أنظار العالم دائماً تتجه إلى المملكة العربية السعودية، وبالأخص في موسم الحج، ولله الحمد، كل عام تتميز فيه المملكة في إدارة الحج، فرعاية الحجيج والأماكن المقدسة ليس بالشيء البسيط أو السهل، مع توافد أعداد كبيرة من حجاج بيت الله الحرام من كل بقاع الأرض، يصلون إلى نحو مليوني حاج، جهود حثيثة لا يمكن أبداً أن تقاس، فهناك جهود أمنية وجهود لوجستية، والتوفيق من الله، فالنوايا يعلمها الله سبحانه وتعالى، ويعلم أن شرف العناية بالحرمين لا يمكن أن يعطيها لأي بلد إلا للمملكة العربية السعودية، وإدارة الحج لا يمكن أن يتشرف بها إلا السعوديون، فالحفاظ على البيت الحرام والحرص على أداء المناسك كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقصان أو أن يشوبها شك، فآل سعود الكرام وأهل السعودية أجمع حريصون على هذه الأمانة وهم قادرون على القيام بهذه الخدمة الجليلة.
المملكة العربية السعودية تحرص على راحة الحاج والمعتمر، وتحاول قدر المستطاع أن تذلل الصعاب والمشاق عنهم، معظمنا زار مكة المكرمة لأداء ركن مهم من أركان الإسلام، وهو الحج أو لأداء العمرة، وجميعنا يشهد بالدور الكبير الذي تقوم به المملكة، فبالرغم من الأعداد الكبيرة التي تتوافد على بيت الله الحرام إلا أن التنظيم والنظافة والرعاية والعناية واضحة جداً، ولا أنسى أبداً ما قامت به إدارة إحدى المستشفيات في مكة من عناية ورعاية لأبنائي، عندما مرضوا مرضاً شديداً أثناء أدائنا للعمرة، مستشفى مجاني مجهز بكل الأجهزة ومرافق طبية من مختبر وصيدلة وغرفة للأشعة، فالحاج والمعتمر يتعرض أحياناً لوعكة صحية أثناء أدائه للمناسك، فتخيلوا كم من طفل وشاب وكم من مسن يرتادون المستشفى للعلاج خصوصاً في موسم الحج، أعداد غفيرة بأمراضهم المختلفة، شفاهم الله.
المملكة العربية السعودية دائماً تحمل هم إرضاء الحجاج، وهمها الأكبر أن يرجع الحجاج والمعتمرون إلى ديارهم سالمين، وتحاول أن تحافظ على سلامة كل حاج أو معتمر منذ لحظة وصوله إلى أن يغادر أراضيها، كما تحرص في الوقت نفسه على أن يشعر الحاج دائماً بالأمان أينما تواجد، فرجال الأمن حفظهم الله أعين تحرس بيت الله وتحرس ضيوف الرحمن، عين حازمة لحفظ السلام وعين راعية تخدم وترعى وتسعف كل محتاج، قلوبهم كبيرة تتسع جميع الحجاج بتباين ثقافاتهم وعاداتهم ولغاتهم، مع هذا الجهد العظيم الذي تقدمه المملكة العربية السعودية والذي لا يمكن أبداً أن ينكره أحد إلا أن إيران لاتزال أنظارها على الأماكن المقدسة في مكة، تترصد بعيون خبيثة، تحاول أن تبث الفتنة وتنتظر اللحظة التي ترهب فيها حجاج بيت الله كما فعلت من قبل، لكن الله وحده حامي هذه الديار، ويعلم بالنفوس المريضة وستظل المملكة العربية السعودية تخدم بيت الله وحجاجه، وإن شاء الله كل موسم ستنجح المملكة في إدارة الحج، حفظ الله المملكة العربية السعودية وحجاج بيت الله.
* كلمة من القلب:
تأتينا الفرص أحياناً حتى تجبر خواطرنا، ويوم عرفة فرصة لا تفوت لتلبية الحاجيات، صوم يوم عرفة والدعاء فيه فرصة قد لا تأتي بعدها فلا يضمن المرء عمره، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.