حول هذا الموضوع: «المرحلة القادمة تتطلب فكراً جديداً، ودماءً جديدة، وأفكاراً مختلفة لمرحلة نمو جديدة في الإمارات زادت فيها التحديات واتسعت الطموحات وارتفع سقف التوقعات». وقال أيضاً «جمعت فريق عملي اليوم لجلسة عصف ذهني، راجعنا خلالها أداءنا، وناقشنا مجموعة من الأفكار والمبادرات الجديدة». كما تحدث في تغريدة أخرى عن التاريخ الذي كان سبب كل هذا الإنجاز الوطني قائلاً: «الوظيفة الحكومية حياة كاملة في خدمة الناس، ودولة الإمارات قامت على ثلة وهبت نفسها وحياتها لوطنها.. يتقدمهم في ذلك زايد وراشد طيب الله ثراهما». بهذه التغريدات الصريحة، وضع سمو الشيخ محمد بن راشد الخطوط العريضة التي يجب أن تسير عليها دولة الإمارات العربية المتحدة نحو مستقبل خالٍ من الفوضى والكسل والمحسوبية والشللية، لتكون مضرباً للأمثال بين دول العالم الثالث.
ليس هذا وحسب، بل شدد حاكم دبي في أحد اجتماعاته الأخيرة التي انتشرت عبر مقطع مصور على ضرورة «إزالة العوازل الزجاجية وأبواب مكاتب المديرين حتى لا يغلق أحد مكتبه عن المتعاملين»، وأضاف «مررت بدائرة حكومية بشكل مفاجئ، فتعجبت من كثرة المديرين خلف الأبواب المغلقة فأمرت بنجار في اليوم نفسه لخلعها جميعها».
بهذه العقلية تنهض الدول، وبمثل هذه الزيارات يستقيم المعوج وتنتظم أمور الرعية، فلا مسؤول فوق النقد أو فوق الوطن والمواطن، ولا يجوز في دولة القانون أن يكون هناك حراس وحجاب بين الوزير وبين المواطنين، بل لا يجب أن تبنى جدر من إسمنت أو حتى من زجاج في وجه الجميع لمنع المواطن من أن يبدي رأيه في الخدمات المقدمة له. في الدول المتقدمة لا توجد صفحة للقراء يستجدون طلباتهم من مسؤول كسول، بل يستطيع الناس هناك أن يلتقوا بالوزير في مكتبه متى أرادوا. هذه العقلية التي سعى لها حاكم دبي من دون مقدمات أو مجاملات فكانت النتيجة أن أطاح بمديرين كبار بسبب تأخرهم عن موعد دوامهم الرسمي، أما في حال اكتشف وجود فساد ما، فإن السجن سيكون مصير المفسدين.
شكراً سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فلقد أعطيتنا دروساً في الشفافية والوطنية والغيرة على حياة مواطنيكم، كما كانت زيارتك التاريخية لمكاتب الكسالى من أجل تصحيح مسارها مضرباً للأمثال في كل العالم، وما أحوج الكثير من دولنا لمحمد بن راشد.