«مانشيت» صحافي عريض نشر في الملاحق الرياضية الأسبوع الماضي استفزني كثيراً نظراً لتناقضه مع واقع الحدث وعلى الفور تذكرت المثل الشعبي القائل «مب كل امدلقم يوز» !!
«إنجاز تاريخي للبحرين بتحقيق المركز الثالث في البطولة الخليجية....» هذا هو العنوان الذي يتناقض نصه مع واقع الحدث، إذ كيف يمكن أن نعتبر المركز الثالث خليجياً بمشاركة أربع أو خمس منتخبات إنجازاً إلا إذا لم نكن نفقه أصلاً معنى الإنجاز!
إذا كان المركز الثالث خليجياً يعتبر في (نظرهم) إنجازاً فماذا عسانا أن نصف صاحب المركز الأول؟ وماذا نقول عن ذهبية الأولمبياد وغيرها من الألقاب البطولية التي تستحق فعلاً أن نطلق عليها مسمى الإنجاز؟!
لا أدري من هو المسؤول عن اختيار مثل هذه العبارات والعناوين المبالغ فيها، هل هم الإداريون الذين يريدون تضخيم الأمور لإبراز صورتهم أمام الأعلى منهم مسؤولية، أم إنهم أولئك النفر المكلفون بالتغطية الإعلامية لمثل هذه الفعاليات والذين يريدون إرضاء من كلفهم بالتغطية ؟!
في كلتا الحالتين علينا أن ندرك أن مثل هذه البهرجة الإعلامية لم تعد تنطلي على المتابع الواعي، وأن مثل هذه العبارات المبالغ فيها لا تؤدي إلا إلى ردود فعل سلبية وكثيراً ما تتحول إلى السخرية!
على المعنين بهذا الشأن أن يراجعوا أنفسهم ويعيدوا حساباتهم في تعاملهم مع وسائل الإعلام وأن يسموا الأشياء بمسمياتها ويتجنبوا الوقوع في منزلق البهرجة الإعلامية التي لم نجنِ من ورائها سوى التراجع إلى الوراء..!
كم كنت أتمنى لو أن ذلك «المانشيت» حمل عبارات عدم الرضا بالمركز الثالث خليجياً بدلاً من وصفه بالإنجاز لأنه في حقيقة الأمر وعلى أرض الواقع لا يشكل إنجازاً إطلاقاً، ولكن يبدو أن كلمة «إنجاز» أصبحت رخيصة ومتاحة لكل من يريد أن يلمع صورته أو صورة العمل الذي يقوم به بدليل أنها أصبحت شائعة في جل المشاركات الرياضية المحلية والخارجية حتى أن المركز العاشر أصبح في عداد الإنجازات!
هنا أيضاً يجب ألاّ نغفل دور القائمين على وسائل الإعلام الرياضي في أهمية التدقيق في مثل هذه العبارات المضخمة التي تحتاج إلى إعادة صياغة بحيث تتناسب مع واقع الحدث حتى لا يضيع الإنجاز الحقيقي وسط زحمة الإنجازات المصطنعة.. و«مب كل امدلقم يوز» !!