لم تكتفِ دول الخليج العربي أياديها أو تختار مقعد المتفرج السلبي عندما اندلعت الثورة السورية ضد نظام الطاغية بشار الأسد في عام 2011، خلافاً لما كانت عليه إيران وروسيا وحتى واشنطن. لقد كانت دول الخليج العربي محركاً فاعلاً للأحداث الداعمة للثوار على عدد من الأصعدة، سياسياً ومادياً ومعنوياً.نقف اليوم على إعراب الأمم المتحدة عن أملها في أن يسهل الاتفاق، الذي توصلت إليه كل من موسكو وواشنطن في جنيف، والذي جاء استئنافاً للجهود الرامية إلى البحث عن حل سياسي للأزمة. ولكن السؤال الذي بات يتداول في الفترة الأخيرة والذي أصبح يفرض نفسه خصوصاً في الملفات ذات العلاقة بالمثلث الجديد «أمريكا، إيران، روسيا»، أين دول الخليج من كل هذا؟! ما هو دورها؟ ما موقعها من الإعراب من كل تلك الحسابات والمعادلات الجديدة؟ كلنا يعلم بأن كان هناك هجوم معاكس شنته كل من إيران وروسيا بتخاذل وتعامي أمريكي أطلق أيديهما وترك لهما العنان لتكون يدهما العليا لإدارة المعركة في سوريا. لكن ما يشغل الذهن الخليجي حقيقةً في الآونة الأخيرة هو الأسباب الخفية وراء انحسار الدور الخليجي في تتبع تحركات أنقرة من جهة، والعويل من جهة أخرى على ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى مئات آلاف المدنيين الذين يعانون حالياً من الظروف الكارثية هناك، وهي مساعدات خليجية لم تسلم من تهمة تمويل الإرهاب في حال لم يعطَ جزء منها للطغاة أتباع الأسد.لقد اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني أن وقف القتال في سوريا نقطة بداية لاستئناف المفاوضات، ولم يختلف عنها وزير الخارجية الألماني الذي قال نفس الكلام. فماذا تعتبر دول الخليج العربي وماذا ترى؟!* اختلاج النبض: كل الدلائل تشير إلى عقد جولة أخرى من مفاوضات جنيف لحل الأزمة السورية، وكما يبدو، فقد حجزت كل من إيران وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والاتحاد الأوروبي مقاعدهم في تلك الجولة لضمان مصالحهم.. فيما لم يحجز كرسي واحد لدول الخليج العربية، وكأننا لم نستثمر الجهد والمال حتى لا يبقى أسد يزأر لصالح إيران التي تحرص على اشتعال اليمن رغبةً في إلهائنا عن سوريا.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90