فوز ناشئي اليد باللقب الآسيوي لأول مرة وتأهلهم إلى نهائيات كأس العالم للناشئين العام القادم.. وفوز ناشئينا باللقب العربي لكرة الطاولة لأول مرة.. وفوز ناشئي السلة باللقب الخليجي.. هذه هي الألقاب التي تستحق أن نصنفها في خانة الإنجازات لأنها تحققت على حساب منافسين أقوياء على المستوى الآسيوي والعربي والخليجي.هذه الإنجازات الثلاثة مع اختلاف تصنيفاتها تعد دلالات ومؤشرات إيجابية لمستقبل الرياضة البحرينية عامة والألعاب الثلاث المعنية بشكل خاص ويستوجب على الاتحادات الثلاثة أن تضع برامج طويلة الأمد لهذه المنتخبات التي لاشك بأنها تحتاج إلى المزيد من الدعم المادي سواء من الجهات الرسمية أو من المؤسسات و الشركات الخاصة التي أصبح لزاماً عليها أن تساهم مساهمة سخية لدعم هذه المنتخبات الوطنية بدلاً من أن تتهرب من هذا الواجب الوطني بحجة دعمها لفعاليات رياضية محلية أخرى هي في واقع الأمر أقل أهمية من الفعاليات الرسمية والمنتخبات الوطنية!سعدنا كثيراً باللقب العربي لكرة الطاولة لأنه جاء على حساب منتخبات عريقة في اللعبة على الصعيد العربي مثل مصر وتونس وهذا التفوق يؤكد بأننا نمتلك مواهب متميزة يستوجب علينا استغلالها واستثمارها لمشاركات آسيوية ودولية وأولمبية قادمة، كما سعدنا بفوز العمالقة الصغار باللقب الخليجي لكرة السلة بجدارة واستحقاق وهو ما يؤكد صلابة القاعدة السلاوية، وما زلنا نتطلع إلى ألقاب على مستوى العمالقة الكبار في ظل الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها اللعبة محلياً.أما السعادة الكبرى والفرحة الأكبر فقد جاءتنا بعزيمة وإصرار ناشئي كرة اليد الذين يسيرون على خطى «المقاتلين الكبار»، فقد نجحت «الكتيبة العباسية» بتجاوز كل الحواجز والفروقات وتفوقوا على كل منافسيهم وآخرهم المنتخب الياباني الذي استفز لاعبينا بفارق الأهداف الثلاثة التي انتهى عليها الشوط الأول واعتقد بأنه حسم البطولة ليجد نفسه في الشوط الثاني أمام مارد بحريني لا يقبل بالاستسلام ويتخذ من العزيمة والإصرار منطلقاً ليحول تخلفه إلى فوز جدير بفارق هدفين يبصم بهما على كأس البطولة ويتوج تأهله إلى كأس العالم بلقب تاريخي غالي.هذا المنتخب البطل يحتاج إلى برامج وخطط تدريبية وتحضيرية يواصل من خلالها تطوره إلى أن يصل إلى مراحل الكبار على غرار ما يحدث في الدول المتقدمة ولكم في الدنمارك خير مثال عندما تمكنت من الفوز مؤخراً بذهبية كرة اليد الأولمبية في ريو دي جانيرو بفريق جله من عناصر منتخب الشباب الذي كان قد شارك في بطولة العالم للناشئين التي أقيمت على أرض المملكة قبل حوالي سبع سنوات ويومها فاز هذا المنتخب باللقب بجدارة وكانت الخسارة الوحيدة التي تعرض لها أمام منتخبنا الوطني الذي هو اليوم يمثل منتخب الرجال!الألقاب البطولية الإقليمية والعربية والقارية مطلب كل الرياضيين وطموح كل المسؤولين ولكن الأهم من ذلك هو البناء على هذه الألقاب لتحقيق إنجازات أولمبية ودولية وهنا تكمن أهمية التخطيط السليم وأهمية توفير الدعم لمن يستحقه..مبروك لكل الأبطال الذين رفعوا راية الوطن عالياً ورفعوا رؤوسنا جميعاً وتحية حارة لجماهيرنا الوفية التي ساندت ناشئي اليد وأسهمت في رفع معنوياتهم وصولاً للقب الآسيوي الغالي..هكذا هو الولاء والوفاء والانتماء..وكل عام وأنتم بخير.