خبران متتاليان صدمانا بصراحة، واعترتنا دهشة كبيرة حيالهما، بسبب ما وصل إليه حال رئيس دولة تعد أقوى دول العالم، وجميعها تجرنا إلى استفهام كبير، الخبر الأول، هو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يستقبل في الصين استقبالاً رسمياً كما يقتضي البروتوكول والطابع الرسمي عند استقبال رؤساء الدول، حيث استخدم الرئيس الأمريكي سلم الطوارئ في مؤخرة الطائرة، بعد هبوط طائرته في مطار الصين بسبب عدم توفر السلم الخاص للخروج من الطائرة وبدء مراسم الاستقبال، كما هو متعارف، كما أن السلطات الصينية لم تضع على الأرض السجاد الأحمر لمرور الرئيس الأمريكي عليها، وبالطبع هذا البرتوكول متبع في جميع الدول كنوع من الحفاوة لاستقبال الزعماء والترحيب بهم، بما يتناسب مع مقامهم الرفيع.
أما الخبر الآخر الصادم، فهو هجوم رئيس الفلبين على الرئيس الأمريكي، ونعته بكلمة بذيئة لا يمكن أن يقولها أحد بهذه الصورة وعلى الملأ من خلال مؤتمر صحافي عندما قال الرئيس الفلبيني «لن أسمح لأوباما ابن «... « أن يعطيني درساً في حقوق الإنسان».
بغض النظر عن السبب الحقيقي وراء الحدثين في الصين والفلبين، فإن أوباما للأسف الشديد جر الولايات المتحدة، والشعب الأمريكي الودود إلى مرحلة لا تحمد عقباها، ما جعل العالم ينتقده دائماً بل يتطاول على الرئيس الأمريكي بهذا الشكل، وكأنه بصريح العبارة غير مرحب به بتاتاً، والمثل الشعبي يقول «من جعل نفسه سبوس لعبت به الدياي»، خصوصاً عندما أصبح أوباما «سبوس» عند إيران.
على أعتاب السقوط يسقط كل شيء، حتى الهيبة والسمعة وهذا هو حال الرئيس الأمريكي الذي أودى بالشعب الأمريكي إلى الحضيض، هذا الشعب الودود المحب للحياة والمتعاطف مع الشعوب الأخرى، فسياسة أوباما خصوصاً مع ملفات إيران وسوريا بالتأكيد تخالف إنسانية الشعب الأمريكي مع الشعوب الأخرى والضعيفة، فعندما تعلو المصالح الشخصية على المصلحة العامة تكون لحظة السقوط لحظة مرتقبة، صحيح أن فترة رئاسة باراك اوباما انتهت تقريباً إلا أن الأخير سيسلم الرئاسة لمن يليه وأمريكا مهزوزة، فبعد الرئيس السابق جورج بوش الأب لم تعد أمريكا بالدولة الصديقة أو الحميمة لدى كثير من الشعوب، وهذا يدل على الإدارة الفاشلة خصوصاً عندما لا يتوافق القول مع الفعل كما يفعل دوما أوباما، إلا أن «المسبة» كانت قوية جداً بحقه.
* كلمة من القلب:
دور الرعاية النهارية لكبار السن يجب أن تحظى باهتمام كبير من قبل الدولة، فهذه الدور أشبه ما تكون بالنادي الذي يجتمع فيه كبار السن وبعض المتقاعدين، حيث تعتبر الدار البيت الآخر لهم، ليس لما توفره الدار من برامج يومية متنوعة فقط، بل لما يشعر به كبير السن بصريح العبارة أنه موجود، ولا يزال على قيد الحياة، يحاول قدر المستطاع أن يستمتع مع من حوله بهذه الحياة بعد أن انشغل عنه كثير من أهله وأسرته، وهذا اقل ما تقدمه الدولة لكبار السن الذين وهبوا كل طاقتهم وشبابهم لبناء بحرين اليوم، فلولاهم ما وصلت البحرين إلى ما وصلته وحققته من تقدم وسمعة طيبة بين دول العالم.