التصعيد الإعلامي الذي تقوده إيران ضد الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بسبب الحج ليس له أي مبرر، سوى رغبة إيران في ممارسة ألاعيبها المعتادة عندما ترغب في الشيء ولا تحصل عليه.
لذلك تلجأ إيران إلى أساليب مكشوفة ويعرفها الجميع بمن فيهم المحسوبون عليها وعلى نظامها، فهي إن لم تحصل على ما تريد تلجأ إلى التهديد والوعيد والقذف والسب وتقليل سقف الاحترام مع الجهة المختلفة معها، حتى وإن كان ما ترغب به إيران يتجاوز العرف والمنطق والقانون وهو تسييس شعيرة هامة، ألا وهي ركن الإسلام الخامس، وهي فريضة الحج، عبر شعاراتها السياسية والطائفية المعروفة عنها.
ولا أعرف هنا إن كانت إيران بمرشدها ورئيسها وكافة أعضاء حكومتها لا يعلمون أن الأدلة وإجماع أهل العلم أكدت أنه لا يجوز أن يكون الحج والعمرة لغير لله، ولا يمكن أن يقبل من المسلم أن يكون حجه لصالح شعارات طائفية أو فئوية أو حزبية، إنما الحج لله بنص القرآن، حيث قال الله تعالى «وأتِموا الحج والعمرة لِلهِ»، «البقرة: 196». ولذلك كل الدعاوى السياسية أو الطائفية أو الحزبية كلها دعاوى تصرف الحج عن أن يكون لله، فكيف بدولة أو جمهورية تلقب نفسها بـ «الإسلامية» تقبل أن يشوب الحج الذي هو لله وحده شوائب أخرى؟
وسبحان الله، إن لجوء النظام الإيراني إلى الصراخ والعويل عبر وسائل الإعلام ضد السعودية، لم ولن يحظى بالنجاح أبداً، بل إن تلك المحاولات جعلت من إيران معزولة عن العالم الإسلامي، فلم يلتفت إلى حملاتها المناهضة ضد السعودية أحد، وفشلت إيران تمام الفشل في محاولاتها التشكيك وزرع الفتنة، وشق صف المسلمين بشأن قدرة الحكومة السعودية على إدارة موسم الحج، بل بالعكس، فالمملكة العربية السعودية بفضل الله تلقت دعماً أكبر، ومواقف أكثر مساندة من الدول العربية والإسلامية التي تدرك جيداً الجهود الجبارة والمسؤوليات الكبيرة والإمكانيات المادية الهائلة التي سخرتها الحكومة السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، وهو موضع تقدير كبير وثقة مطلقة من المسلمين للحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله.
ومع ذلك، لا يؤمن شر إيران التي ستسعى جاهدة لتعكير صفو الأجواء الروحانية التي يعيشها المسلمون وخاصة الحجاج في هذه الأيام المباركة، وقد يتجاوز الأمر الحملات الإعلامية التي تنشها إيران إلى السعي نحو الإرهاب وسفك الدماء، وللنظام الإيراني تاريخ أسود في محاولات الإقدام على تنفيذ عمليات إرهابية في مكة خلال موسم الحج، فنسأل الله تعالى أن يحفظ حجاج بيته ويردهم إلى أوطانهم سالمين، وأن يدحر كل المساعي الشيطانية التي لا تريد الخير للسعودية، ولا للخليج العربي.