تطرق الزميل العزيز الأستاذ يوسف البنخليل يوم الإثنين الماضي إلى موضوع في غاية الأهمية، ألا وهو موضوع «الإيرادات الضريبية» والتي ستناقش رسمياً في المرحلة القادمة وعلاقتها اللصيقة بالميزانية الجديدة للدولة، وبهذا الخصوص يمكن أن تكون لدينا بعض الملاحظات استكمالاً لهذا الأمر الحساس في المرحلة القادمة.
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والخانقة، يمكن أن نتفهم أو يتفهم المختصون في مجالات السياسة والاقتصاد والإعلام ما يجري من مواقف وما تتخذ من قرارات وإجراءات تقشفية من طرف الجانب الرسمي، فحين تفرض الدولة بعض القيود على المواطنين والشركات فيما يخص بعض القضايا التي تتعلق باستقطاعات مالية أو عبر زيادة في الأسعار ربما ترهق حساباتهم ودخولاتهم، فإنها لا تفعل ذلك من باب «المزاج» أو من باب «العداوة» مع شعبها وناسها، وإنما قامت بهذا الأمر الصعب بسبب عوامل اقتصادية خارجة عن إرادتها. نحن وبكل وضوح نتفهم هذا الأمر، لكن كيف يمكن أن نقوم بإقناع المجتمع بهذا السلوك الرسمي في هذه المرحلة، خاصة فيما يتعلق بفرض رسوم مالية مضافة وما شابه، كالحديث هنا عن ضرائب ربما تكون قاسية وقادمة لا محالة؟
كان من الأجدر للدولة أن تقوم بحملات توعوية واضحة المعالم لكافة المواطنين والمقيمين حول المشكلة أو الأزمة الاقتصادية التي تمر بها كل دول العالم وليس البحرين فقط، بل كان من المفترض أن تقام حملة توعوية مكثفة عبر وسائل الإعلام الرسمية لتوضيح أسباب ذلك بعيداً عن أسلوب «الصدمة» أو إجبار المجتمع على تقبل فكرة أجنبية بالنسبة لوعيهم بالاقتصاد والمعيشة التي اعتادوها منذ نشأة دولنا الحديثة.
هل يعقل أن يصدر قرار رسمي بزيادة أسعار الوقود وقت «المغرب» من أجل تنفيذه في اليوم التالي؟ وهل يعقل أن ترفع الدولة الدعم عن بعض السلع بشكل صادم حتى دون اللجوء إلى مقدمات وما إلى ذلك؟ والآن، ومع إصرار الحكومة على فرض ضرائب في المرحلة القريبة القادمة -لم تكشف تفاصيلها بعد- هل سيتكرر ذات الخطأ الاستراتيجي بعدم توعية الناس حول تقبل هذا الأمر بشكل علمي وواقعي بعيداً عن أسلوب الصدمة الذي أثبت فشله؟
إذا أرادت الدولة أن تفرض بعض الالتزامات المالية المضافة تحت عنوان «الضرائب» أو غيرها من المسميات الاقتصادية الأخرى على المجتمع، وسواء اقتنعنا بأحقيتها أم لم نقتنع، يجب عليها أن تقوم بحملات توعوية مرسومة ومنظمة توضح من خلالها أنها ستكون مضطرة لهذا الحل أو ذاك بطريقة حضارية وعلمية بعيداً عن عملية «خذوه فغلوه»، فنحن في زمن الإقناع والاقتناع وليس من المقبول إطلاقاً أن نمارس أسلوب الصدمة على مجتمع متعلم وواعٍ. هذا ما كنا نود أن نلفت نظر الدولة إليه في قادم الأيام وفي كل مراحل الأزمات المحتملة، وهو إرشاد المجتمع وليس ممارسة أسلوب الصدمة معه.