تتجدد تحركات الدبلوماسية البحرينية على المشهدين الإقليمي والدولي، وهي تحركات غير تقليدية من قيادة تدرك جيداً حجم التحولات في القوى الدولية، وتعمل بحرص ومسؤولية على صيانة مصالح الدولة وتطويرها على كافة الصعد. وهي دبلوماسية فريدة في زمن تعرضت فيه التحالفات الإقليمية والدولية للشك والريبة. بعد أيام قليلة من زيارة تاريخية قام بها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله وأعزه إلى العاصمة التركية أنقرة وهي أول زيارة لرئيس دولة عربية بعد الأحداث التي عصفت بها، تأتي اليوم زيارة أخرى مهمة للغاية للعاصمة الروسية موسكو لتجمع لقاء قمة بين جلالته وفخامة الرئيس الروسي.المتتبع للدبلوماسية البحرينية سيلاحظ أن زيارة العاهل المفدى لموسكو هي ثاني زيارة في عام واحد، ما يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية، والاهتمام المتبادل بين قيادة البلدين لتطوير شراكات استراتيجية مستقرة دائمة تقوم على المصالح المشتركة. قراءة واقع العلاقات البحرينية - الروسية خلال العام الجاري تكشف لنا اهتمام المنامة الكبير بالصناعة العسكرية الروسية دعماً لجهود تطوير القدرات الدفاعية التي يقودها جلالة الملك حفظه الله باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما أن هناك تطلعاً بحرينياً للتعاون مع روسيا في مجال الطاقة والاستفادة من خبراتها المتقدمة في هذا المجال. القرار الهام بإنشاء لجنة حكومية مشتركة رفيعة المستوى سيسهم في فتح مجالات تعاون واسعة، وآفاق مختلفة لمستقبل التعاون البحريني- الروسي، وهي خطوة تفتح المجال أمام مبادرات عديدة تعزز الشراكة بين البلدين. القيادة البحرينية تدرك جيداً التحولات الجارية في الشرق الأوسط، ومثل هذه التحولات لا تخلو من التحديات والفرص في الوقت نفسه، ومن يعمل الآن على اقتناص الفرص سيكون قادراً على تحقيق المكاسب لاحقاً. تلك رؤية ونظرة ثاقبة من قيادة حريصة على مصالح وطنها، مسؤولة على أمنه ومكتسباته، مهتمة برسم شراكاتها الراهنة والمستقبلية. نقدر كثيراً الزيارة الملكية لموسكو، ونتطلع لمستقبل أكثر متانة من العلاقات مع شريك دولي مثل روسيا الاتحادية.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90