من يتوقع أن البعض الذي استمرأ أعمال التخريب واختطاف الشوارع وتعطيل حياة الناس وإلقاء قنابل المولوتوف على مراكز الشرطة ورجال الأمن على مدى السنوات الخمس ونيف الماضيات سيجمد نشاطه اليوم بمناسبة الوقوف بعرفة فهو مخطئ، تماماً مثلما هو مخطئ من يعتقد أن إيران الملالي ستحترم هذا اليوم العظيم وستتوقف عن مهاجمة السعودية وتنظيمها للحج وتأليب من صارت تسيطر على عقولهم ضد كل فعل تقوم به الشقيقة الكبرى. والغالب أن هؤلاء وهؤلاء لن يتوقفوا عن مواصلة السير في طريق أذى الآخرين والإساءة إلى كل من لا يوافقهم على سوء سلوكهم حتى يوم العيد، والغالب أيضاً أن الفريقين سيستغلان صلاة العيد لشحن العامة ضد السلطة في البحرين والسعودية وضد كل من لا يقف معهم، وإن لم يكن ضدهم أو لم يتخذ منهم موقفاً بعد.
لا إيران ولا ذلك البعض ولا المحسوبون عليهما سيحترمون يوم الوقوف بعرفة ويوم العيد وسيسعون بدلاً عن ذلك إلى بذل جهد أكبر كي يفضحوا أنفسهم ويؤكدوا أنهم لا يراعون المناسبات الدينية ولا الناس الذين يفترض أنهم يسعون إلى كسب تعاطفهم ويرفعون شعارات الدفاع عنهم.
ليس جديداً هذا الذي تقوم به إيران حيث الغاية عندها تبرر الإساءة إلى يوم عرفة ويوم العيد وإلى كل مناسبة مهما كانت عظيمة ومهما كان تقديس المسلمين ومواطنيها والمهووسين بها لها، فالمهم والأهم عندها هو توظيف ذلك اليوم وكل يوم لخدمة أهدافها ومراميها. وبالطبع ليس جديداً أيضاً هذا الذي يقوم به ذلك البعض هنا في مثل هذه المناسبات فهو ينتظرها بفارغ الصبر، لهذا فإن ما حدث في الأيام الأخيرة على وجه الخصوص من تعطيل لحياة الناس وإرباكهم وترويعهم بإشعال النيران في إطارات السيارات ورمي الناس في أتون الزحام سيتكرر في هذا اليوم ويوم الغد، وسيتكرر أيضاً كل قول سيئ وسلوك خاطئ من قبل المسؤولين في إيران يعتقدون أنه يمكن أن يسيء إلى السعودية.
بالنسبة لهؤلاء وهؤلاء لا حرمة ليوم عرفة ولا ليوم العيد ولا احتراماً وتقديراً، فالمهم عندهم هو الاستفادة من كل يوم ومن كل مناسبة بما يخدم أهدافهم، ومن تابع تصريحاتهم في الأيام الأخيرة يدرك كيف أنهم خططوا لهذا اليوم ويوم العيد واليومين التاليين له وأعدوا لهما البرامج.
ما ينبغي أن يدركه هؤلاء وهؤلاء هو أن الناس سئموا من أقوالهم وأفعالهم التي تؤثر سلباً على الحياة وتسيء إلى الجميع، فليس بهكذا أقوال وأفعال يمكن لمن يعتبرون أنفسهم «معارضة» أن يحققوا المكاسب، وليس بهكذا تصريحات وممارسات يمكن لإيران أن تحصل على ما تريد، فلا هؤلاء يستطيعون أن يلووا ذراع البحرين، ولا هؤلاء يستطيعون أن يلووا ذراع السعودية، فهذه أذرع عصية على الالتواء.
هناك أمر آخر صار سهلاً ملاحظته وهو أن المهووسين بإيران والمخدوعين بتجربتها الفاشلة صاروا يرفعون الشعارات نفسها التي ترفعها حكومة الملالي هذه الأيام والتي تتناول فيها السعودية بالسوء، ومن تابع الإعلانات التي نشرها ما يسمى بـ «ائتلاف 14 فبراير» في الأيام الأخيرة في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية لا بد أنه لاحظ أنها اعتمدت التصريحات المتجاوزة للمسؤولين الإيرانيين عن السعودية وقيادتها، تماماً مثلما فعل البعض في العراق فور أن صدرت تلك التصريحات السالبة والمعبرة عن قلة الحيلة، وهذا يعني أن هؤلاء وهؤلاء ليسا فريقين وإنما هما فريق واحد يتبع أحدهما الآخر ويتكاملان، لكنهما بالتأكيد لن يتمكنا من تحقيق أهدافهما ومراميهما، فلا البحرين والسعودية ستسمحان لهما بذلك ولا دول مجلس التعاون ستغض الطرف عن أفعالهما، ولا الظروف التي تمر بها المنطقة وتطوراتها تعينهما على ذلك.