كتبنا العام الماضي على خلفية تصريحات متكررة تستهدف البحرين من قبل حسين أمير عبداللهيان مدير عام الشؤون الدولية في مجلس الشورى الإيراني، أن على هذا الإيراني أن «يضع لسانه في لهاته وينطم».
لهيان الذي قدم أوراق اعتماده لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة سفيراً لإيران في البحرين في السادس من سبتمبر 2007، كان له دور كبير وداعم للمجموعة الانقلابية التي حاولت اختطاف البلد في 2011، وكان من الداعمين لجماعة «الوفاق».
وطبعاً نظام خامنئي هو من يعتبر عيسى قاسم مرجع الوفاق ممثلاً لشيعة البحرين، باعتباره يستمد مرجعيته من المرشد الإيراني نفسه، والأخير هو من منحه صفة «آية الله».
وصلت الصفاقة بلهيان هذا لتهديد البحرين على خلفية محاكمة عيسى قاسم رأس التحريض في بلادنا، كما تطاول على شقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية، متناسياً أنه هو ودولته ومن يتبعهم من زمرة انقلابية وأتباع يصفون أنفسهم بالمعارضة، هم أعداء البحرين، وهم الذين علينا أن نحذر من مخططاتهم الدنيئة، والتي تكررت مراراً، والتاريخ يشهد.
البحرين مملكة مستقلة، لها قوانينها، ولها دستورها، ومن يعيش فيها ويقول بأنه «بحريني»، عليه أن يحترم هذه القوانين، لا أن يعيش فيها وهو يوالي إيران قلباً وقالباً مثلما يفعل قاسم ومن معه.
نعم أنتم إيرانيو الهوى والولاء، أنتم من أساء للطائفة الشيعية، التي كثير منها وطنيون ومخلصون لبلادهم، وسجلوا مواقف عديدة في الوقوف مع بلادهم، ابتداءً من محاولة الشاه الإيراني احتلال البحرين، مروراً بمحاولة الانقلاب التي نفذها «الذيل» الإيراني هادي المدرسي، وصولاً للانقلاب الخبيث الفاشل قبل خمس سنوات.
إيران تزرع لها عملاءً، تنوع فيما بينهم، وتمنح الدرجات المختلفة، من رؤوس تحريض باسم الدين، أو ناشطين باسم السياسة، أو أتباع يؤمرون فيطيعون.
السعودية حفظها الله، بحزم قادتها قطعت رأس العميل الإيراني المزروع في أراضيها نمر النمر، وجعلته عبرة لكل خائن، ويومها صرخت إيران حتى نفد صوتها، وأرعد وأزبد خامنئي وزمرته، لكن كل هذا لا يهز شعرة في المملكة القوية.
واليوم إن كان لهيان وأسياده يصرخون بشأن عيسى قاسم، فعليهم أن يلوموا أنفسهم أولاً، أنتم تعرفون أنه عميلكم في البحرين، تعرفون بأنه آجلاً أم عاجلاً سوف يطبق عليه القانون لتحريضه على الدولة ولتنفيذه الأجندة الإيرانية، أنتم اليوم تدفعون ضريبة تباطؤكم في أخذه بين أحضانكم وإخراجه من البحرين.
لو كانت إيران جادة في حرصها على سلامة عيسى قاسم لسعت منذ سنوات لترتيب سفره إليها وإقامته عندها، لكنها لم تفعل ولن تفعل، وهنا الدرس الذي يجب أن يعيه من مازال يصدق قاسم وجماعته، إيران حينما تزرع عميلاً ما، لا يفيدها إن كشف أمره واضطرت لأن تأخذه عندها، حينها ستكون خسرت وجوده في الدولة التي تريد منه أن ينفذ أجندتها فيها، إن أعادته لها وأجلسته عندها انتهت قيمته وأصبح مجرد كرت احترق.
بالتالي حينما تهدد إيران البحرين بالكلام، فإن هذا أقصى ما يمكنها فعله، لأنها أصلاً لن تقوم بشيء آخر، نمر النمر قطعوا رأسه فماذا فعلت له إيران غير الكلام، وكذلك الحال مع عميلها عيسى قاسم.
لهيان يهدد البحرين.. والله مهزلة، شخص جلس في البحرين معززاً مكرماً وحاول وهو متنعم بخيرات بلدنا والأمن فيها والحياة الهانئة حاول أن يضرب أمننا ويقوي خونة الداخل، واليوم ذهب لبلده التي يعيش فيها عبداً لخامنئي تابعاً ذليلاً تحت قدمه، ذهب ليهدد بلادنا بالكلام.
العبد لا يمكنه التهديد، هو يؤمر فيطيع، وهذا هو حال المسؤولين الإيرانيين مع خامنئيهم.
البحرين ستبقى هوساً في أذهانكم، ستبقى عصية عليكم، هي الشوكة الحادة التي طالما مزقت «لهاكم» يا لهيان.