القرار الجريء الذي اتخذه رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة عادل العسومي بسحب ترشحه لرئاسة الاتحاد لدورة انتخابية ثالثة وتأكيد دعمه للرئيس الجديد سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، يجسد تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وهو الأمر الذي يدعو إلى الإشارة إلى هذا الموقف الشجاع، وليس كما يعتقد البعض أنه استسلام وهزيمة!
العسومي كان في طريقه للبقاء رئيساً للاتحاد البحريني لكرة السلة، كما كانت تشير كل المؤشرات الأولية التي سبقت سيناريو اللحظات الأخيرة بدخول سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة على خط الترشح للرئاسة واكتفاء الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل خليفة الرئيس السابق للاتحاد بالترشح لعضوية مجلس الإدارة، بعد أن كان قد صرح مراراً عبر وسائل الإعلام المحلية بترشحه للرئاسة منافساً للعسومي!
قرار العسومي الجريء يستحق التقدير لأنه حسم الرئاسة مبكراً لسمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الذي نأمل أن يقود للاتحاد إلى مزيد من التقدم والتطور وأن يستمر في استكمال خطط الاتحاد الحالي الذي نجح في توسيع قاعدة المنافسة بين فرق الدرجة الأولى، بالإضافة إلى نجاح سياسة دعم الأندية مادياً وخصوصاً تلك التي لم تكن تمتلك الدعم المادي الكافي لتطور لعبة كرة السلة.
سنوات ثمان قضاها العسومي على رأس هرم السلة البحرينية شهدت الكثير من الإيجابيات والقليل من الزلات السلبية التي حاول البعض تهويلها لأهواء شخصية، وهو ما نتمنى ألا يتكرر في عهد المجلس الجديد لأننا نريد أن نتجاوز مثل هذه الأساليب التي لم نجنِ من ورائها سوى التراجع والضياع!
أخيراً؛ نقول لعادل العسومي شكراً على كل ما قدمته لكرة السلة المحلية خلال السنوات الـ8 الماضية من جهد إداري أثمر عن رعاية تجارية مجزية أدت إلى ازدياد حدة المنافسة وكسرت الاحتكار الثنائي الذي ظل لسنوات طويلة مسيطراً على الساحة السلاوية إلى أن أصبح دورينا السلاوي من أقوى الدوريات الخليجية فنياً وجماهيرياً، ونتمنى أن نراه في موقع رياضي آخر يليق بما يتمتع به من كفاءة إدارية تلتقي مع توجهات القيادة الرياضية، كما نتمنى لسمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة التوفيق في قيادة لعبة العمالقة إلى المزيد من القفزات، ونأمل أن تحرص الجمعية العمومية على إيصال المرشحين الذين يتمتعون بالقدرة على العمل الإداري النزيه الذي يخدم اللعبة ويساهم في تطويرها، لا أولئك الذين يعشقون الأضواء الإعلامية أو أولئك الذين يريدون تصفية الحسابات الشخصية ويقدمون المصلحة الخاصة على المصالح العامة، والكرة الآن في ملعب الأندية صاحبة الكلمة الفصل!