كتب – وليد صبري:
أكد سفراء ودبلوماسيون أجانب أن «مملكة البحرين تعيش تطوراً ديمقراطياً في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى»، مشيرين إلى أن «الحكومة البحرينية تعمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الدائم لشعبها». وأضافوا في تصريحات لـ «الوطن» بمناسبة احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في يومي 16و17 ديسمبر إحياءا لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي عام 1783م، والذكرى 42 لانضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 14 لتسلم جلالة الملك المفدى مقاليد الحكم أن «السياسات الحكيمة لجلالة الملك تعزز علاقات البحرين بدول العالم»، موضحين أن «المجتمع الدولي يقدر جهود البحرين في تحقيق التوافق الوطني». وأشاروا إلى «تقدم المملكة في مختلف المجالات، خاصة مجالات الاقتصاد وحقوق الإنسان والحريات المدنية». وشدد السفراء والدبلوماسيون الأجانب على «دعم بلادهم للاستقرار في البحرين ولكل الجهود الرامية إلى ذلك، ومعارضتهم لأي تدخل في الشؤون الداخلية للمملكة».

علاقات طويلة الأمد
من جهته، قال سفير بريطانيا لدى مملكة البحرين إيان لينزي إن «العلاقات البريطانية البحرينية علاقات طويلة الأمد، تمتد لأكثر من 400 عام، وذلك عام 1616 بعد تأسيس شركة الهند الشرقية في الخليج، ويوجد في مقر إقامتي هنا في البحرين صورة للأدميرال نيلسون وذلك تقديراً وعرفاناً مني له كضابط بحري على متن سفن الملاحة التابعة لشركة الهند الشرقية والتي دخلت الخليج العربي في أواخر القرن الثامن عشر، وأول اتفاقية صداقة بين بلدينا تعود إلى عام 1816، وهي أول معاهدة بين المملكة المتحدة ودولة خليجية، ولهذا فنحن في العامين المقبلين، وصولاً إلى عام 2016، سوف نحتفل بالذكرى المئوية الثانية للعلاقات الثنائية بين البلدين».
وشدد لينزي أن «الأهمية البالغة للجوانب الأمنية والاقتصادية للعلاقات بين البلدين منذ أمد بعيد، ومع الاتفاق الذي يمنح الحماية وحرية الملاحة في الموانئ البحرينية للسفن البريطانية الهندية كان من عام 1820 وحتى عام 1970 ووفرت بريطانيا الحماية للبحرين، وأصبحت البحرين مركز الاهتمام البريطاني في الخليج في العديد من النواحي، السياسية، والعسكرية، والإدارية، والتجارية واللوجستية، ولهذه الأسباب أصبحت البحرين أول محور حيوي في الخليج، ولهذه الأسباب تشعر بعالمية البحرين، ولهذه الأسباب تتحدث البحرين الإنجليزية بشكل مدهش».
وأوضح لينزي أن «العلاقات بين البلدين هي علاقات وثيقة الصلة للغاية، لا تعتبر مفاجأة على الإطلاق أهمية البحرين لبريطانيا والعكس صحيح أيضاً، فالعلاقات لا تقتصر على المصالح فقط، هناك ألفة وحميمة في هذه العلاقة لا تجد له مثيل في المنطقة، إن العلاقة بين العائلتين الحاكمتين وثيقة للغاية، مقارنة بغيرها في المنطقة، ومعظم البريطانيين الذين أقابلهم في البحرين عاشوا في دول أخرى في المنطقة، يقولون لي بأنهم يشعرون بأنهم مرحب بهم للغاية في البحرين كأنهم في بيتهم، وللبحرينيين، فإن لندن تعتبر بمثابة البيت الثاني بعد بيتهم الأصلي، هاتان الجملتان هما أكثر جملتين أسمعهما عند الحديث عن بريطانيا وعن لندن، فالبحرينيون يدرسون ويعملون في بريطانيا، والبحرينيون يمتلكون مشاريع وأملاكاً في بريطانيا، ويقضون إجازاتهم فيها أيضاً».
وتابع السفير البريطاني «في اجتماعاته مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وكان آخرها في أغسطس الماضي، قال جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إن «بريطانيا هي شريك البحرين الطبيعي»، وبأنه «يرغب في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، ويرغب في رؤية المزيد من الشركات البريطانية في السوق البحريني»، وهذه الرغبة كانت متبادلة من الجانبين».
وذكر لينزي أنه «على الصعيد السياسي، وكما لاحظ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ خلال حضوره جلسات «حوار المنامة» هذا الشهر، لا تزال المملكة المتحدة تدعم وتساند حكومة البحرين في جهودها من أجل إصلاح القضاء وحقوق الإنسان، وذلك من أجل زيادة القدرات في مجال تعزيز التدريب في مجال حقوق الإنسان، ونحن ندرك بأن الإصلاح المستمر والشامل يحتاج إلى المزيد من الوقت، ونحن نطلب من الحكومة، كحليف وكصديق قريب، أن تقوم بالبناء على الخطوات المرحبة التي قامت بها، وأن جميع التوصيات والتقارير التي قبلت بها الحكومة سوف يتم تنفيذها وتطبيقها بشكل كامل قريباً».
وصرح لينزي أنه «من المفيد للغاية تذكر كلمات وزير الخارجية في خطابه أمام حوار المنامة عندما قال «أشكر بالتحديد سمو الأمير ولي العهد، لديك احترامنا وتقديرنا البالغ، ليس فقط كصديق للمملكة المتحدة وللشعب البريطاني، ولكن كقيادتك بين أبناء الشعب البحريني، كما إنك، وجلالة الملك، وأقرانكما وزملاءكما تعملون من أجل تحقيق الاستقرار الدائم في البحرين الذي يستحقه جميع البحرينيين، وسوف تبقى المملكة المتحدة صديقاً لكم، تدعم الإصلاح البناء الذي تنشدونه، وندعو كل الأطراف من أجل أن تلعب دوراً بناء في عملية الحوار السياسي». وأوضح السفير البريطاني أن «العلاقات في المجال الدفاعي وثيقة للغاية، والبحرية الملكية موجودة في البحرين منذ عام 1935 وسلاح الجو الملكي منذ عام 1943، والقوات البريطانية منتشرة في منطقتين في البحرين، والمقر الرئيس للبحرية الملكية في الخليج والمحيط الهندي، مما يجعل البحرين أكثر الموانئ ازدحاماً خارج بريطانيا، وكذلك توجد كتيبة لسلاح الجو الملكي في المحرق».
وشدد لينزي على أن «البحرين بلد مضياف كريم، ويوفر الدعم لهاتين البعثتين المهمتين استراتيجياً، واللتين تساهمان في توفير الأمن ليس للبحرين والخليج فحسب بل للمنطقة والمجتمع الدولي بصورة عامة». وأضاف لينزي «نقوم حالياً بتوسعة تعاوننا الدفاعي والأمني مع البحرين وباقي دول مجلس التعاون الخليجي على المدى الطويل، ونحن ملتزمون بتعزيز هذه العلاقات والروابط بناء على المصالح المشتركة والتفاهم المشترك».
وبين أنه «على صعيد المجال الاقتصادي، فبعد تشجيع جلالة الملك على قدوم المزيد من الشركات البريطانية للبحرين، فإن عدداً كبيراً من الوزراء يبحثون توقيع اتفاقيات جديدة مع الشركات البريطانية، ونحن الآن نتطلع إلى مزيد من الفرص الإيجابية في مجال قطاع الأعمال، والصيف الماضي، شهدنا افتتاح مصنع «Reckitt Benkaiser»، الذي يعد أول مصنع بريطاني في البحرين منذ سنوات عديدة، وذلك في مدينة الشيخ سلمان الصناعية، كما تم الشهر الماضي توقيع العديد من الاتفاقيات بين جهاز المساحة وعدد من المعاهد التعليمية البريطانية، وسترى النور قريباً، عدد من المشاريع الهامة مثل توسعة بابكو، وتوسعة مطار البحرين الدولي، ومشاريع النقل العام ووسائل الاتصال، ويوجد اهتمام بريطاني بالغ بهذه المشاريع، كما أن مؤتمر الصيرفة الإسلامية الذي عقد في لندن نهاية أكتوبر الماضي، والذي حضره صاحب السمو الملكي ولي العهد، سيقود إلى مزيد من التعاون في مجال الصيرفة الإسلامية بين البلدين، والذي سوف يتم بحثه في مؤتمر الصيرفة الإسلامية القادم في البحرين، وكذلك أثناء زيارة عمدة لندن فيونا وولف للبحرين في فبراير المقبل».
وتابع السفير البريطاني «لقد قمنا بعمل حفل إعلامي لتدشين أسبوع بريطانيا في البحرين، والذي سيقام في الفترة من 15 يناير المقبل وحتى 22 من الشهر نفسه، تحت رعاية جلالة الملك، بالتزامن مع معرض البحرين الدولي للطيران، وهذا الأسبوع البريطاني يعد عاملاً مهماً في الاحتفال بالذكرى المائتين للعلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات».
ديناميكية اقتصادية
من ناحيته، قال سفير فرنسا في البحرين كريستيان تيستو إن «صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يحرص دائماً على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين اللذين تربطهما علاقات متينة مبنية على الثقة والصداقة ولقد كان صاحب الجلالة من بين قادة الدول الأوائل الذين استقبلهم رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند في 23 يوليو 2012 بقصر الإليزيه بُعيد تعيينه. وبهذه المناسبة فقد قرر الرئيس الفرنسي وصاحب الجلالة تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين، وذلك عن طريق إنشاء لجنة ثنائية بحرينية فرنسية تمثل إطاراً لتحديد توجهات التعاون في الميدان السياسي والاقتصادي والثقافي والتعليمي، وتم عقد الاجتماع الأول لهذه اللجنة يوم 28 نوفمبر الماضي».
وفي رد على سؤال يتعلق بمسار التنمية في البحرين تحت حكم جلالة الملك، قال السفير تيستو إن «البحرين شهدت منذ وصول صاحب الجلالة إلى سدة الحكم تطوراً ديمقراطياً ملائماً، وذلك بالتصديق على الميثاق الوطني لسنة 2001 وخاصة إنشاء مجلس وطني منتخب عبر دستور سنة 2002 وبالتوازي مع ذلك فقد أثبتت المملكة ديناميكيتها الاقتصادية من خلال تثمين مميزاتها مثل تنوع مجالات الأنشطة الاقتصادية في المملكة واعتماد قوانين الجودة خاصة في المجال المصرفي، وكذلك تواجد المؤسسات الرائدة في المجال الاقتصادي، سواء كانت حكومية أو خاصة كما تتمتع البحرين بموارد بشرية ذات كفاءة عالية، ولقد واكبت فرنسا هذا النمو الاقتصادي على امتداد الخمس عشرة سنة الأخيرة من خلال عدد من الاستثمارات المهمة لا سيما في مجال الطاقة والبنية التحتية».
وذكر تيستو أن «البحرين تنتمي إلى مجموعة إقليمية مميزة وهي تتابع المسائل العالمية الكبرى باهتمام وقد كانت سنة 2013 على وجه الخصوص حافلة بالمناسبات المهمة برز فيها دور الدبلوماسية البحرينية النشيط حيث ترأست البحرين مجلس التعاون لدول الخليج، ولعبت المملكة دوراً دبلوماسياً هاماً في العديد من القضايا الأخرى، كما شاهدناها مؤخراً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك حيث كان وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة حاضراً وفاعلاً، كما تشهد الزيارات التي قام بها صاحب الجلالة إلى أوروبا وآسيا على الأهمية الكبرى التي يوليها العاهل للسياسة الخارجية للمملكة والتي من أبرز أهدافها تعزيز السلام والأمن في المنطقة».
أمن واستقرار
من جانبه، قال سفير روسيا في البحرين فيكتور سميرنوف إن «العلاقات الروسية البحرينية لها طبيعة مستقرة وودية، وزيارة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى موسكو في عام 2008، لها تأثير فريد على تعزيز التفاهم المتبادل وتوسيع التعاون بين البلدين قي المجالات المختلفة، ويثير ارتياحنا تقارب المواقف بين البلدين تجاه القضايا الدولية والإقليمية الأساسية، وقد تم تأكيد ذلك أكثر من مرة خلال المشاورات السياسية ولقاءات وزراء الخارجية بين البلدين».
وأضاف السفير الروسي أن «البحرين ترحب بجهود روسيا الاتحادية كمشارك فعّال للعملية الدولية لتسوية القضية المتعلقة ببرنامج إيران النووي وجهودها على الصعيد الدولي من أجل الحل السياسي للأزمة السورية وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل».
وأشار إلى أن «رئاسة البحرين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تميزت خلال السنة الجارية بالمستوى العالي من التفاهم المتبادل مما تم إثباته بالمقابلة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف و»ترويكا» مجلس التعاون الخليجي على هامش الدورة الـ 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر الماضي».
وأعرب السفير عن «سروره من زيادة حجم التعاون في المجال الثقافي بين الدولتين، وجدير بالذكر، الاهتمام المتزايد بجولات المجموعات الإبداعية الروسية إلى البحرين بما فيها ممثلو الباليه الروسي، ومن الملاحظ أن هناك اهتماماً ملموساً في البحرين بالمعارض الروسية، واهتمام الروس بالمعارض البحرينية خاصة التي تقام في موسكو وسان بطرسبرج مما يساعد شعبي الدولتين على التعرف على بعضهما بصورة أقرب».
وقال السفير الروسي إن «زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتجاري يتضمن تطوير السياحة، ونعتقد أن تنظيم المعرض التجاري الصناعي الروسي في البحرين في 2014 سيصبح حدثاً بارزاً جديداً في علاقاتنا».
وشدد السفير الروسي على أن «موسكو تؤيد الحوار الوطني في البحرين، والذي يهدف إلى توحيد المجتمع من أجل مصالح كل الشعب البحريني، ويوفر الأمن والاستقرار في المملكة، وفي هذا السياق نشيد بجهود حكومة البحرين المتتابعة الرامية إلى تنفيذ الإصلاحات التي أطلقها جلالة الملك، ونحن متأكدون أن الشعب البحريني وقيادته يمتلكون القدرة الكافية للتغلب على كل العوائق في الطريق نحو المصالحة الوطنية دون الحاجة إلى أي تدخل خارجي، لا يمكن تبريره».
وقال إن «البحرين تمارس سياسة نشيطة متعددة التوجهات، وهناك تأثير بالغ للزيارات التي يقوم بها جلالة الملك، وصاحب السمو الملكي ولي العهد، النائب الأول لرئيس وزراء البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خاصة إلى دول آسيا، وقد عادت هذه الزيارات بالنتائج المتميزة في المجالين السياسي والاقتصادي».
وقال إن «بلاده تتابع باهتمام سياسة البحرين النشيطة في الميادين الدولية، بما فيها ترؤس المملكة للدورة السابقة لدول مجلس التعاون الخليجي، لأن سياسة البحرين تتميز بمبادئ وأولويات السلام والأمن، واحترام السيادة والاستقلال القومي لدول العالم، وعلى هذا الأساس نحن نجد بسهولة لغة مشتركة مع المملكة».
استقرار ورخاء
من جانبه، قال سفير الصين في البحرين لي تشيـن «يشرفني بمناسبة العيد الوطني لمملكة البحرين أن أتقدم نيابة عن الصين قيادة وحكومة وشعباً بأحر التهاني والتبريكات إلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء نائب القائد العام وإلى حكومة البحرين والشعب البحريني الصديق».
وأضاف أن «الصين تنظر بإعجاب لإنجازات التقدم والتنمية التي حققتها البحرين بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وتسجل تقديرها للدور الإيجابى والمميز الذي تلعبه البحرين في المنطقة وفي المحافل الدولية وتتمنى لمملكة البحرين مواصلة الاستقرار والتقدم والرخاء».
وأوضح أن «الصين والبحرين وشعبيهما يرتبطان بصداقة قديمة وكانت الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك إلى الصين في شهر سبتمبر الماضي تتويجاً لهذه العلاقة وساهمت في تقوية الثقة السياسية المتبادلة وإعطاء دفعة قوية لمزيد من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات».
وأشار إلى أن «الصين تدعم الاستقرار في البحرين وتؤيد كل الجهود الرامية إلى ذلك ومنها الحوار الوطني الذي دعا إليه جلالة الملك وتعارض أي تدخل في شؤونها الداخلية»، معرباً عن «رغبة بلاده في المزيد من التعاون بين البلدين وفى كافة المجالات بما يحقق الخير للبلدين والشعبين».
سياسات متوازنة
وقال سفير اليابان في البحرين شيجكي سومي إن «الملك حمد اختار اليابان كأول بلد آسيوي يزوره، وبدوري أود أن أعرب عن تقديري لهذه الزيارة، والتي تعتبر شهادة على ما توليه البحرين من أهمية في سياساتها الخارجية إلى اليابان، كما قام جلالته بزيارة إلى كل من تايلند والصين، وهذا يسر اليابان، كونها الرائدة في سياسة البحرين الجديدة نحو اَسيا، وقد تلت زيارة جلالة الملك لليابان زيارات أخرى قام بها صاحب السمو الملكي ولي العهد لليابان ورئيس الوزراء الياباني السيد شينزو اَبي إلى البحرين».
وأضاف سفير اليابان «لقد أسهمت تلك الزيارات بتطور العلاقات الثنائية لا سيما على المستوى التجاري حيث شهدت زيادة في الاستثمارات اليابانية في البحرين، وحققت المباحثات السياسية بين البلدين زيادة في التعاون في مختلف المجالات».
وذكر السفير الياباني أن «جلالة الملك يبادر بسياسات حديثة في دول مجلس التعاون الخليجي ويبدو ذلك بارزاً من خلال المصادقة على الدستور، والتحول إلى ملكية دستورية، وعندما وقعت الأحداث في عام 2011 أمر جلالته بإعداد تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق الذي أسهم في أستقرار الوضع الداخلي، واستناداً إلى مبادرة جلالة الملك أتوقع تطور البحرين في المستقبل لتصبح مركزاً في دول مجلس التعاون».
وشدد سفير اليابان على أن «جلالة الملك انتهج سياسة خارجية تركز على أهمية آسيا لكي توازن البحرين في علاقاتها بين الشرق والغرب لتكمل سياساتها وعلاقاتها مع دول مجلس التعاون والعالم العربي والدول الغربية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة». وخلص إلى أن «البحرين تاريخياً تعد نقطة للربط بين اَسيا وأوروبا، ومن هنا أعرب عن تقديري لمواقف جلالة الملك بإحياء تلك الروابط».
تلاحم وطني
من جانبها، أكدت سفيرة تركيا لدى مملكة البحرين هاتون ديمرير أن «الجمهورية التركية تؤيد الاستقرار والازدهار والسلامة الإقليمية لمملكة البحرين، ونحن على يقين أن الاستقرار والأمن في البحرين هو أمر حاسم بالنسبة للمنطقة ككل»، مشيرة إلى أن «العلاقات البحرينية التركية تقوم على الاحترام المتبادل، وقوة العلاقات الثقافية والتاريخية، أما العلاقات السياسية بيننا فهي في أرقى مستوياتها بامتياز، ونحن نتقاسم نفس الرؤية حول القضايا الدولية والإقليمية، وتركيا تقدر بشدة دعم جلالة الملك حمد الثمين لتطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات».
وذكرت أن «تركيا والبحرين لديهما أيضاً مستوى رفيع من التعاون، والتنسيق الوثيق من خلال آلية الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي».
وبشأن التنمية في البحرين، قالت سفيرة تركيا إن «صاحب الجلالة الملك حمد هو القائد الملهم، فهو بعيد النظر منذ توليه السلطة، وقد انطلق بالبحرين من خلال التطورات والإنجازات الهائلة في جميع المجالات، بما في ذلك الخطوات المثالية لتمكين المرأة، كما أصبحت البلاد ليس فقط مركزاً مالياً فحسب، ولكن أيضاً وجهة سياحية مفضلة لسائر أوجه المنطقة».
وذكرت أن «تركيا ترحب بالإصلاحات التي تمت في الآونة الأخيرة والتي اتخذت حتى الآن في مملكة البحرين تحت قيادة ماهرة من جلالة الملك، ونحن على ثقة بأن مملكة البحرين سوف تستمر في طريقها إلى الإصلاح والتنمية، ما يزيد من تعزيز التلاحم الوطني والاستقرار ومزيد من الازدهار».
وقالت إن «البحرين بلد استراتيجي في المنطقة، وينتهج علاقات سلمية مع جميع البلدان في المنطقة والعالم تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل، حيث لديها علاقات وثيقة وعلاقات خاصة مع دول المنطقة بما فيها تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، والبحرين أيضاً دولة نشطة في جميع المنظمات والمحافل الإقليمية والدولية، ولاشك في أن إقامة المؤتمرات والاجتماعات الدولية في البحرين انعكاس واضح لمدى ازدهار البلاد».
مركز الاستثمار
من جانبه، أشاد سفير باكستان لدى البحرين جوهر سليم «بعلاقات الصداقة والتعاون المثمر التي تربط البحرين وباكستان، وبالدور الفعال الذي يلعبه جلالة الملك في دفع العلاقة الثنائية بين البلدين إلى آفاق أرحب». وأشار سفير باكستان إلى «التطور المطرد في حجم التبادل التجاري بين البلدين وإلى التطورات الإيجابية التي حصلت خلال السنة الجارية والمتمثلة في مشاركة وفد بحريني مكون من 27 رجل أعمال في معرض 2013 الذي أقيم بمدينة كراتشي». وأعرب عن ثقته في أن «تشهد علاقات الصداقة والأخوة بين البلدين مزيداً من النمو في المستقبل لأنها تراعي مصالح الطرفين وتنبثق عن قيم وعادات إسلامية مشتركة» مشدداً على «مساندة كلا الطرفين للآخر في جل المنابر العالمية كالأمم المتحدة ومنظمة العالم الإسلامي وفي المنتديات العالمية». وقال سفير باكستان إن «البحرين تشهد تقدماً واضحاً في كل القطاعات في عهد جلالة الملك وبفضل سياسته الحكيمة ومبادراته المتوالية أصبحت المملكة رائدة في الإصلاح الاقتصادي وتحررت من اعتمادها على النفط كمصدر وحيد للدخل وأصبحت دولة ذات مصادر دخل متنوعة في المنطقة كما نجحت في خلق بيئة جاذبة للاستثمار لتصبح مركزاً متقدماً من مراكز الاقتصاد والمال مع مضاعفتها لإسهامات القطاع الصناعي في الدخل العام في السنوات الأخيرة». وأضاف سفير باكستان أن «البحرين في ظل حكم جلالة الملك حمد عززت علاقاتها الودية والتعاونية مع العالم بأسره بما في ذلك باكستان التي تتمتع بعلاقات أخوية مع المملكة ما ساهم في تقدير دور المملكة في المحافل الدولية المختلفة بما في ذلك الأمم المتحدة والمجالس والهيئات الإقليمية والدولية الأخرى».
مملكة البدايات
من جهته، أكد سفير ماليزيا لدى البحرين أحمد شاهيزان عبدالصمد أن «البحرين وماليزيا ترتبطان بعلاقات طيبة، كما أن الزيارات التاريخية بين قيادتي البلدين تعد اللبنة الأساسية في دفع العلاقات الثنائية والأخوية لمستويات عليا، في مختلف المجالات، خاصة الاستثمارية والبنكية والصناعية وتجارة بيع الأكل الحلال والتعليم والسياحة والترويج للديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد».
وأشار سفير ماليزيا إلى أن «أقتصاد مملكة البحرين قد تطور بشكل واعد منذ فترة الأزمة التي مرت بها المملكة في 2011»، موضحاً أن «المملكة رغم الظروف السياسية التي تعصف بالمنطقة ككل، مستمرة في النمو والتطور الملحوظ حتى وصل التطور الاقتصادي لمستوى غير مسبوق من الاستقرار والازدهار».
وشدد سفير ماليزيا على أن «البحرين بقيادة جلالة الملك ملتزمة بإصلاحاتها وبالخصوص بما يتعلق بتنفيذ توصيات تقرير «لجنة التحقيق المستقلة البحرينية - BICI»، بل وتنفيذ ما هو أكبر من ذلك، فإن المملكة قد نفذت 19 توصية من أصل 26 توصية، وكذلك العمل على أجراء محاسبة للجهات الأمنية وكذلك الترحيب بتوصيات اللجنة الأممية الدورية «UPR»، ومن هنا فإن ماليزيا على ثقة تامة بحكمة جلالة الملك في دفع البحرين للأمام بما يخدم الصالح العام ويزيد من ثروة المجتمع».
وذكر سفير ماليزيا أن «السياسة الخارجية للملك تلبي المطالب الشعبية وتحرص على تطوير الأواصر الطيبة بين دول العالم، ولذلك فإن العلاقات الخليجية العربية تأتي في المقدمة، والبحرين تلعب دوراً أساسياً وفعالاً في السبق بطرح وتبني قضايا الخليج والعرب، كما عرفت مملكة البحرين بـ «مملكة البدايات» وذلك لمبادرتها الدائمة في قضايا الاتحاد الخليجي ومبادرتها في طرح اقتراح إنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان وذلك بالتعاون مع جيرانها المباشرين». وأوضح سفير ماليزيا أن «مبادرات صاحب الجلالة واضحة للجميع خاصة ما يخص مبادئ حقوق الإنسان، وكدليل لذلك تم اختيار مملكة البحرين لتكون مقراً رسمياً للمحكمة العربية لحقوق الإنسان، ولاشك في أن المبادرة نابعة من اعتقاد راسخ بأهمية حقوق الإنسان والحريات المدنية، لذلك، فهي خطوة إيجابية لحماية حقوق الإنسان في العالم العربي، أضف إلى ذلك فإن البحرين قد اعتلت مستويات شجاعة نحو تبني نهج أكثر شمولية وتوحداً مع العالم العربي والعالم بأكمله في الالتزام بمستوى رفيع بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولذلك فإن ماليزيا تدعم بشكل كبير قيادة المملكة الرشيدة ذات الرؤية الثاقبة في شؤون الحكم والعلاقات في المنطقة والعالم».
نهضة تنموية
من ناحيته، قال سفير إندونيسيا في البحرين تشيلمان اريسمان «إن البحرين وإندونيسيا ترتبطان بعلاقات طيبة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1976»، موضحاً أن «البلدين يتمتعان بصفات مشتركة وتاريخ طويل من الحضارة والثقافة والتعاون مع المجتمع الدولي، وهذا يرجع إلى السياسة الحكيمة التي ينتهجها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة».
وأضاف أن «البحرين تعيش نهضة تنموية في عهد جلالة الملك حمد، خاصة مع الرؤية الاقتصادية 2030، وتوجه المملكة نحو التنافس الاقتصادي وتضم عدداً كبيراً من الشركات متعددة الجنسيات وبها خدمات مصرفية ومالية، واهتمامها واضح بتكرير وصناعة النفط والألومنيوم، ويظهر ذلك جلياً في نشاط شركة ألمنيوم البحرين «ألبا». وأوضح سفير إندونيسيا أن «البحرين في عهد القيادة الرشيدة للملك حمد تتمتع بعلاقات تاريخية مع دول العالم، وجدير بالذكر زيارات قيادات البحرين إلى دول آسيا، واستضافة المملكة للمؤتمرات والاجتماعات الإقليمية والدولية وبينها الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون ورابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان»، والذي عقد مؤخراً في المنامة، ومن ثم فإن جلالة الملك حمد يلعب دوراً قيادياً في تعزيز العلاقة بين البحرين ودول الخليج و»آسيان» ودول العالم بوجه عام».
شفافية وحيادية
من ناحيته، قال القائم بأعمال سفارة كوريا الجنوبية في البحرين يوو جونها إن «بلاده من البلدان الأوائل في إقامة علاقات دبلوماسية مع مملكة البحرين، خاصة مع افتتاح مقر سفارتها في المملكة مطلع عام 1976»، مضيفاً أنه «تم إعادة افتتاح السفارة مجدداً في 2011 تحت رعاية كريمة من لدن جلالة الملك حمد والتي قد شهدت عناية ولفتة كريمة من الحكومة والمجتمع البحريني بوجه عام».
وقال إن «هناك تطوراً ملحوظاً في العلاقات الثنائية بين البلدين ففي مايو 2012، زار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، جمهورية كوريا تلبية لدعوة كريمة من رئيس وزراء كوريا وفي أغسطس من هذا العام بادل السيد هونغ ون جانغ المبادرة كأول رئيس وزراء كوري يزور مملكة البحرين منذ إنشاء العلاقات الدبلوماسية في عام 1976 بين البلدين». وذكر يوو جونها أن «التجارة المشتركة بين البلدين تشهد نمواً متزايداً، مع انضمام الشركات الكورية إلى المشاريع الإنمائية في البحرين، واكتشاف مجالات للتعاون في مجالات الطاقة البديلة، والتعليم، والتدريب المهني، وتقنية المعلومات، والحكومة الإلكترونية، وخلال زيارة رئيس الوزراء الكوري لمملكة البحرين، أبرم اتفاقاً لإنشاء لجنة عليا معنية بالاستشارة وتنفيذ المشاريع التعاونية المشتركة ونحن نتطلع إلى المزيد من التعاون والتبادل المثمر في مختلف المجالات المطروحة بين البلدين في السنوات المقبلة». وقال إن «البحرين تتصدر المؤشرات الدولية لحرية الاقتصاد مما يعني أن مملكة البحرين تتمتع بسياسات حكومية ومعيشية جيدة حيث يتعايش مواطنوها بأمن وانفتاح مع الحضارات والثقافات والاستثمارات الأجنبية، ولديها خبرة تاريخية في مختلف المجالات». وأوضح أن «المجتمع الدولي يدرك ويقدر الجهود الحثيثة والحقيقية لحكومة مملكة البحرين الساعية إلى تحقيق التوافق الوطني، والمتمثل بالحوار الوطني، ومن ثم نعتبر إطلاق لجنة التحقيق المستقلة «BICI» بتلك الشفافية والحيادية دلالة استثنائية على الشجاعة والمؤهلات العالية لرجل الدولة، فالتاريخ علّمنا إن كان هنالك من طريقة لحل أي نزاع ما، فعن طريق لغة الحوار، وأن قبول النتيجة والاستفادة من الدروس لهي الطريقة المثلى لحل مختلف النزاعات». وأعرب يوو جونها عن «ترحيبه بجهود البحرين الجادة في توسيع منظور العلاقات الدبلوماسية وصولاً إلى النطاق الشرقي من قارة آسيا».