الأحداث الماضية تتنبأ بما هو قادم، فالدول الخليجية والعربية بدأت مشوار الانقلاب على الولايات المتحدة الأمريكية لتكوين جبهة انقلابية ضد القرارات التي تنفرد بها على المستوى الدولي لإحكام سيطرتها على العالم، خاصة بعد تهديدات الكونغرس الأمريكي بإصدار تشريع «قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب - جاستا»، حيث يسمح القانون بإزالة الحصانة السيادية، التي تحول دون مقاضاة حكومات الدول التي تتورط في هجمات تقع على أراضي الولايات المتحدة، كما يسمح القانون للناجين، وأقارب من ماتوا في تلك الهجمات، بمقاضاة الدول الأخرى عما لحق بهم من أضرار.
أبرز هذه التحالفات التي سيشهدها العالم هو التحالف الخليجي القوي مع روسيا والصين، حيث إن خارطة التحالفات قد شهدت طفرة نوعية خصوصاً بعد لقاءات القادة الخليجيين والزيارات المتبادلة مع مجموعة من الدول التي تملك قوة عسكرية واقتصادية، بالإضافة إلى أن القوى الدولية في أمريكا الجنوبية تبحث في الفترة الحالية عن تحالفات مع دول بمنطقتنا نظراً لتذوقها مرارة المؤامرة الأمريكية ضدها، مما جعلها معزولة عن العالم وانتشار مظاهر الجريمة والفساد الاقتصادي بها.
قد يكون الانقلاب الدولي على أمريكا في باطنه يحوي مجموعة كبيرة من التحالفات، إلا أن الجوانب الاقتصادية ستغطي على هذه العمليات الانقلابية، بحيث لن يكون هناك أي انقلاب عسكري ضد أمريكا، ولكن القوى الاقتصادية لهذه التحالفات ستعطي جرس إنذار قوي ضد القوة الأولى بالعالم، وفي هذه الأثناء فإن استغلال العملية الانقلابية لن يكون على حساب المسلمين، فقد تشرع دول أوروبية بالانضمام لتلك التحالفات وأبرزها الدول التي شهدت على أراضيها عمليات إرهابية كفرنسا.
كل ذلك مجرد تكهنات شخصية، لكن الرؤية الشاملة لمخطط الانقلاب سيتغير وفق التحركات التي ستقوم بها أمريكا على مستوى السياسة الخارجية الأمريكية، لاسيما أنه في شهر نوفمبر المقبل ستشهد الساحة الأمريكية انتخابات الرئاسة والتي تعتبر أضخم حدث سياسي دولي يترقبه الجميع، كون الذي سيصل لقمة الهرم سيحدد السياسة الأمريكية المقبلة.
ولكن قبل مشروع الانقلاب، هل كان أوباما سبباً رئيساً لذلك؟ إن هيبة أمريكا قد انحدرت إلى الأسفل بطريقة غريبة، فقد كانت في أيام الحروب الماضية تفرض نفسها على الساحة كقوة أولى من خلال التكنولوجيات التي أبهرت العالم بها، بل وصل بها الأمر إلى أن تتحكم بمصير دول عن طريق جناحها العسكري والاقتصادي، ومنذ تولي الرئيس الحالي باراك أوباما شهد العالم مجموعة كبيرة من الأمور على رأسها «الربيع العربي» والصراع السوري وانتشار الإرهاب في أوروبا، كل هذه مؤشرات لفشل أمريكا في تنفيذ خططها في الحرب على الإرهاب الذي صنعته، حتى باتت تفقد السيطرة عليه إلى أن أوجدت الدول الحلفاء لها أنها تدخل نطاق المؤامرة الأمريكية في تقسيم الشرق الأوسط.
أوباما فقد السيطرة على كل شيء، فأوقع أمريكا في ملفات معقدة تضعها أمام التزامات تقضي على مستقبل الصدارة في التحكم بمصير الدول الحلفاء، وبالتالي العالم قد يشهد خلال الأيام المقبلة جملة أكبر من التحالفات لتتضح الصورة النهائية للمشروع الدولي للانقلاب على أمريكا، خاصة أن اللقاءات بين قادة الدول العربية وخاصة الخليجية منها تزداد وتيرتها مع مجموعة من الدول المؤثرة، فالمستقبل ينذر بأن الأحداث لن تتوقف عند الصراع في الشرق الأوسط فقد يصل هذا الصراع إلى داخل البيت الأبيض.
* زاوية محلية:
مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، لعبت دوراً محورياً في صناعة تحالفات فريدة من نوعها، ووضعت أقدامها على مفاصل القوى الدولية التي ستسيطر على العالم بالمستقبل، المهمة التي يتطلب على أساسها من الحكومة أن تضع التحالفات التي قادها عاهل البلاد المفدى في عين الاعتبار، وأن تشهد تحركاً أكبر لفك القيود الاقتصادية وفتح المجالات للاستثمارات لتلك الدول الحلفاء، من خلال إرسال وفود على مستوى الوزراء والكتل السياسية والحقوقية لتعزيز الصورة الذهنية الحقيقية لجهود الدولة في توفير الأجواء المناسبة للاستثمارات بمملكة البحرين.
* رؤية:
الابتسامة هي الشيء الجميل الذي يمتلكه الإنسان، فبها تذوب الحواجز ويكون الطريق للقلوب أكثر إشراقاً، فلا تتردد بجعلها عادة يومية لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «تبسمك بوجه أخيك صدقة».