لا يصبح الخطأ على وجه حق بسبب عدم انتشاره، ولا تصبح الحقيقة خطأ لأنه لا أحد يراها. حقيقة يجب إدراكها أنه من التحديات التي تواجهها البحرين ضعف التواصل المؤسسي مع الدوائر الحقوقية بالأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان التي من المفترض أنه تمت معالجتها منذ الأحداث المؤسفة في 2011، ولكن. ويأتي التحدي الثاني مواجهة البيانات والتقارير المغلوطة البعيدة عن الحيادية والأمانة المهنية الرامية للابتزاز السياسي، وآخرها من منظمة «العفو» الدولية.
إن مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله يشكلان التحدي الأكبر للأجهزة الأمنية، كما أن الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة أدت إلى انعدام الأمن والاستقرار، وانعكست على جميع الدول العربية وباتت تهدد المجتمعات، وعليه وجب مواجهتها بقوة القانون الوطني والدولي لردع الجريمة العابرة للوطنية وفي مقدمتها الإرهاب وتمويله.
نقول ذلك للرد على بيان منظمة «العفو» الدولية الصادر في 1 سبتمبر 2016، المليء بالمغالطات، والذي تغافل عن الأسباب الحقيقية بقصد أو دون قصد، التي أدت إلى الإجراءات القانونية والقضائية بحق المدعو عيسى قاسم وأعوانه الذين قاموا بجمع المال على خلاف القانون لتمويل منظمات إرهابية وإرهابيين، ولكي يدوم هذا الفعل المجرم قاموا بشراء عقارات لإضفاء الشرعية على هذا الفعل المجرم دولياً ووطنياً.
منظمة العفو الدولية والقانون الدولي
قبل اتخاذ القرار رقم 1373 لإنشاء لجنة مكافحة الإرهاب، كان المجتمع الدولي قد أصدر بالفعل 12 صكاً من الصكوك القانونية الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، والبالغ عددها حالياً 16 صكاً. كل ذلك هدفه استئصال الإرهاب ومنع تمويله.
لقد تغافلت منظمة «العفو» الدولية عن موافقة جميع الدول الأعضاء في الجمعية العامة للمرة الأولى منذ 2001 على الإطار الاستراتيجي المشترك لمكافحة آفة الإرهاب، إذ شكلت هذه الاستراتيجية أداة فريدة لتعزيز جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب، وفق دعائم رئيسة تمثلت في معالجة الأوضاع التي تساعد على انتشار الإرهاب، ومنع الإرهاب ومكافحته، وبناء قدرات الدول الأعضاء على منع الإرهاب وتمويله وتعزيز منظومة الأمم المتحدة في هذا الصدد.
استهداف البحرين
لقد تبين عدم حيادية منظمة «العفو» الدولية وابتزازها السياسي، إذ فاق عدد التقارير والحملات والأخبار والبيانات الصحافية المعنية بالبحرين، عدد التقارير المعنية لكل من سوريا رغم قتل ما يقارب 300 ألف سوري ونزوح ما يقارب 12 مليوناً على يد نظام بشار الأسد والميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية! وما تقوم به إيران من انتهاك في حق الشعوب غير الفارسية من إعدامات وتهجير وتجارة البغاء والمخدرات! وما يقوم به «الحشد الشعبي» الشيعي الذي مارس أعنف صنوف القتل في حق الشعب العراقي من الطائفة السنية، وما يقوم به «حزب الله» الإرهابي في لبنان وسوريا والعراق!
نظرة مراقب
* سيستمر الاستهداف والابتزاز من قبل المنظمات الحقوقية، إذا ما استمر ضعف التواصل المؤسسي مع دوائر وخبراء الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان.
* تتزامن التقارير والبيانات ضد البحرين، قبل كل من سباق البحرين للسيارات «الفورمولا 1»، ومعرض البحرين الدولي للطيران، ومعرض البحرين الدولي للحدائق، والمراجعة الدورية بمجلس حقوق الإنسان، وعند تطبيق القانون على المجرمين والإرهابيين! مما يؤكد أن تلك البيانات والتقارير لم تأتِ صدفة بل بشكل ممنهج ومدروس.
* الإرهاب هو أي عمل يهدف إلى ترويع فرد أو جماعة أو دولة بغية تحقيق أهداف لا تجيزها القوانين المحلية أو الدولية.
* عندما يتم وصف الإرهابيين وداعميهم ومموليهم بالحراك المدني من قبل منظمات دولية يعد ذلك توصيفاً خارجاً عن المهنية وابتزازاً سياسياً مصدره أذرع لاتزال تعمل داخل الوطن.