المهزلة الحقيقية حينما تحاول بعض «دكاكين» حقوق الإنسان التحدث عن البحرين، والنيل من ملفها الحقوقي، في حين أن هناك جرائم حقيقية تحصل في الماضي وتحصل اليوم وتغض هذه الدكاكين عيونها عنها.
قلت سابقاً وأكرر، بأن البحرين لا تحتاج لمزيد من الدفاع عن ملفها الخاص بحقوق الإنسان، لأنه ببساطة أي نظرة متأملة لأي إنسان «محايد» عاقل لا انتماء سياسي له، ولا ميول طائفية، ولا مصالح مادية، تجعله يستوعب بسهولة كيف أن البحرين دولة حريصة على حقوق الإنسان.
لكن ما يدفعنا لخوض الحديث ذاته، هي هذه «المهزلة»، والتي تضاف إليها «مهازل» عديدة من أبواق في داخل البحرين، سواء عبر جمعيات إيرانية الهوى، وإعلام أعور ذي أجندة طائفية، يتحدثون بلسان معوج عن البحرين، في وقت لا يجرؤون، وأكرر لا يجرؤون على ذكر حرف عن تاريخ إيران الأسود في حقوق الإنسان، ولا ما يحصل في سوريا من مذابح.
هؤلاء بالنسبة لهم إيران وسوريا لا توجدان على الخريطة، بل أصلاً لا وجود لهما على خريطة الكرة الأرضية، وحينما تواجههم بما تفعله «حبيبة قلوبهم» إيران، يخرسون ويطالعونك بعيون بلهاء وكأنهم لا يعرفون عما تتحدث.
لا بل تعرفون تماماً حجم الجرائم التي ارتكبها نظام الخميني وتحديداً في «المعارضة» الإيرانية، وقمة المهزلة أن هؤلاء يسمون أنفسهم «معارضة» ومستعدون لأن يرتموا بدون شرط أو تفكير في أحضان أي فصيل من أي بلد لمجرد أنه يوصف بـ»المعارضة»، إلا المعارضة الإيرانية طبعاً.
تخيلوا أن أشخاصاً يتحدثون ويتباكون ويتوسلون العالم باسم حقوق الإنسان، لا يكون لهم موقف من انتهاكات حقوق الإنسان في إيران أو سوريا؟! تخيلوا بأن أشخاصاً يدعون أنهم مدافعون عن حقوق البشر، لا تمثل لهم حياة الإيرانيين ولا السوريين أي شيء؟!
هذه ليست قمة مهازل التناقض، بل هذه قمة العمالة بأدلتها الدامغة للنظام الإيراني.
من لا يقوى على قول كلمة حق في تاريخ إيران الأسود، في التاريخ الدموي لحكم الخميني ومن بعده خامنئي، هذا عليه أن يبلع حجراً ويخرس وألا يتجرأ بالحديث عن البحرين.
أنتم لستم مدافعين عن حقوق الإنسان، أنتم باختصار طائفيون متمرغون في التراب حتى النخاع في الموالاة لإيران ونظامها، لاعتبارات طائفية أولاً، وثانياً لأن إيران هي المستهدفة الأزلية للبحرين.
يتحدثون عن البحرين ويحاولون تشويه صورتها أمام العالم، ويتوسلون نشطاء ومؤسسات حقوق الإنسان أن تصدر بيانات عن بلادهم التي أكلوا من خيرها، رغم أن البحرين لم تقم بمجزرة إبادة مثلما فعلتها إيران في 1988 حينما أبادت 30 ألف معارض!
30 ألف معارض قتلوا في إيران بإشارة من مرشدها الأعلى الذي يوالونه، وحتى اليوم لا توجد إدانة واضحة، أو حتى تعليق من المعارضة الطائفية في البحرين، ولا من الأبواق المتلونة المنقلبة التي تتباكى اليوم على شعارات التعايش والتسامح، شعارات هي أثبتت أنها لا تؤمن بها حين اعتلت منصة دوار الانقلاب وقالت لأهل البحرين المخلصين لعروبتها وقيادتها «أنتم الراحلون ونحن الباقون».
أليست مريم رجوي تمثل المعارضة الإيرانية؟! أليست تتحدث باسم حقوق الإنسان؟! أليست تورد وثائق وأدلة دامغة وفيديوهات ووقائع تبين حجم الانتهاك الإنساني الصارخ الذي مارسه النظام الإيراني بحق معارضيه؟! أليست تتحدث بنفس لغة الدفاع عن حقوق الناس؟! فما بالكم إذن يا نشطاء حقوق الإنسان لا تنطقون؟! ما بالكم يا أبواق إعلامية تنضح بالطائفية المقيتة كل يوم، وتستهدفون البحرين كل يوم، ما لكم لا تملكون جرأة انتقاد إيران بحرف؟!
إنها العمالة الصريحة والواضحة، وهي دلالات الاستغلال الصريح المقزز لشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، هي مساحيق التجميل التي تستخدمونها لتخفوا وجهكم الحقيقي القبيح.
مستعدون لأن يشهروا بالبحرين ويفبركوا الأخبار عنها، ويشوهوا صورتها في كل قطاع ومحفل، لكن حينما يأتي الحديث عن المجرم الحقيقي والمنتهك الأكبر لحقوق الإنسان يخرسون خرس الجبناء ويصمتون صمت العملاء.
إنها «ماما إيران» يا عزيزي، فلا تطلب من عملاء دوار الانقلاب أن يدينوا قبلتهم التي يتوجهون لها بالولاء والخنوع وتبعية العبيد.