مبادرة تستحق التقدير تلك التي أطلقتها المحافظة الجنوبية بتنظيمها «أولمبياداً» رياضياً للناشئين على مدار أسبوع كامل كان حافلاً بالمنافسات الرياضية في 10 ألعاب مختلفة تمخضت عن بروز مواهب رياضية واعدة نتمنى أن تكون هذه «الأولمبياد» نقطة انطلاقة لها.. و«الكرة» الآن في ملعب الأندية والاتحادات الرياضية!
المبادرة «الجنوبية» لم تتوقف عند إبراز المواهب الرياضية بل كشفت عن الوجه الآخر الذي يفترض أن تلعبه المحافظات تجاه المجتمع المحيط بها، وهو تلمس احتياجات هذا المجتمع والعمل على ملء الفراغ الذي يعيشه وبالأخص فئة الناشئة والشباب الذين يعانون من الفراغ ويحتاجون لمن يأخذ بأيديهم نحو الطريق السليم.
هذا ما فعلته المحافظة الجنوبية بقيادة المحافظ الرياضي الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة وهذا ما نأمل أن يتكرر في المحافظات الثلاث الأخرى التي يقودها محافظون منتمون إلى القطاع الرياضي والشبابي ومعروفون بحبهم لهذه الفئة المهمة من المجتمع.
أولمبياد «الجنوبية» حقق العديد من المكاسب وكنت «شخصياً» تمنيت لو أن هذه المكاسب اكتملت بتغطية إعلامية لائقة للحدث وأبعاده المستقبلية، على عكس ما وجدناه على أرض الواقع والذي كان مخالفاً تماماً، فالتغطية الإعلامية اللائقة اقتصرت على صحيفة «الوطن» التي منحت الحدث حقه من التغطية على خلاف باقي الوسائل الإعلامية التي تجاهلت الحدث أو لامسته على استحياء، رغم أنه أهم من عديد من الأحداث الرياضية المحلية التي بالغ الإعلام الرياضي المحلي في تغطيتها «فقط» لأنها متبوعة بعائدات مادية!!
اللفتة المميزة في هذا الأولمبياد تمركزت في متابعة وحضور العديد من أولياء أمور المشاركين لتشجيع أبنائهم على الممارسة الرياضية وتحفيزهم على التفوق، وهذا ما دفع اللجنة المنظمة للأولمبياد لتخصيص جوائز لأولياء الأمور وهي مبادرة تستحق التقدير أيضاً..
نبارك للمحافظة الجنوبية وشركائها من منظمين وداعمين على نجاح أولمبيادهم الأول، آملين أن تستمر المحافظة في تنظيمه سنوياً وأن يكون متبوعاً «بأولمبيادات» مماثلة في المحافظات الثلاث من أجل توسيع قاعدة النشاط الرياضي في المملكة، نظراً لما للرياضة من أهمية قصوى في تقارب ولحمة المجتمع، إلى جانب إفساح المجال أمام الناشئة لإبراز مواهبهم، بعد أن تراجعت الرياضة المدرسية عن القيام بمثل هذا الدور، وبعد أن تراجع دور الأندية في هذا الاتجاه نتيجة الضوائق المادية -كما يزعمون-!
وكل عام وأنتم بخير.